كلمة استذكار شهداء العلم
نص الكلمة التي القيت في الامسية التي أقيمت في الذكرى السنوية الاولى لحادث استهداف الطلبة الجامعيين من الحمدانية - جامعة الموصل، وذلك بتاريخ 13/5/2011، في دار مار بولس - بغديدا ، والتي أقامها ملتقى الطلبة الجامعيين في بغديدا بالتعاون مع منظمة حمورابي لحقوق الانسان.
(اجلالاً واكباراً لأرواح شهداء الطلبة في الموصل والحمدانية)
ايتها الاخوات أيها الاخوة... طالباتنا وطلابنا النجباء.. أهلنا في الحمدانية والموصل، ايها الحضور الكريم.. اسعدتم مساءاً...
نجتمع اليوم في دار مار بولس في بغديدا لنحتفي بذكرى أليمة على قلوبنا، هي الذكرى السنوية الاولى لاستهدافنا نحن الطلبة المسيحيين... نحن طلبة بغديدا... في جامعة الموصل... ذكرى فاجعة استهداف باصات نقلنا ونحن في طريقنا الى جامعة الموصل...
نحتفي هنا لأستذكار شهداء العلم، رديف ، ساندي ، زيا، ووسام... انه يوم استذكار للدم البريء الذي سفك قرباناً للمعرفة والعلم.. يوم اصطبغت فيه كتبنا ودفاترنا بدماء زملائنا الشهداء... يوم نستذكره ليس لاننا فقدنا فيه زملائنا الاعزاء فحسب، بل لأنه أحيا فينا قيماً جديدة، وغذى في روحنا معانٍ ومشاعراً كنا نجهلها... صحيح اننا نزفنا فيه دماً... وعشنا لحظة خوف ورعب وفقد عدداً منا بصره وأعضاء من جسده... لكنه نفخ فينا روحاً جديدة... أكثر ايماناً، وأشد عزيمة، وأكثر ثباتاً، ومنحنا الجرأة والاباء.
أيها الحضور الكرام.
في الثاني من أيار 2010 أرادوا تمزيقنا وهدر دمنا، فما كان منه الاّ ان يكون شاهداً على وحدتنا عندما تسابق الجميع للتبرع لنا بدماء جديدة... أرادوا قتل عزيمتنا بأتجاه العلم لنعيش في الجهل، لكنهم لم يدركوا أن تكون دماء ساندي ورديف وزيا ووسام ودماء الجرحى شرياناً وحجر أساس لجامعتنا الفتية في بغديدا... الجامعة التي ستشرب وتتغذى أساساتها بدماء شهداء طلبة الحمدانية... الجامعة المعمدة بدم الطلبة الابرياء... الجامعة التي ستكون وبعون الله من أكثر الجامعات العراقية رصانة ، خاصة انها بنت جامعة الموصل المدللة.
أرادوا تهجيرنا وهجر قرانا وممتلكاتنا ومصالحنا... لاكنهم نسوا ان جذورنا في الوطن أقوى من ان تقلعها رياح ظلامية، لم يدركوا ان وجودنا في بلدنا ولد مع ولادة النهرين دجلة والفرات، وان عراقيتنا تعود الى قبل التاريخ، نقول لهم لقد خاب ظنكم وسيخيب أبداً... اذهبوا عليكم ان تدركوا ان لحمنا ودمنا معجون بتراب هذه الارض... نقول لكم لقد خسرتم رهاناتكم مقدماً. اذا تسألوننا ماهي قوتكم نقول... قوتنا هي مسيحيتنا التي ستبقى تحمل مثلها وقيمها المعروفة... لانخجل ولانخاف ان نجاهر بها لانها متوجة بمفاهيم المحبة والسلام والتسامح والعطاء، تلك القيم الانسانية التي قام أجدادنا القدامى بتصديرها للعالم.
فليس فينا مانخجل منه... لابل مانملكه مثار فخر وعزة... لذا لابد ان نعزز الشعور بأننا نملك من القوة مايعزز وجودنا وحضورنا في كافة الميادين والاصعدة.
أيها الحضور الكرام.
في هذه الذكرى وفي كل عام علينا ان نوقد الشموع... ونتقدم بالشكر لله لخلاصنا لان ما كان معداً لنا في الثاني من أيار 2010، كان أكبر وأكبر... وليبقى ايقاد الشموع تقليداً سنوياً... نحتفي به،.. لنذكر الأجيال بأن ارادتنا ستبقى حرة لايمكن ثنيها أو مصادرتها وان وجودنا سيبقى مدى الدهر في أرضنا ووطننا مهما بلغت التضحيات ومهما كلف الثمن.
في الختام: اسمحوا لنا ان ننحني بأسمكم جميعاً اجلالاً واكراماً لأرواح ساندي ورديف وزيا ووسام وأرواح كل شهدائنا، ونتقدم بالشكر لكل الذين قدموا الدعم والمساعدة لزملائنا الطلبة في يوم الجريمة النكراء سواء من تبرعوا بالدم أو من الذين قاموا بالاسعافات الاولية منذ الدقائق الاولى والى الذين قاموا بمساعدة الجرحى ماديأ أو معنوياً.
شكرا إلى أهالي كوكجلي والى كل عابر سبيل من العراقيين الاصلاء ساهم في نقل جرحانا.
شكراً جزيلاً للطاقم الصحي في مستشفى الحمدانية لدوره الذي لايوصف.
شكراً للجهاز الاداري في الحمدانية لدوره المحمود....
شكر خاص الى محافظ نينوى واربيل لرعايتهما ودورهما الاستثنائي إلى جانب القنصل التركي في ترتيب سفر الجرحى الى تركيا لتلقي العلاج هناك.
شكراً... الى دوائر صحة نينوى وأربيل لدورها المتميز في تقديم التسهيلات والعلاج لزملائنا.
اسمحوا لنا ان نقدم شكرنا الخاص الى منظمة التضامن المسيحي الدولية ومنظمة حمورابي لحقوق الانسان، لمساعدة جرحى الحادث في المساعدة المالية المطلوبة لاجراء العمليات داخل وخارج البلاد.
تحية تقدير واحترام لرجالات الدين والكنيسة في دعمها عوائل الضحايا والطلبة معنويا ومادياً.
تحية حب وتقدير إلى حراسات بخديدا وشرطتها النجباء.
تحية محبة لكل الذين تعاطفوا ووقفوا مع أهل بغديدا في محنتهم بهذا اليوم.
تحية الى كل الذين لم يسعنا ذكرهم ونطلب منهم الاعتذار.
شكراً للحضور الكرام ودمتم.
ملتقى الطلبة الجامعيين
سهل نينوى - الحمدانية (بغديدا)
13/5/2011