وصلت إلى مدينة هانوفر الألمانية الدفعة الثانية من اللاجئين العراقيين وتتألف من حوالي مائة من أصل 900 لاجئ عراقي وافقت ألمانيا على استضافتهم. ترك هؤلاء وطنهم هربا من أعمال العنف وبحثاً عن مستقبل أفضل في ألمانيا.
تتشبث ماريا بلعبتها بقوة. تبتسم الفتاة الصغيرة بجرأة أمام العديد من الكاميرات والوجوه الغريبة، فهي لا تتمنى في حياتها الجديدة بألمانيا سوى أن تتمكن من أن تلعب مع بقية الأطفال بدون خوف. "لا تهمني سوى سلامة أطفالي ومستقبلهم"، هكذا يجيب أبوها على أسئلة الصحافيين بجدية وصرامة. فعائلة السامري لم تر أمامها في العراق أي فرصة للمستقبل. ويشرح الأب ذلك بالقول: "لأننا مسيحيون ولأنه تمت ملاحقتنا هناك". ولذلك قرر الوالدان أن يهربا هما وطفلاهما إلى تركيا في بادئ الأمر، حتى تمكنت العائلة أخيراً من القدوم إلى ألمانيا.
وهذا هو حال الكثيرين من اللاجئين الآخرين أيضاً، الذين وصلوا إلى مدينة هانوفر الألمانية يوم الثلاثاء الماضي (16 تموز/ يوليو 2013). تسعون بالمائة منهم مسيحيون، ونصفهم من القاصرين.
السامري: "لا تهمني سوى سلامة أطفالي ومستقبلهم"
أول مأوى في فريدلاند قرب غوتنغين
ولا يزال من غير الواضح في أي جزء من ألمانيا سيكون وطنهم الجديد، فوفق اتفاقية كونيغس شتاينر يتم توزيع اللاجئين العراقيين في وقت لاحق على الولايات الألمانية. في البدء يتم نقل القادمين الجدد بالحافلات إلى مخيم فريدلاند المؤقت للاجئين بالقرب من مدينة غوتنغين.
رئيس المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين مارتين شميدت يصف ما ينتظر العراقيين في فريدلاند بـ "أولى دورات التوجيه". فإذا ما أجادوا التحدث بالألمانية ستسهل عليهم معرفة البلد جيداً، وهذا هو الهدف من إقامتهم هناك خلال الأسبوعين القادمين. ويضيف شميدت بالقول: "ومن ثم يوزعون على البلديات. هناك يكون وصولهم الحقيقي إلى ألمانيا، حيث سيكونون وسط المجتمع وفي المدن".
وهذا الوصول هو أهم شي تطمح إليه عائلة ميوما في الوقت الراهن، فالأم تتمنى أن تنعم عائلتها بالاستقرار والعيش بسلام. وتصف يوم العائلة الأخير في العراق برعب حقيقي، فقد اقتحم الإرهابيون المنزل وكسروا كتف ابنها الصغير. وتضيف بالقول: "كان هذا بالنسبة لنا سبباً كافياً للهروب من العراق".
هدايا رمزية للترحيب باللاجئين
يهدف ما يسمى ببرنامج إعادة التوطين، الذي أطلقته وزارة الداخلية الألمانية، إلى مساعدة عائلات مثل عائلتي السامري وميوما، فقد تم اختيارهما لحاجتهما الماسة إلى الحماية، كما يقول كريستوف بيرغنر، وكيل وزارة الداخلية. وكان بيرغنر في استقبال القادمين العراقيين في هانوفر وقدم لهم هدايا رمزية من الأقلام الملونة والقمصان وكتاب مصور عن ألمانيا.
وفي عملية اختيار اللاجئين كان مهماً – بالإضافة إلى حاجتهم للحماية - أن تُوفر لهم "فرص جيدة للاندماج في المجتمع الألماني"، كما يقول بيرغنر. وهنا تلعب بعض الأسئلة دوراً مهماً. والأسئلة المقصودة هنا، ما إذا كان لهم أقارب أو معارف يساعدونهم على الاندماج في ألمانيا.
الدفعة الأولى من اللاجئين العراقيين، الذين قدموا إلى ألمانيا في إطار برنامج إعادة التوطين، وصلت في تشرين الأول/ أكتوبر 2012، يومها قوبلوا بضجة إعلامية كبيرة جدا.