- نائب رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان لويس مرقوس ايوب يشارك في لقاء موسع مع مبعوث الاتحاد الاوربي يان فيكل
- السيد مرقوس : الاهمية بالدراسة والمراجعة ينبغي ان يعطى لاوضاع الاقليات العراقية
- اصداء ايجابية مهمة لتشخيصات السيد مرقوس خلال اللقاء
دعا السيد لويس مرقوس ايوب نائب رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان الى ان يتصدر موضوع الاقليات العراقية طاولة الاهتمام الوطني والدولي في الوقت الحاضر نظرا لان الموضوع اصبح اكثر الحاحا ، جاءت دعوة السيد مرقوس هذه خلال لقاء عقده السيد يان فيكل المبعوث الخاص للاتحاد الاوربي من اجل تعزيز الحريات الدينية وقد جرى اللقاء في مقر ممثلية الاتحاد الاوربي في اربيل يوم 9 شباط 2017 .
وكان المبعوث الاوربي قد طلب تحديد الموضوع الاهم لمناقشته في اللقاء ، فقال السيد نائب رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان ممثلا عن تحالف الاقليات العراقية بعد الاستئذان من الشخصيات الحاضرة في الاجتماع ان الاهمية ينبغي ان تعطى لاوضاع الاقليات في سهل نينوى ما للموضوع من أهمية كبيرة وقصوى في تراجع مفهوم حرية الاديان والتعايش السلمي في العراق، لأن الاوضاع في سنجار بعد تحريرها منذ اكثر من عام تشير الى خطورة كبيرة في عدم إمكانية التعايش السلمي فيها، لهذا فأن من رجع من الايزيديين لايشكل سوى نسبة 10% من حجم النزوح منها، وهكذا سهل نينوى بالنسبة للمسيحيين هو الاخر يعاني من المشكلة نفسها بعد تحريره منذ اربع اشهر، ولأن أساس الدولة الديمقراطية ودولة المواطنة هو التعايش السلمي والعدالة المجتمعية .
وأضاف في مداخلته ان الاقليات تتعرض لتحديات كثيرة تحول دون بقائها في بلدها ودون إمكانية إندماجها مرة أخرى في المجتمع العراقي، وهذه التحديات هي موزعة بين ملفات كثيرة منها ( الملف الأمني ، الملف الاداري، الملف الخدماتي والاعمار، التعويضات المادية ، العدالة الانتقالية )، والموضع الاهم هو فقدانهم الثقة بالسلطات الحكومية ، إذ لايوجد ثقة بتحقيق العدالة والإقتصاص ممن تسبب بأذيتهم من السياسيين والعسكريين وتسهيل سقوط مدنهم وقصباتهم بيد داعش، مما تم التسبب في هجرة قسرية وسرقة دورهم وحرقها مع تدنيس كنائسهم ومزاراتهم ومقابرهم قبل وبعد سقوط نينوى بيد داعش .
وفي سياق حديثة، أوضح السيد لويس خطورة الوضع الامني في ظل تعدد الحشود العسكرية وتعدد مرجعياتها الامنية في مناطق الاقليات، إذ أصبح اليوم لكل مكون أو اقلية تعيش في المنطقة أكثر من قوة عسكرية مختلفة في عددها وفي ولائها السياسي لأحد الاطراف في بغداد أو اربيل ، وهذا يشكل خطراً كبيراً على إستقرار المنطقة دون أن يكون لها قيادات موحدة، وأن هذا العامل سيزيد من هجرة وتدفق الاقليات خارج وطنهم بحثاً عن الأمن والسلام في بلدان أخرى .
وفي هذا السياق وللمزيد من إيضاح الخطورة القائمة من نزيف الهجرة المستمر للاقليات بصورة عامة ومنهم المسيحيون والايزيديون بصورة خاصة، إذ لم يتبق من المسيحيين في العراق ممن نزحوا قسراُ عام 2014 من الموصل وسنجار وسهل نينوى البالغ عدده 120 الف نازح سوى 50% منهم اليوم ، وهؤلاء أيضاُ نسبتهم في تناقص يوما بعد يوم، وبعد معانات لمدة أكثر من سنتين و4 اشهر وهم في مخيمات النزوح ، وبعد تحرير مناطقهم عادوا اليها ليشاهدوها وقد أصبحت رماداً، حيث سرقت الممتلكات وأحرقت الدور والكنائس ودنست صلبانها ومقابر موتاهم ، فكانت الصدمة أكبر مما يتحملوها، لذلك اليوم هناك خطورة كبيرة في هجرة هؤلاء والالتحاق بالركب من ذويهم الذين سبقوهم قبل عامين وأكثر.
وتوقف السيد نائب رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان عند ملف الاعمار المهم والشائك ، وهو مهم لتعزيز وجود ما تبقى من الاقليات، وبما أن الثقة مفقودة بالحكومات بأن تقوم بإعمار المناطق المحررة، لذلك يجب أن يكون هناك صندوق للإعمار مدعوماً دولياً وأن يكون للمجتمع الدولي دور في المساهمة به والاشراف على إنسيابية تدفق و صرف الاموال ومراقبة وصولها الى مستحقيها من الاقليات .
هذا ولاقت كلمة السيد لويس مرقوس ايوب أصداء ايجابية مهمة نظرا لما تضمنته من تشخيص دقيق، الى ذلك اكد المشاركون في اللقاء على ضرورة أن يكون هناك تدخل دولي وحضور للإتحاد الاوربي مباشر في مناطق الاقليات بعد إنتهاء تحرير الموصل وبدء عمليات الإعمار، وذلك لتأمين العيش المشترك وتحقيق السلم الأهلي والمصالحة، لأن الصراعات بين بغداد واربيل والتدخل في شأن الاقليات كلها تشير الى عدم استقرار سهل نينوى، ولازالت المطامع موجودة لمناطق الاقليات من بغداد وأربيل .