- معهد الولايات المتحدة الامريكية للسلام وممثلية حكومة اقليم كردستان العراق في واشنطن يستضيفان السيد وليم وردا في حلقة نقاشية في واشنطن.
- وليم وردا: ان الاقليات تواجه تحديات اعادة الاعمار ومسألة بناء الثقة ووجود الفصائل المسلحة ذات المرجعيات السياسية المختلفة.
- السيد وردا: ان لجوء العراق الى طلب المساعدة التقنية والفنية من المجتمع الدولي في حماية الاقليات ليس له أي مساس بالسيادة أو التدخل.
- حماية الاقليات لا تعني استقدام قوات اجنبية الى الوطن بل تعني تفعيل القوانين الوطنية وآليات و أدوات القانون الدولي التي صادق عليها العراق والمتعلقة بالحماية.
أكد وليم وردا رئيس مجلس ادارة تحالف الاقليات العراقية، مسؤول العلاقات العامة لمنظمة حمورابي ان تحقيق الاستقرار في مناطق الاقليات بعد تحريرها من داعش يستدعي تركيز الجهود على ملفات عديدة امنية ومجتمعية وادارية وسياسية. وفي اطار الملف الامني، اشار الى ان السكان بحاجة الى الامن والحماية واحترام الخصوصية والهوية، فالسؤال الذي يطرح نفسه في ظل الصراع السياسي بين بغداد واربيل هو من الذي يفرض الامن في مناطق الاقليات خاصة تلك االمناطق تقع ضمن المناطق المتنازع عليها بين بغداد و اربيل. والملف الاخر الذي لابد من العمل عليه هو تحقيق العدالة ومحاسبة الذين ارتكبوا جرائم مشينة.
واضاف السيد وليم وردا، ان الاقليات تواجه تحديات كثيرة، اولها ما مدى قدرة الدولة العراقية السيطرة على الفصائل المسلحة-غير الدولة وما مدى قدرة الحكومة العراقية في فرض الامن في مناطق الاقليات؟
واكد السيد وردا، انه يتبين بان الحكومة العراقية غير قادرة على فرض الامن بشكل كافي في تلك المناطق، لذلك من الضروري هناك حاجة ملحة الى دعوة المجتمع الدولي للمساعدة في تحقيق الاستقرار فيها.
واعرب منتقدا عن الذين يتكلمون عن السيادة قائلا " انا لا ارى كمختص في العلاقات الدولية اي قصور في السيادة عندما تطلب الدولة مساعدة اصدقائها في حل ازمة معينة لا تستطيع حلها في الوقت الذي لها ارادة صادقة في الحل، ومثل هذه المساعدة الدولية لا يمكن اعتبارها مساسا بالسيادة او تدخلا."
واضاف " ان الاقليات في احيان كثيرة تطالب بحماية دولية، وهناك قصور في الفهم لدى السياسيين العراقيين عندما يعتقدون بان طلب الحماية هو استقدام قوات دخيلة الى العراق، وهذا بلا شك هو فهم خاطئ، بل ان الحماية تعني ان على الدولة تفعيل قوانينها الوطنية والالتزام بادوات وقواعد القانون الدولي في الحماية ومن تلك الادوات طلب المساعدة التقنية والفنية من المجتمع الدولي اذا كانت الدولة لا تملكها "
ولخص السيد وردا التحديات قائلا " علينا ان نبحث كيف يمكن تحييد مناطق الاقليات من دائرة الصراع بين بغداد و اربيل لتحقيق الاستقرار لتلك المناطق، وان نعمل بجد في اعادة الاعمار للبنى التحتية وتلبية حاجة العائدين من ابناء الاقليات الى التعويض عن الاضرار التي لحقت بهم ، والتركيز على موضوع بناء الثقة وكيفية استعادة الثقة المفقودة." واثار السيد وردا تساؤلين مهمين، احدهما يتعلق بالواقع الاقتصادي و الثاني يتعلق بموضوع الثقة. اذ اشار متسائلا كيف يمكن التعويض واعادة الاعمار في ظل هذا الوضع الاقتصادي الصعب للعراق؟ وهل ان الحكومة العراقية في الوقت الذي تعاني فيه من الضائقة الاقتصادية تستطيع اعادة الاعمار لما خلفه داعش وتعويض المتضررين؟ والتساؤل الآخر، كيف يمكن استعادة الثقة في الوقت الذي يؤكد المسيجيون والايزيديون في اكثرمن مناسبة بانهم فقدوا الثقة بشكل او باخر بالحكومتين سواء في بغداد او اربيل، لأنهما تخلوا عن حمايتهم من داعش. ثم اشار الى تحدي اخر هو التحدي الذاتي الذي يسود بين الاقليات نفسها فهناك داخل كل مكون صراعات ذاتية في ظل عدم وجود مبادرات من الدولة او الحكومة العراقية او من حكومة اقليم كردستان العراق لوضع حلول، مما يعمق هذه الصراعات لابل في احيان كثيرة ان الاطراف المتنفذة تستغل هذه الصراعات لمصالحها وصراعاتها خاصة بين بغداد واربيل، وبالنتيجة، ان الاقليات تدور في دوامة مغلقة دون حلول. كما اضاف بوجود فصائل عسكرية مسلحة في مناطق الاقليات ذات مرجعيات سياسية مختلفة وهذه المرجعيات ليست على وفاق تام مع بعضها ولها اجندات مختلفة، مما يخلق مخاوف في عودة النازحين الى بلداتهم.
وجاءت تصريحات السيد وردا هذه ، في حديث اجراه عن طريق السكايب في الحلقة النقاشية التي استضافتها ممثلية حكومة اقليم كردستان في واشنطن و معهد الولايات المتحدة الامريكية للسلام بتاريخ 1 آب 2017 في واشنطن تحت عنوان "استقرار العراق : مستقبل الاقليات بعد جرائم داعش، هل يمكن استرجاع التنوع الموزائيكي في العراق وكيف؟"
و قد شارك في هذا النقاش كل من السيد وليم تايلور، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد السلام الذي افتتح الجلسة النقاشية والسيد فريد ياسين، سفير العراق لدى الولايات المتحدة الامريكية والسيدة بيان سامي عبد الرحمن، ممثلة حكومة اقليم كردستان لدى واشنطن والسيدة فيان دخيل، عضو مجلس النواب العراقي والسيد نوكس ثيمس، المستشار الخاص للاقليات الدينية في الشرق الادنى وجنوب ووسط اسيا في الخارجية الامريكية، والسيد سرهنك حمه سعيد، مدير برامج الشرق الاوسط لمعهد السلام الامريكي والسيدة نعومي كيكولر، نائب مدير مركز منع الابادة الجماعية التابع لمتحف هولوكوست في واشنطن والتي ادارت الحلقة النقاشية.
وقد تضمنت الحلقة النقاشية مداخلات وتساؤلات من الحضور استمرت لمدة ساعتين.