غواصو دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام UNMAS يزيلون المتفجرات من منطقة جسر الفلوجة الحديدي
غواصو دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام UNMAS يزيلون المتفجرات من منطقة جسر الفلوجة الحديدي
بقلم بير لودهامر
الفلّوجة، العراق، 26 نيسان - مؤخراً، وفي الطريق الجنوبيّة الغربيّة لبغداد في إتجاه الفلّوجة، كنت أفكّر في الغاية التي وضعناها لليوم. ومن الغرابة انّني كنت محترزاً من تفاؤلي. لقد تحوّلت إلى الفلّوجة عديد المرّات، ولكن مهمّة اليوم هي الأولى من نوعها لي و للفرق الممثّلة لدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (UNMAS) في العراق.
أنا أعمل في مجال إدارة المخاطر المتفجّرة، وهو مجال فيه من الصعوبة الكثير على اليابسة. أما اليوم، يؤمّن أغلب العمل غوّاصون دوليّون مدرّبون على أعلى مستوى في مدى رؤية شبه معدوم وضدّ تيار قوي، مقيّدين إلى ركائز قرب وحول الجسر الحديدي في الفلوجة.
الجسر لا يمثّل فقط مكسباً إقتصادياً وإجتماعياً مهماً، ولكنه قد يمثّل الفرق بين الحياة والموت.
إنّ مستشفى الولادة الوحيد الموجود في شعاع 50 كم موجود على بعد 20 متراً من الجسر الحديدي. لكن، منذ إغلاق الجسر، يتوجب على بعض المرضى التنقل لمدّة ساعتين عوضاً عن خمس دقائق. خلال شهر، سجل المشفى 400 إجراءً طبّياً بما في ذلك العديد من الإجراءات المعقدة.
كما يوفّر الجسر دخولاً مباشراً إلى السوق المركزيّة للمدينة والذي تحتوي على ما يزيد عن 1000 كشك ومحل يعتمدون جميعاً على المزوّدين. بدون الجسر الحديدي، يبقى الحل الوحيد للعديد من المزوّدين أقرب نقطة عبور والتي تسمح بعبور 30,000 مركبة يومياً خلال عطلة نهاية الأسبوع.
بعد نهاية أعمال إزالة المخاطر المتفجرة من الجسر الحديدي سنة 2017 وبداية أعمال الترميم، تم إكتشاف عبوات ناسفة مبتكرة بالقرب من ركائز الجسر. توقّفت أعمال الترميم، وتمّ التخطيط لعملية اليوم على مدى اسابيع، فهي عملية معقّدة. رغم أنّني لست غوّاصاً، إلا أنّني أدرك ما يمرّ به المعالجون العاملون فوق سطح الماء وتحته، كما أثمّن خبرتهم التي جعلت مهمّة مضنية تبدو كعمل روتيني.
خلال المهمة التي دامت أسبوعاً، وجدت فرقنا وعاءين مليآن بالمواد المتفجرة ومجهّزان بما لا يقل عن 5 صواعق. وقد قامت الفرق بتأمين هذه الحشوات بإستعمال مواد كيميائيّة آمنة وصديقة للبيئة.
بنهاية أعمال الإزالة، يمكن أن تتوصل أعمال ترميم الجزء المتهالك من الجسر، والذي دمّر خلال الصراع في الفلوجة. ستتطلب أعمال الإصلاح شهراً، وستسترجع الفلوجة جسرها الحديدي.