شاركت منظمتنا ( منظمة حمورابي لحقوق الانسان ) في المؤتمر الذي اقامه المعهد الدولي لقانون حقوق الانسان المقام في محافظة اربيل على قاعة الشهيد سعد عبد الله للفترة من 27-28/شباط/2011 من خلال عضوي مجلس الادارة "الدكتور بشيرمتي الطورلي نائب رئيس المنظمة والسيد لويس مرقوس ايوب عضو مجلس الادارة" والتي أختصرت الى يوم عمل بدلا من يومين لاسباب فنية بسبب عدم وصول بعض الخبراء الدوليين الذين كان لهم محاور خاصة في المؤتمر.
في البداية القت السيدة امنة محمد المنسق العام للمعهد في العراق كلمة ترحيب بالمشاركين في المؤتمر والذين بلغ عددهم حوالي 200مندوب من مختلف محافظات العراق من رجال الدين ورؤساء العشائر واساتذة جامعيين ورجال قانون ومنظمات مجتمع مدني.
تلتها كلمة المدير التنفيذي للمعهد الدكتور" تاكر جارلس" والتي تركزت حول طبيعة عمل المعهد في العراق وهدفه من اقامة المؤتمرات بحضور كافة المكونات العراقية من رجالات الدين والسياسة ومنظمات المجتمع المدني ، وما وصل اليه المعهد من علاقات وشراكات مع اكثر من 30 جامعة عراقية للعمل في موضوع بناء السلام وتعزيز روح المصالحة الوطنية .
بعدها بدأت الجلسة النقاشية الاولى والتي ادارتها السيدة كرستان دلوي مديرة المعهد في العراق بحضور ثلاث خبراء دوليين هم كل من السادة الدكتور" جوزيه دوريا " من مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في جنيف ، والسيد" نهاد الجمال " ماجستير قانون – المدير القطري للدراسات العليا في العلوم الجنائية في افغانستان ، والاب" قيس صادق" رئيس مركز الدراسات المسكونية في عمان-الاردن .
قدم الخبراء للحضور تجاربهم العلمية والعملية في موضوع المصالحة الوطنية وبناء السلام كل من موقعه وفي مناطق عمله ، فقد بدا الدكتور جوزيه بعرض تجاربه الغنية في دول البلقان من خلال عمله في المحكمة الجنائية في يوغسلافيا وجنيف، كما نقل تجاربه في انغولا والحرب الاهلية التي استمرت لـ 30 سنة بسبب التأثيرات والضغوطات الخارجية"الاقليمية والدولية" لاثارة النعرات الطائفية في داخل انغولا .
كما قام السيد نهاد الجمال بشرح الاسس التي يرسى عليها بناء السلام ويحقق المصالح بين الشعوب والتي من عناصرها الاساسية (( العدل – المصالحة الوطنية)) والمقصود بالعدل هو وجود العدالة الاجتماعية والاقتصادية ، والمصالحة الوطنية تكمن في محاسبة المقصرين والمسيئين من الحكام ممن اساءو استخدام السلطة تجاه شعوبهم ، كما انه يجب أن يكون هناك تسامح بدرجة تفعيل هذه المصالحة.
بينما ركز الاب قيس في تجربته في بناء السلام والمصالحة الوطنية على المشتركات التي يمكن العمل من خلالها وهي (( القيم الانسانية ، التعايش المشترك، التسامح ، اصلاح الذات ، الوطن )) وذكر العديد من الامثلة من الاردن ولبنان والعراق ، منها الحضارة المشتركة التي كانت رمز تطور وتقدم بلاد الشام ومابين النهرين واستمرار هذه الحضارة وتواصلها مع الحضارة العربية والاسلامية ، بعكس مانراه اليوم من محاولالت لاستئصال ونزع مكونات اساسية واصيلة من جذورها في هذا الوطن.
قام المشاركون بعد تقديم الخبراء لتجاربهم وعرض لخبراتهم بطرح اسئلتهم ومداخلاتهم التي اغنت النقاش في موضوع بناء السلام والمصالحة الوطنية في العراق.
المحور الثاني للمؤتمر والذي بدا بعد فترة الغذاء تضمن تقسم الحضور الى ثلاث مجموعات تم خلال كل مجموعة بحث احد محاور النقاش المطروةحة في المؤتمر وهي :
- المعاهدة الدولية لحماية جميع الافراد من الاختفاء القسري.
- دور الشباب في مجتمع يسوده التوافق .
- العدالة الانتقالية والمصالحة .
اختتمت اعمال المؤتمر في الساعة الخامسة من مساء نفس اليوم بالرجوع الى قاعة المؤتمر الرئيسية بعد ان أنتهت المجموعات من انجاز المهام المناط بكل مجموعة مشاركة في هذه الحوارات ليتم شكروتوديع المندوبين من قبل القائمين على المؤتمر متمنين لهم ان يكون قد نهلوا من المؤتمر ما يفيدهم في حل مشاكلهم ويقلل من نزاعاتهم في مجتمعاتهم .
المصدر: منظمة حمورابي لحقوق الانسان.