Skip to main content

أخبار و نشاطات

نساء ديالى ينتفضن على \"دكتاتورية الرجال\"

نساء ديالى ينتفضن على \

/صوت العراق

 أجمعت ناشطات نسويات في محافظة ديالى على أن المرأة لم تمنح حقها الطبيعي بإشغال المواقع القيادية في

المحافظة،بالرغم من ان النساء يمثلن أكثر من نصف سكانها.

وتؤكد الناشطات أن نساء كثيرات يمتلكن ما يؤهلهن لتسنم مواقع قيادية، لكن "دكتاتورية الرجال" تحول دون حصولهن على استحقاقهن.

وتعِد الحكومة المحلية لديالى بمنح النساء دورا مهما في دورتها الحالية، على أن يتم تحديد ملامح هذا الدور خلال الأسابيع المقبلة.

وجدلية مشاركة المرأة بفاعلية في الحياة السياسية في العراق أخذت بالاتساع بعد التغيير السياسي في 2003، لكن مؤشرات الواقع تدل على أنها ما زالت دون المستوى المطلوب.

وتقول هندري علي مكي، وهي ناشطة نسوية في بعقوبة، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "دور المرأة ضعيف للغاية في المؤسسة الحكومية بسبب دكتاتورية الرجال، رغم وجود طاقات وقدرات نسوية على درجة عالية من الخبرة والمهارة تمكنهن من القيام بإدارة ملفات حيوية عدة".

وتضيف مكي أن "المرأة لم تحظ بأي منصب حكومي رفيع بعد عام 2003، خاصة في الأذرع التنفيذية، سواء كانت في الحكومة المحلية او الدوائر الخدمية، بل على العكس من ذلك كان التهميش حاضرا بقوة".

وتتهم علياء صبري، وهي ناشطة نسوية من اهالي ناحية بني سعد (18 كم جنوب غربي بعقوبة)، بعض الاحزاب بالوقوف وراء محاولة تحجيم دور المرأة في ميدان العمل الحكومي.

وتقول صبري في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "هناك نظرة استعلاء واضحة من قبل شريحة الرجال، وخاصة المسؤولين، في منح المرأة أي فرصة للتعبير عن قدراتها، لأنهم يخشون من ان تنجح في عملها وتصبح اكثر مقبولية منهم في اداء المهام والواجبات الحكومية".

ويبلغ عدد المقاعد المخصصة للنساء في انتخاب مجالس المحافظات 117 مقعدا من اصل 447 مقعدا تمثل مقاعد مجالس عموم محافظات البلاد، وفقا لنظام توزيع المقاعد رقم (12) لسنة 2013 الخاص بانتخاب مجالس المحافظات.

وبالنسبة لمحافظة ديالى، فإن عدد المقاعد المخصصة للنساء يبلغ 8 مقاعد من أصل 29 مقعدا تم تخصيصها لمجلس المحافظة.

ويدخل تخصيص عدد من المقاعد للنساء في إطار نظام الكوتا النسائية، والذي تمكن عدد محدود من النساء الفائزات في انتخابات مجالس المحافظات 2013 من الاستغناء عنه في الوصول الى مقاعد مجالس المحافظات.

وتشير زينب القيسي، وهي ناشطة نسوية في قضاء بلدروز (30 كم شرقي بعقوبة)، الى أن المرأة في ديالى لم تأخذ استحقاقها في المناصب الحكومية رغم انها تشكل نسبة تزيد عن نصف سكان المحافظة.

وتشدد القيسي في حديث لـ"السومرية نيوز" على ضرورة "إعادة النظر بملف توسيع مشاركة المرأة في الحكومة المحلية من قبل مسوؤلي ديالى، لأنها تمثل عاملا تكامليا يخلق اجواء التنافس ويعطي حيوية للمجتمع"، مؤكدة "وجود طاقات نسوية يمكن الاعتماد عليها في تحقيق نجاحات بملفات معقدة".

وفازت 99 امرأة من بين 378 مرشحة في انتخابات مجالس المحافظات لعام 2013 ممثلات عن 12 محافظة، ومثل اعداد المرشحات الفائزات معدل 26%.

وكانت اعلى نسبة للمرشحات الفائزات هي 27,5% في محافظات ديالى والنجف وصلاح الدين.

وبدوره، يؤكد محافظ ديالى عمر الحميري ان المرأة عنصر هام في المجتمع العراقي عموما وفي ديالى على وجه الخصوص.

ويقول الحميري في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "هناك مناقشات وحوارات تجري مع قوى وتيارات سياسية متعددة من اجل ضمان حضور فعال للمرأة في حكومة ديالى المقبلة، لأنها باتت تمتلك قدرة عالية على القيادة ويمكن إلقاء ملفات حيوية عدة على عاتقها".

يؤكد الحميري أن "هناك قبولا من قبل اغلب القوى السياسية بأن يكون للمرأة دور في حكومة ديالى المقبلة، لكن طبيعة الدور وملامحه سيتم تحديدها في الاسابيع المقبلة".

ومن جهته، يشير ظافر اللهيبي، وهو باحث اجتماعي في بعقوبة، الى ان النظرة الاقصائية من قبل الرجل للمرأة سمة موجودة في المجتمع وترسخت عبر فترات زمنية طويلة. 

ويقول اللهيبي في حديث لـ"السومرية نيوز" انه "بالرغم من ان هناك تغيرا جوهريا برز في السنوات العشر الماضية من ناحية انخراط المرأة في الحياة السياسية، لكنه لم يسهم في علاج شامل".

ويوضح أن "نفسية الرجل الشرقي بصورة عامة لا تحبذ أن يكون تحت قيادة امرأة، والبعض يرى ذلك عيبا او مخجلا، رغم ان المرأة باتت تمتلك طاقات وقدرات عالية، لكن اعماق النفوس تبقى متأثرة ببعض المفردات التي تكسبها من الحياة العامة".