- ندوة بشأن ذاكرة الآرث المسيحي والايزيدي في العراق
- سعادة السفير الفرنسي برونو أوبير : حضارة بلاد ما بين النهرين هي ذات قيمة انسانية عريقة
- السيد باسكال مكزيان رئيس منظمة ميزوبوتاميا يقدم خلاصة ميدانية لواقع التراث المسيحي والايزيدي مع خريطة انتشاره
- غبطة الكاردينال ساكو : المسيحيون في العراق كانوا وما زالوا مساهمين أصيلين في حضارة البلاد
- السيدة باسكال وردا : حماية التراث حماية لحقوق الانسان لأنه جذر هذه الحقوق
- الخبيرة التراثية الدكتورة نرمين علي تستعرض في حديثها صور مؤلمة للتراث المسيحي والايزيدي الذي طاله التخريب
- الناشط الحقوقي شكر خضر يدعو الى مراجعة شاملة يزيل التشويه الذي لحق بالديانة الايزيدية
شهدت قاعة المعهد الفرنسي في العراق مساء يوم الاثنين 14/10/2019 ندوة استذكارية للارث المسيحي والايزيدي في العراق، وتركزت أعمالها على تقييم هذا الارث العريق وكيفية حمايته وتطوير وسائل التعريف به بوصفه أحدى الركائز الاساسية لحضارة بلاد ما بين النهرين ( العراق )، وكان أول المتحدثين في الندوة سعادة السفير الفرنسي في بغداد السيد برونو أوبير الذي رحب بالمشاركين في الندوة مشيرا الى أهمية اعمالها لأنها تنطلق من قيمة انسانية وحضارية لصيانة أرث العراق الحضاري العميق، ليس فقط من اجل أن لا يضيع هذا الارث وانما ايضا أنه أرث يتميز بقيمه ومعالمه الانسانية العالمية وكان له فضل كبير على الحضارات الآخرى.
بعد ذلك تحدث السيد باسكال مكزيان رئيس منظمة ميزوبوتاميا الفرنسية المعنية بصيانة وحماية التراث الانساني، وقد ركز في حديثه على تقديم عرض مناطقي وتاريخي للاثار والمعالم الحضارية المسيحية والايزيدية في العراق عموما، مشيرا الى أن هذا الارث تعرض للهجمات الارهابية التي حاولت بشتى وسائل التدمير والحرق والنسف ألغاء هذا الارث ، متناولا ايضا الجهود التي بذلتها منظمة ميزوبوتاميا من اجل اجراء الاحصاء الميداني التوثيقي للارث المسيحي والايزيدي عبر التاريخ والحالة التي وصل اليها بعد الهجمات التي تعرض لها على مر التاريخ، مشيرا بالتقدير والامتنان للجهود التي بذلتها منظمة حمورابي لحقوق الانسان في العمل على حماية هذا الارث والخدمات التي قدمتها على هذا الطريق والتنسيق الذي اعتمدته مع منظمات حقوقية من اجل ذلك.
ثم كان المتحدث الثالث غبطة الكاردينال لويس رفاييل الأول ساكو بطريريك بابل على الكلدان الذي قدم خلاصة دقيقة للوجود الوطني المسيحي في العراق، وكيف أن المسيحيين قدموا خدمات جليلة للاسلام فكانوا أطباء وعلماء لغة واداريين وقادة في العديد من مجالات الحياة متناولا ايضا المنزلة الكبيرة التي حظي بها المكون المسيحي في ادارة شؤون الدولة الاسلامية، كما تطرق غبطته الى المآسي والويلات التي تعرض لها المسيحيون في العراق مؤكدا أن حضارة العراق قامت اصلا على التنوع والحوار لأن الله واحد والجميع يعبدونه فلماذا الخلافات أصلا ما داموا يتفقون على هذا المبدأ.
أما السيدة باسكال وردا رئيسة منظمة حمورابي لحقوق الانسان فقد تطرقت في حديثها الى تقديم نبذة تعريفية عن التراث مؤكدة أن حقوق الانسان غير قابلة للتجزئة وكرامة الانسان غير قابلة للتصرف في أشارة الى ما تضمنته الشرعة الدولية في الاعلان العالمي لحقوق الانسان ضمن اولى مواده " يولد جميع الناس احرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق "، وبذلك ايضا فأن التراث هو الجذر والوجه العميق لخصوصية الهوية، أي الجزء الداخلي الاصيل لهوية الشخص والجماعات ايضا، ولذلك فان حماية هذا التراث وصيانته والدفاع عنه انما يصب لخدمة الانسان في أعز حقوقه وهو الهوية. وبهذا يمثل التراث أحد حقوق الانسان كما تم الاعتراف بذلك عام 2017 من قبل الامم المتحدة.
وتوقفت السيدة وردا عند عدد من نصوص المعاهدات والصكوك الدولية التي تحفظ هوية الانسان تاريخيا وثقافيا ضمن انشطة انسانية تتميز بالتنوع الأدبي والفني والعمراني والمهني العام منها ما قدمته المنظمة الدولية المختصة بالتربية والثقافة وما تحاول تقديمه للدول بغرض الحفاظ على المواقع الآثرية لأنها حق من حقوق الانسان.
وتناولت الباحثة والخبيرة الاثارية الدكتورة نرمين علي من جامعة صلاح الدين في اربيل نوعية التخريب الذي طال الآثار المسيحية والايزيدية في العراق على أيدي الجماعات الارهابية وقدمت صورا مؤلمة لما جرى في ذلك، حيث طال النسف والحرق والازالة معالم تراثية غاية في العمق والدلالة الحضارية.
وكان آخر المتحدثين السيد شكر خضر وهو ناشط وموثق ايزيدي الذي طالب بتصحيح ما جرى من تشويه عن جهل أو متعمد للديانة الايزيدية والذي كرسته ايضا في الصفحة المؤلمة العاتية لداعش ضد هذا المكون الحضاري الديني العريق.
هذا وقد شهدت الندوة التي ادارها السيد سعد سلوم رئيس المجلس الوطني للحوار بين الاديان نقاشات لأيجاد مقاربات عمل لحماية التراث المسيحي والايزيدي، كما كانت لجهود السيد جون نويل باليو مستشار التعاون الثقافي في العراق ومدير المعهد الفرنسي اللوجستية الأثر البالغ في انجاح هذه الندوة.
وقد جرى افتتاح المعرض الذي اشرفت على انجازه منظمة ميزوبوتاميا والذي تناول في وقائع فوتوغرافية مع شروحات للمعالم الآثارية المسيحية والايزيدية في عموم العراق.