غيرة عراقية/ صرخة هناء ادور نموذجاً
القاصي والداني سمع ما نطقت به ناشطة حقوق الانسان ورئيسة جمعية امل الزميلة هناء ادور امام رئيس الوزراء وممثل الامين العام في العراق بحضور جمع غفير من مهتمي حقوق الانسان، واختلفت ردات الفعل من اشخاص الى منظمات وحسب موقعها على الساحة العراقية، وبرز هنا ثلاثة انماط من ردات الفعل مرتبطة بافكارها ومصالحتها السياسية
النمط الاول: هو الحكومي/الرسمي بشخص رئيس الوزراء ووزارة حقوق الانسان الذي يُحسَبْ له نقطة في طريقة التعامل مع الناشطة هناء، يقال عنها انها حضارية ونأمل ان لا يتم تغييرها – اي الطريقة – في الليل! والعاقل يفتهم والايام القادمة ستشهد على ثبات الطريقة الحضارية من عدمها عندما نرى ردة الفعل الرسمية، لان هذا النمط لايقدم الحقائق كما هي لسبب بسيط انه يعرف ان هناك انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان تصل درجتها الى "جرائم ضد الانسانية" وما مذبحة كنيسة سيدة النجاة الا نموذجاً وانفجارات المفخخات والقتل بالجملة خير دليل على تلك الجرائم، اما ما اعلنته بصوت عال الزميلة هناء ادور يؤكد "حَرْكَة كَلْبها – قلبها" فانفجرت غيرتها العراقية هناك لتؤكد دور حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني الحقيقية في قضايا انتهاكات حقوق الانسان منهم معتقلي حرية الرأي، الذي كان التوجه الديمقراطي العراقي من السباقين في طرح الموضوع على المسؤولين من على منبر ساحاة التحرير
اذن النمط الرسمي حتماً لا يعطي حقوق الانسان بعده العملي لمعرفته المسبقة انه يتقاطع مع فكره وعمله
النمط الثاني : هو نمط الزميلة هناء ادور وهيئتها ومكونها وفكرها وانتماءاتها الحرة والمستقلة كمنظمة من منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان! لا تنام ولا تغمض لها عين مادام شعبها مضطهد، تعبر عن خلجاتها بقوة وجرأة وشجاعة يفتقراليها الكثير من الرجال الذين يتملقون للقائد او المسؤول من اجل منصب او حفنة من الدولارات! اليوم هناء اصبحت نموذج ورمز لصفات القائد! لِقيَم حقوق الانسان الحقيقية ومنظمتها تسمو على الكثير من منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان التي لها حسابات الربح والخسارة فقط وكانها شركة تجارية وليست منظمات حقوق الانسان، هذا النموذج يبقى النموذج الحي الذي لا يموت لانه يعبر عن ما بداخل الملايين ويدافع عن الحقوق المهدورة وعندما وضعت هناء صور المعتقلين بيد المسؤولين لم تفكر بانتماءاتهم الحزبية او السياسية او الدينية او الطائفية او المذهبية مطلقاً، بل عبرت عن شعورها الغَيْري كعراقية وكمسجونين عراقيين
هذا النمط هو الاصيل الذي وجوب ان تعتمد عليه منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق الانسان في تقييمها وتقاريرها وكشفها عن الحقيقة
النمط الثالث : اخطر الانماط في المجتمع، متملق، مع القوي ومع المسؤول بغض النظر عن وساخة يد الحاكم بدم الابرياء او بشراء الذمم، المهم المصلحة الشخصية واستعراض العضلات بقوة الغير، خيانة الاخر ديدنهم، يكون بيع الذات والقلم والفكر سريع وبثمن بخس، وعلى هؤلاء يعتمد الحكام الظالمين وعن طريقهم يتم تغطية المستور (الوساخة) ولكن ينسون ويتناسون ان لا شتاء دون صيف الذي فيه يذوب الثلج ويكشف عن المستور
هذا النمط هو المسيطر على الساحة اليوم ولكن الغد حتماً لا يبقى نفسه اليوم
اليوم فتحت لنا ناشطة حقوق الانسان هناء ادور باب الغرفة المغلقة التي كانت الطائفية والمذهبية والحزبية قد قفلتها بقفل كبير!! ولكن هناء استعملت (ماستر كي) مفتاح خاص يفتح به الابواب الموصدة كهذه، انه مفتاح حقوق الانسان النظيف الذي ينقلنا من غرفة ضيقة لها شباك واحد وكرسي وباب وحيد الى قاعة كبيرة فيها مئات الكراسي وعشرات الشبابيك وعدة بيبان! تسع للجميع، للغني والفقير، للمسيحي والمسلم والصابئي واليزيدي واليهودي، ان رسالة هناء هي صرخة الطفل آدم: كفى،،كفى
كفى موت الابرياء – كفى اضطهاد – كفى تهجير – كفى فساد – كفى الضحك على الذقون – كفى وعود مغلفة بشعارات براقة دون نتيجة – كفى سرقة مال الشعب – كفى شراء الذمم
كفى لننتقل الى التوجه الديمقراطي لِنَذْقْ طعم السلام والامن
كفى لِنَتَكْلْ على اصحاب الخبرة والكفاءات لكي نضع الانسان المناسب في المكان المناسب
كفى لِنَعْتَمد على احرار حقوق الانسان الذين بَقِيَتْ اياديهم نظيفة وقلبهم صاف،فكرهم وقلمهم ليس للبيع ولكنه ملك للشعب دون مقابل، انهم نساء ورجال حقوق الانسان
نسخة الى الامم المتحدة للنظر في موقف ممثلكم في العراق في حالة ثبوت تقصيره
الى منظمة العفو الدولية للتأكد من مواقف المسؤولين وتبني الموضوع والاعلان عنه باقرب وقت