- وفد من منظمة حمورابي لحقوق الانسان يحضر انطلاقة المؤتمر التأسيسي للتجمع الوطني المستقل
- السيدة باسكال وردا تلقي كلمة بالمناسبة تشدد فيها على قيم النزاهة والشفافية والديمقراطية في العمل السياسي
- السيدة وردا تدعو في كلمتها الى اعتماد المشاركة السياسية التي لا تستثني اي مكون وطني
شارك وفد من منظمة حمورابي لحقوق الانسان في المؤتمر التأسيسي للتجمع الوطني المستقل الذي انطلقت اعماله نهار يوم 6/7/2017 في بغداد بحضور عدد كبير من الشخصيات السياسية وقادة رأي وناشطين في المجالات الحقوقية والاجتماعية، وقد تضمنت أعمال المؤتمر القاء عدد من الكلمات ، كما تضمن بيانا ختاميا ادرج فيه المضامين الاساسية لاهداف هذا التجمع والرؤية الوطنية التي يعتمدها في الميدان للحفاظ على وحدة العراق واعتبار نظام المحاصصة الطائفية والعنصرية اساس البلاء الذي اصاب البلاد، ويدعو التجمع الى عقد سياسي وطني يكون رؤية للحل ، هذا وضم وفد منظمة حمورابي لحقوق الانسان السيدة باسكال وردا رئيسة المنظمة والسيدين وليم وردا مسؤول العلاقات العامة فيها وعادل سعد المستشار الاعلامي.
ومن بين الذين القوا كلمات بالمناسبة السيدة باسكال وردا وهذا نص كلمتها.
أيها الأصدقاء، أيها الإخوة
دمتم برعاية الرب ودامت حياتكم بالكثير من المواقف المشرفة.
والحال أنها فرصة سعيدة لي ولأعضاء مجلس إدارة منظمة حمو رابي لحقوق الإنسان والهيئة العامة فيها، أن نشارككم هذا الحدث الوطني الجديد تحت يافطة التجمع الوطني المستقل. من هذا المنبر اعبر عن خالص اعتزازي أن أكون أحد شهود هذه الولادة الموفقة لتنظيم سياسي جديد، أملي أن يكون ملبيا لطموحات عراقية في عمل حزبي نزيه يأخذ بعين الرعاية والاهتمام احترام حقوق العراقيين بعيدا عن أي ارتصاف أو نزعات حصصية طائفية أو مناطقية التي أساءت إلى القيم الديمقراطية ومولت مع الأسف الشديد، مواقف فيها الكثير من الفساد والإحباط، وتكبيل العراقيين مآسي جمة ومنعهم من الفرص التنموية الديمقراطية والمدنية.. هذا هو الوضع الذي تسبب للبلاد بالعديد من النكبات في مقدمتها وأبشعها جرائم الابادات الجماعية التي ارتكبها وما زال ترتكبها مجاميع الإرهاب الداعشي المسلح بكل أشكاله وجيوبه التي سوف يتم وبعون الله، دحرهم بشكل تام من جميع بقاع الأراضي العراقية وذلك بهمة القوات المسلحة بأصنافها بالإضافة الى الدعم الجوي الدولي، ولهم مجتمعين أحلى عبارات امتنان لأجل تضحياتهم التي سببتها اللامسؤولية السياسية إبان الاعتداء الاسود على شعب وسيادة العراق سنة ٢٠١٤، لدى الانسحاب من الموصل وسهل نينوى وسنجار والانبار وغيرها بسبب المساومات السياسية الخاطئة، ادت بأمن المناطق الى الانهيار .
لست في موقع أن أملي عليكم ما ينبغي ان تكون مسيرة التجمع الوطني المستقل، فاني أرى وأدرك ان بينكم نخب وقادة رأي على درجة من الأمانة الوطنية. ولكن إذا كان لا بد من تأشير بعض الحقائق أقول أن ما يخدم هذا الوليد الحزبي الجديد ويحقق له التزامه الأصيل هو الانفتاح على كل المعايير والقيم التي تصون الإرادة الوطنية وتحفظ هوية التنوع الديمغرافي والثقافي العراقي، وتضع بالاعتبار أن البناء السياسي القائم على حب الوطن وتكافؤ الفرص والعدل والمساواة والتضامن هي المفاتيح الأساسية للحفاظ على العراق، وهي الضمانة التي لا بد منها في أي بناء تنموي يسعى له العراقيون ، وخاصة في حقل بناء ساحة سياسية صحيحة وكفوءة من قادة يفقهون بالعلوم السياسية ومنهم تصنع " رجال الدولة " ولما لا أيضا نساء الدولة" الديمقراطية.
انني ومن معاينات ميدانية وبحكم مسؤولياتي في قيادة منظمة حمو رابي لحقوق الإنسان اقول لكم أن الشيطان لا يكمن في التفاصيل، على عكس ما يقال. إذا كانت هذه التفاصيل في سياق الخير والسداد والمسؤولية الحضارية والحرص على وقف الهدر السائد في الحياة الاقتصادية والتنموية والعمل بكل متطلبات الإصلاح الحقيقي والمصالحة، وما تقتضي من آليات العدالة والشفافية، بل هو ما يستدعي لتعزيز هوية المواطنة وجود رأي عام تنفيذي يقف ضد كل الممارسات الانتهازية المنتجة للانتهاكات المشينة مهما كانت المبررات ، دينية أو سياسية. لان الإنسان هو راس مال الوطن . وأي ضرر أو انتهاك أو ظلم ضده يعني بالنتيجة النهائية ظلما للوطن وانتهاكا لحرمته.
أتمنى أن تكون مسيرة التجمع الوطني المستقل حافلة بإنصاف المظلومين والمضطهدين والمهمشين، أكان ذلك من خلال السعي إلى إلغاء أو تعديل جميع القوانين الجائرة التي تشرعن العنف والتمييز بين أبناء الوطن الواحد، أو في طرح مقترحات قوانين جديدة تتسم بالمدنية وتعزيز المساواة بين الجنسين، حيث يجب أن تصبح المرأة جزءا لا يتجزأ من عملية بناء الأمن والسلم المجتمعي تنفيذا لالتزامات العراق في خطته ألوطنية الخاصة بتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1325 الخاص بالشأن المذكور. كما الفت نظر إخوتي في هذا التجمع السياسي الجديد الموقر على أهمية تضمين النساء في صفوفهم السياسية لإتاحة الفرص اللازمة لتمكينهن السياسي قبل تقديمهن إلى المناصب في الدولة كون هذه المهام بحاجة إلى اقل ما يمكن من المعرفة والخبرة السياسية التي يفتقر إليها العنصر النسوي أكثر من غيره، أكان ذلك في البرلمان أو في المناصب الإدارية الأخرى.. ودون شك، الوضع يتطلب ذات التوجه بالنسبة للرجال. كما أن طلبي يمتد إلى أن يكون هناك بث نهج روح الأخوة والتعايش السلمي بين مختلف مكونات الشعب العراقي، إذ لا مكانة للاستصغار بفئة بسبب عددها أو دينها أو جنسها الخ..
نعم أملنا في الجيل الجديد كبير بعون الله ومحبته .
مرة أخرى نبارك ونشكر لكم أيها الجمع الكريم، مبادرتكم هذه, ونتمنى لكم التقدم والموفقية في صقل مباديء التجمع الوطني المستقل، بمباديْ الديمقراطية التي تمثل افضل المناخات السياسية لصيانة متواصلة للكرامة البشرية وللحريات والحقوق الأساسية للإنسان...