مع طبيبات الموصل
تعزيزاً لشرف المسؤولية الاخلاقية التي ينبغي ان يضطلع بها كل مواطن، ومن منطلق روح التضامن والمساعدة والوقوف الى جانب المظلومين والمضطهدين لابد لنا من وقفة تضامنية مع طبيبات الموصل وهن يكابدن الان الكثير من المشاكل والمعوقات بل والتهديدات الخطيرة على يد مسلحين بدائيين لا يعرفون شيئاً عن السماحة التي يتميز بها الاسلام.
لقد فرض هؤلاء المسلحون اصنافاً لا تحصى من الاعمال الشنيعة وها هم الان يتصدون للنخبة الطبية المتمثلة بالطبيبات فلقد فرضوا عليهن ما يسمى باللباس الشرعي وهذا وحده كافي لاعاقتهن عن العمل اذ كيف يمكن لطبيبة منقبة تغطي كل وجهها ان تقوم بواجبها الطبي في تشخيص ومعالجة المربضات مع العلم ان الفحص يعتمد على المعاينة، وكيف يمكن للطبيبات ان يواصلن عملهنّ في هذا الجو المشحون بالحقد ونزعة التهديد.
واية صورة اكثر بشاعة من الاوامر التي اصدرها المسلحون الارهابيون في الطلب الى الطبيبات المتزوجات بلبس الخمار والنقاب الاسود وان تقوم الطبيبات غير المتزوجات بلبس الخمار والنقاب الابيض ما الذي يريدون من ذلك ولماذا هذا الفرز ان لم تكن هناك نية سوداء لديهم بأجبار الطبيبات غير المتزوجات على الزواج من بعض المسلحون الا يكفي هؤلاء المجرمون ما فعلوه في سبي المئات من النساء وعرضهن في سوق للبيع؟ الا يكفي المسلحين ايضاً من فتح السجون واجبار النساء على ما يعرف بالتوبة سوى انهن يطمحن بحياة امنة سعيدة، اين هو الاسلام من بدع واكاذيب الارهابيين المسلحيين
لقد ان الاوان فعلاً ان تكون هناك جبهة عريضة من كل النساء العراقيات، بل من كل النساء في البلاد العربية والعالم لمواجه الكارثة التي حلت بالمراة العراقية على يد المسلحيين الارهابييين فلا يعقل ان نسكت على السبي وجهاد النكاح وبيع النساء كسلع، لا يجب ان نسكت على مئات النساء اللواتي تم اختطافهن على يد الارهابيين المسلحيين ولا يعرف مصيرهن حتى الان، ان كل فرح يمكن ان يقام لا يمكن له ان يكون إلا بالفرح الذي ياتي من تحرير المرأة العراقية التي ما زالت ترزح تحت احتلال داعش علينا ان نعلنها ثورة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى لمواجهة احكام الظلالة الكذب والافتراء والعدوان.