مفتاح أمن مسيحيي الموصل في جيب البرزاني
هكذا تمر دورة الحياة السياسية لحركات التحرر الوطني والقومي منها الحركة التحررية الكردية على الشكل التالي: بداية عشائرية وحرب عصابات – الالتجاء الى خبراء في حرب العصابات من الدول والحركات الاخرى – طلب مساعدات – رفع شعارات التضامن والوحدة والديمقراطية والتنوع والتعدد وهكذا تلتحق الاحزاب والمنظمات والافراد والشخصيات الذين يؤمنون بالتحرر والديمقراطية الى جانب الحركة الكردية وخاصة الانصار والاشوريين المتمثلة بـ "زوعا" وكان للكلدان دور فعال ايضا داخل الديمقراطي الكردستاني (البشمركة) وها هي اضرحتهم تسمو على جبال وسفوح كردستان العراق، وتاريخ الحركة الكردية التحررية معروف لغاية نيسان 2004 بعدها كانت القيادة الكردية مخلصة لشعبها بحيث استثمرت بنجاح بالغ الظروف الذاتية والموضوعية التي فرضت على الشعب العراقي بعد سقوط النظام السابق، وكانت سياسة الاكراد بحق تسير باتجاه الاستفادة من كل خطوة وقرار وموقف من بداية تشكيل الحكومة الموقتة وخطة بريمر الى كتابة مسودة الدستور والاستفادة القصوى منه وخاصة اجراج المادة 140 وموضوع كركوك الى فرض واقع عملي على الساحة في كركوك والموصل خاصة وكان آخرها حدثين مهمين
قتل وتهجير مسيحيي الموصل – الاستيلاء على برطلة، وكلمة الاستيلاء هنا تأتي من ضمن سياق الواقع الفعلي والا بماذا نفسر تنزيل العلم المركزي واستبداله بالعلم الكردي، حتى وان جميع اهالي برطلة موقعين على ذلك! وحتى ان كانت هناك مباركة من رجال الدين! لان ذلك يعتبر احتلالا ما دام لا يوجد هناك قانون دستوري وخاصة لايعتبر احتلال ما دام لم يتم استلام وتسليم واعتبار منطقة برطلية خاضعة لاقليم كردستان بالقوة؟ وسؤالنا هو: لماذا يحدث ذلك لمنطقة مسيحية دون مناطق خاضعة لاديان اخرى؟ الجواب عند قادتنا
حفرنا قبورنا بايدينا
المهم الان هو ان مدحنا للاكراد ليست مجاملة لاننا لا نحبها كون ليس لدينا لدينا مصلحة شخصية بذلك! كوننا لا نقبض ثمن كتاباتنا بالدولار ولا نصبو ان نتعين في سفارات اقليم كردستان الخاصة! او ان نطمح الى مناصب اخرى داخل الاقليم وخارجه، بل ما نريد ان نقوله ان الاكراد كانوا في غاية الفطنة بحيث استغلوا كل خطوة وحركة الاخرين لصالح تثبيت كيان شعبهم وحكومته بغض النظر عن السلبيات التي ترافق كل حركة وعمل، ونحن اصحاب الارض والسكان الاصليين والاصلاء وقعنا في فخ الاكراد والعرب في نفس الوقت، بحيث اصبحنا اداة لنتصارع فيما بيننا من اجل حق لنا، اي تمكنوا من زرع الفتنة والشقاق داخل البيت الواحد، ونفذنا بايدينا وقلمنا وعقلنا خطة جهنمية اسكرتنا مدة سبعة سنوات عجاف، وكنا اداة في حفر لحدنا بأيدينا بمسكر اقوى من عرق القوش وبعشيقة الا وهو الحكم الذاتي والتسميات! وكان الطريق قد فرش بالاسبست العادي التي سارت عليه كنائسنا باحتضانها لاحزاب جديدة التي كانت ادوات حفر قبور شهدائنا في العراق الذي وصل العدد بحدود 800 شهيد منهم 275 شهيد في الموصل فقط وقد نشرت هيئتكم (الهيئة العالمية للدفاع عن سكان ما بين النهرين الاصليين) قائمة متكاملة باللغتين العربية والانكليزية وارسلناها مع برقيات الى رئاسة العراق وكردستان وقداسة البابا والامين العام للامم المتحدة والرئيس الامريكي ورؤساء الاتحاد الاوربي واكثر من 184 منظمة عالمية حقوقية في اكبر حملة عالمية لنصرت مسيحيي الموصل، هذه المدينة التي ودعت عائلة القس مازن (والده وشقيقيه وتم اغتصاب اخته ووالدته) امام انظار الشرطة
النتيجة الاولى هي زرع الفتنة وعدم الثقة بيننا من خلال "الصراع القومي" ودخلوا من هذا الباب لمعرفتهم المسبقة بقلة خبرتنا في السياسة بشكل عام فكيف بالصراع القومي؟ الذي ظهر فجأة بقدرة قادر! خلافاً لمعطيات حركة التاريخ والجغرافية! وهكذا ادارونا في عدة اتجاهات الى ان جاء هذا اليوم لا نعرف ان نفك خيوطنا المتشابكة واين هو خط البداية! واصبحنا تائهين في الصحراء وامامنا 12 طريق (بعدد احزابنا ومنظماتنا) ولا نعرف اي طريق يوصل الى واحة فيها ماء! ونرى مشهد سقوط الرجال والنساء والاطفال على الطرقات الغريبة ورؤسائنا يقبضون ثمن قبورهم وهم احياء
المفتاح في جيب البرزاني
سبق وان اكدنا في مقال سابق حول مذبحة صوريا 1969 ان المرحوم القائد ملا مصطفى البرزاني هو شاهد ملك على هذه الجريمة البشعة وتبنتها هيئتكم كأول قضية نتحرك عليها، لماذ يكون المرحوم "البرزاني" شاهد ملك؟ لانه كان رئيس الحركة الكردية المسلحة والقائد العام لقوات الحركة – البيشمركة – وتم اعدام القس والمختار والاطفال الرضع والنساء الحوامل الـ 36 شهيد على هذا الاساس (انفجار لغم زرعه قوات البيشملركة في طريق الجيش قربة القرية)
واليوم يتكرر المشهد بشكل آخر ويعود التاريخ بعد 40 سنة لتتهيأ الظروف امام الاستاذ مسعود البرزاني نجل المرحوم ملا مصطفى البرزاني ان يكون شاهد ملك على ما سميت "غزوة الموصل الكبرى) اي قتل وتهجير واختطاف واغتصاب وقطع رؤوس مسيحيي الموصل، ولمرحلتين! كانت في الاولى قوات الاسايش – الامن الكردي هي المسيطرة على مدينة الموصل (قبل الانتخابات الاخيرة) وحدثت المأساة في منطقة سيطرة الاكراد عليها، لذا يكون القائد الكردي مسعود البرزاني شاهد ملك ادبياً واخلاقياً ومن ثم قانونياً شاهد ملك باعتباره القائد العام لقوات البيشمركة منها الامن "الاسايش" نحن لا تهمنا الاتهامات من جانب هذه الجهة او تلك كون الاكراد هم الذين وراء تهجير شعبنا من الموصل لاسباب سياسية تتعلق بموضوع كركوك والحكم الذاتي وفرض امر واقع والوقود السياسية هو دماء شعبنا، والانكى من كل هذا ان الادوات كما نوهنا اعلاه هم من داخل بيتنا! لذا الذي يهمنا هو:
النتيجة الثانية: ان الاستاذ مسعود البرزاني امام موقف تاريخي من خلال اخلاق مسؤولة، اما ان يقول لنا وللعالم :نحن الاكراد ليس لنا علاقة بتهجير وقتل مسيحيي الموصل! وهذا هو مفتاح الحل بيدي ويعطي اوامره الى قوات الامن الكردي المتواجد داخل الموصل وضواحيها بحماية المسيحيين وارجاعهم الى ديارهم بامان وسلام، او ان لا يقول شيئاً جواباً على هذه الرسالة وبذلك يثبت لنا وللعالم ان ما يُقال من اتهامات واشارات للاكراد بالضلوع في تهجير مسيحيي الموصل تصبح دلائل مقرونة بالوثائق عندها يعرف القائد مسعود البرزاني اكثر من غيره ماذا تعني حقوق الانسان لانه جرب معنى الحرية خلال نضال دام اكثر من 40 سنة ومعارك كردستان وحلبجة والمقابر الجماعية والتهجير الكردي الى مناطق الجنوب والتعريب كلها دلائل واشارات وشواهد ادت الى ولادة اقليم كردستان وحكومته، وكان هذا الشعب جزء من الحركة الكردية وشهدائها! وهذا ايضاً يضعنا في موقف تأمل ومراجعة النفس لنعرف انفسنا ونصون كرامتنا كبشر وليس كتوابع
وهذه هي صراحة مواطن مسيحي كان المفروض ان تقال قبل فترة ليست بالقصيرة، لذا نقول انه ثبت بالدليل القاطع اننا بحاجة الى امن وامان واستقرار وليس الى حكم ذاتي لألف ليلة وليلة، اعذرني على صراحتي سيدي ونحن على استعداد لعمل اي شيئ من اجل امن وسلامة واستقرار شعبنا الاصيل فيما بين النهرين