نحو أصحاح بيئي شامل في محافظة البصرة
منظمة حمورابي لحقوق الانسان
تسلط الضوء على الكارثة
البيئية في محافظة البصرة
- المياه المالحة والمعالجات الضعيقة أو المعدومة لهذه الظاهرة البيئية الخطيرة
- أغلب الاجراءات التي أتخذت حتى الآن ليست اجراءات تحسبية وقائية وأنما ترقيعية حتمتها الظروف الاستثنائية
- الخلل كبير والتنصل عن المسؤولية بألقاء التهم جزافا يعمق الكارثة
- منظمة حمورابي لحقوق الانسان تقترح عدة اجراءات لمواجهة الظاهرة
بعد متابعة ميدانية حثيثة واتصالات مع عدة جهات معنية خلصت منظمة حمورابي لحقوق الانسان، الى أن ازمة المياه الملوثة في محافظة البصرة بحاجة ماسة الى معالجة جذرية من الآساس واعتماد آليات صحية واسعة من اجل وضع حد لهذه المشكلة المستعصية.
وبتفصيل أوسع واكثر تشخيصا توصلت منظمة حمورابي الى عدد من الحقائق والوقائع التي يمكن اجمالها بما يأتي :
اولا : أن الاجراءات التحسبية التي كان من المفترض اعتمادها استعدادا لفصل الصيف واستمرار شحة المياه، لم تكن على درجة من التأهب والقدرة الوقائية التي تحد من هذه الظاهرة وبتشخيص مضاف أن السلطات المحلية ضمن مجلس محافظة البصرة وقعت في خطأ انتظار تصاعد المشكلة لكي تتصدى لها وهذا بحد ذاته يمثل خللا اجرائيا ليس الا.
ثانيا : أن المشكلة تفاقمت بصورة حادة في ضواحي مركز محافظة البصرة، أي في الاطراف والمناطق الريفية أكثر مما هي في مركز المدينة، وهذا بحد ذاته يؤشر خللا واضحا في السياسات التنموية والخدمية المعتمدة، اذ كان يجب أن تعطى الأهمية اللازمة في المعالجة لتلك المناطق أسوة بمركز المدينة، وبذلك يمكن تحقيق العدالة الخدمية لتحقيق الاصلاح البيئي ودرء خطر التلوث.
ثالثا : تفتقد أغلب الجهات الخدمية في المحافظة الى ما يمكن أن نصطلح عليه حسن المثابرة والمواظبة والتكاتف بين جميع هذه الجهات وليس أن تتبارى في ألقاء التقصير على هذه الجهة أو تلك، ولذلك افتقدت البصرة الى وجود غرفة طوارئ داخل مجلس المحافظة مع الافادة من الجهات الصحية والأمنية وكل الجهات الأخرى ذات العلاقة من اجل اعتماد آليات تصدي حازمة تشارك فيها الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني ومن المفيد ايضا الافادة من المنظمات التابعة للامم المتحدة المعنية بتقديم المشورة وحتى الخدمات من هذا النوع كمنظمة اليونسيف وغيرها.
رابعا : لا توجد معادلة اجرائية بين حجم التحديات البيئية التي تضرب المحافظة وحجم الخدمات المقدمة اصلا، وهذا بحد ذاته ما جعل الاجراءات المعتمدة اجراءات ترقيعية في اغلبها وهي عموما لا تغطي كل المحافظة، والاخطر في ذلك وحسب ما نقل لنا من ناشطين خلال جولاتهم في المحافظة انها اجراءات انتقائية وحسب حالة الطوارئ في هذه المنطقة أو تلك.
خامسا : يبين الواقع البيئي العام في المحافظة ان الاجراءات الرقابية على مصانع تحلية وتعبئة المياه هناك ضعبفة جدا إن لم تكن معدومة، مع العلم أن هناك أكثر من ثلاثين مصنع من هذا النوع وهي تستغل حاجة المواطنين في المحافظة لتحقيق ارباح طائلة مع عدم ألالتزام بالضوابط الصحية اللازمة ولذلك تفتقد المياه المعبئة الى عنصر الجودة المطلوبة.
سادسا : اشتكى مسؤولون في مجلس محافظة البصرة من قلة مادة الكلور المعقمة ولم يتبين السبب في ذلك، فهناك اتهامات متبادلة في هذا الشأن.
سابعا: لاحظت منظمة حمورابي لحقوق الانسان أن هناك تهويلات اعلامية لم يكن قصدها تحذير المواطنين من خطورة الوضع البيئي، وانما من اجل احداث الهلع اللازم والتأجيج ليس الا في الوقت الذي ينبغي أن يكون الاعلام في خدمة الاجراءات العلاجية والتنبيه الى الطرق الصحيحة لمواجهة الأزمة.
- ان منظمة حمورابي لحقوق الانسان أذ تضع هذه التشخيصات الميدانية أمام الرأي العام العراقي وأمام انظار مجلس الوزراء ومجلس محافظة البصرة، فأنها تتطلع الى اعتماد اجراءات رادعة تحد من الظاهرة، كما تقترح أن تساهم مجالس محافظات أخرى في تقديم الدعم لمجلس محافظة البصرة في اية اجراءات فاعلة.
- ترى منظمة حمورابي أهمية أن تتألف فرق تطوعية من الشباب لتقديم الخدمات الطبية والصحية في بعض المناطق من المحافظة لمساعدة الجهات المسؤولة هناك، وبالأمكان الافادة من طلبة الكليات والمعاهد الصحية في ذلك.
- ترى منظمة حمورابي أن مياه الاسالة " عبر الانابيب المنزلية " بحاجة ماسة عاجلة الى صيانة خاصة وان الواقع كشف عن وجود بعض الاختلاطات بين مياه الصرف الصحي ومياه شبكة أنابيب المياه المنزلية.
- هناك استهلاك غير مسؤول لمياه الأسالة الخاصة بالاستخدام البشري، اذ تسطو الكثير من الجهات الصناعية على تلك الشبكة في اسراف واضح لها مما يؤدي الى انقطاعها.
- تأمل منظمة حمورابي أن تكون للجهات التابعة للامم المتحدة المعنية بحماية البيئة ودرء خطر التلوث مساهماتها في مشروع خدمي واسع في المحافظة.
- أن تتولى الجهات الطبية في المحافظة تأمين فرق طبية جوالة تنتقل من منطقة الى أخرى حسب الحاجة وحجم الكارثة، ولنا أن نشير هنا الى ان هذا النوع من الفرق الطبية الجوالة يحقق نتائج ايجابية على درجة مهمة وهناك شهادات من الامم المتحدة في هذا الشأن لحالات مرضية مماثلة جرت في افريقيا وامريكا الجنوبية وآسيا.
- تطالب منظمة حمورابي بأعتماد اجراءات بيئية سريعة لدرء خطر التلوث في انهار وجداول محافظة البصرة ومنا الجداول في منطقة أبي الخصيب ( منطقة الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب).
- أن منظمة حمورابي لحقوق الانسان إذ تضع هذه الحقائق والوقائع والاقتراحات والتوصيات أمام الجميع فأنها تأمل أن تكون هناك حملات منظمة ومتواصلة ومتجددة وان تكون المساهمة واسعة في انجازها بأسلوب النفير الخدمي العام.
بغداد - 5/9/20128