أصدرت منظمة الاقليات العراقية بياناً ، شجبت فيه وأستنكرت الجرائم البشعة التي مازالت تستهدف ابناء العراق من طائفة الصابئة المندائيين وخاصة الصاغة منهم ، كان أخرها في البصرة ، وفيما يلي نص البيان:
بيان شجب واستنكار
إلى الشرفاء في الوطن،
إلى أهل الغيرة سليلي الحضارات العراقية الأصيلة،
إلى كل مؤمن بمبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة البشرية،
ما تزال قوى الغدر والظلام تتمايل وتتبجح بقدراتها الفائقة على ارتكاب أبشع الجرائم بحق المكوّنات الأصيلة، التي كانت يومًا، تشكل النسيج الأساسي الأكبر في اللحمة العراقية، وهي الأجدر دومًا، بحمل راية الوطنية والولاء الصادق له ولسيادته ولشرفه.
هاهم خفافيش الظلام، وعلى مرأى ومسمع الدولة العراقية وحكومتها الضعيفة وكل أجهزتها الأمنية، تقتل وتعيث في أرض الأنبياء والأئمة فسادًا، دون رادع أو وازع أو تحرّك جدّي لوقف سيل دماء الأبرياء الزكية، من الحلقات الضعيفة في المجتمع، ولاسيّما المختلفين في الدّين عن كلّ ما هو غير مسلم.
إلى متى سيبقى سفكُ دماء هؤلاء الأبرياء مباحًا من قبل هذه الميليشيات التي تتحرّك بمنهجية واضحة بدون وازع أو رادع؟ إن الهجمة الشرسة التي يتعرّض لها إخواننا الصابئة المندائيين، ولاسيّما الصاغة منهم، في هذه الفترة الأخيرة بحجة تكفيرهم أو لأسباب مادية بحتة، لا يمكن التماهل فيه أو السكوت عنه. وما هذه الجريمة الأخيرة التي طالت ثلاثة من أـبنائها البررة في سوق البصرة القديم، إلاّ حلقة ضمن سلسلة الاستهداف المبرمج بهدف القضاء على أتباع هذه الطائفة، وهم الأصلاء في أرض الوطن قبل غيرهم، بل ولهم الحق فيه وفي خيراته، وفي امنه وأمانه قبل غيرهم.
إننا ندعو الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية كي تعي هول الكارثة وتضع حدًا لهذا الاستهداف الإجرامي اليومي المتكرّر. إنا نعتقد، أنه ذات المخطّط الذي يطال المسيحيين والأيزيديين، لاختلافهم في الدين. بل، إننا نعتقد أنه قد آن الأوان للتحرّك دوليا وتحشيد الرأي العام العالمي والمنظمات الدولية ومثيلاتها لحقوق الإنسان، كي تتحرّك لصدّ هذه الهجمة الشرسة وغير العادلة بحق مكوّنات أصيلة في نسيج الشعب العراقي. لذا، ندعو أصحاب الضمائر الحيّة وسائر المنظمات الفاعلة في حقول حقوق الإنسان، كي تتضافر جهودها للضغط على الحكومة العراقية من أجل إيجاد حلّ لهذا الاستهداف المبرمج وإجراء تحقيقات جدّية لمعرفة الجناة وتعقّبهم وتقديمهم للعدالة، وليس تقييد الحادث ضدّ مجهول، كما في كلّ مرة.
للشهداء الرحمة ولذويهم ورئاسة طائفتهم الصبر والسلوان.
منظمة الأقليات العراقية
بغداد، في 12 حزيران 2010