Skip to main content

محبة الله للإنسان

ما أعظم المحبة التي أولاها الله للإنسان
فقد خلقه سبحانه على صورته في العقل والضمير والحرية
ولكن هذه الحرية لم تكن سائبة بل وضع لها حدودا
لأن المحبة تجعل للحرية حدودا لإثبات الطاعة النابعة عن المحبة
وبعد أن وقع الأنسان في الخطيئة نتجية عدم التزامه بحدود حريته
لم يتركه بل ذهب اليه باحثا عنه قائلا آدم أدم أين أنت؟
,رغم أن عدالة الله تقضي أن ينفذ حكمه على الإنسان
إلا أن محبته العظيمة للإنسان جعلته أن يعده بالخلاص
لذا ففي مسيرة الأنسان الطويلة لم يتركه الله وحده
بل ظل يبحث عنه بإرسال الأنبياء ليدلوه على الطريق الى الله
وفي هذا إثبات على محبة الله غير المتناهية له لأنه لم يتركه في شقائه ومررت السنون والله يحاول مع الأنسان  أن يتقرب اليه
وبطرق شتى دليل محبته لكن الأنسان ظل يعيش حسب هواه
وحسب ما كان يمليه عليه إبليس من أفكار إلا القلة القليلة
فما كان من الله إلا أن يتنازل من علياء سمائه متخذا جسدا بشريا
من العذراء مريم حسب صادق وعده في نبؤةإشعياء
هوذا العذراء تحبل وتلد إبنا وتدعو إسمه عمانوئيل أي الله معنا
وبهذا الميلاد أشرق صباح جديد على ألأنسان وانفتح باب السماء وظهرت الملائكة مسبحة ومعلنة المصالحة :المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة ولكن الأنسان ظل مكابرا معاندا رغم كل الرموز والنبؤات التي تحدد زمان ومكان هذه الولدة العجيبة الألهية
نعم ظهر الله في الجسد وجال يشفي كل مرض وسقم يعاني منه الأنسان بمحبة فائقة وأشبع الجياع خيرات اعاد البصر للعميان طهر البرص وأقام الموتى هل هناك حب أعظم من هذا الحب وهل هناك عطاء بمثل هذا العطاء رغم كل هذا أنكر الأنسان كل هذا الحب وركب سفينة الحقد والكبرياء التي كانت أصلا سبب سقوطه من كرامته  وطرده من فردوس النعيم وتبع مشورة الكتبة والفرسيين ورؤساء الكهنة الذين كانوا مثلا  حيا للرياء والحقد والكبرياء وصلبوا رب المجد  وذلك الصلب هومنتهى الحب إذ وضع الأله التجسد نفسه عوض خليقته وصالحنا مع أبيه السماوي وقال له المجد أن المحبة هي إتمام للناموس والأنبياء  وطلب منا العيش بمحبة باذلة دوما
اللهم أضرم نار محبتك في قلب كل إنسان ليعيش ويهنأ بهذه المحبة