رسالة مفتوحة الى مجلس النواب الاوروبي على هامش مؤتمر حول (مستقبل المسيحيين) نريد خطوة نحو الحريات المدنية لا الدينية

أهلاً بكم الى لبنان، تمثلون دولاً وحضارات وشعوباً وثقافات أسهمت في جعل العالم اكثر حرية وفرحاً وانفتاحاً وتقدماً، وتحملون تجربة رائدة في الوحدة على اساس السلم والاقتصاد والتنوع والتعدد بعد حربين عالميتين.

أهلاً بكم الى وطن ومنطقة تعرفونها جيداً، فبعضكم كان هنا منتدباً أو حاكماً أو مستعمراً، وبعضكم ساهم في نهضة بلداننا على درب الدولة ومؤسساتها، وفي بالكم هاجس وقلق على مستقبل المسيحيين في الشرق.

لكن، مع ترحيبنا باهتمامكم، دون ان نكون نستجلب، كمسيحيين مشرقيين، لا تدخلاً منكم ولا حماية ولا جسر عبور لمصالح، نستغرب بدءً من العنوان، ان تظنوا ان مشكلة المسيحية المشرقية هي فقط، خطوات نحو الحريات الدينية.

ايها المنتدون

ان قضية المسيحية المشرقية في كل بلدان المنطقة وعلى تنوع انظمة الحكم هي الاعتراف بها على قاعدة المساواة في المواطنة والحقوق السياسية والقومية والثقافية واللغوية. الحقوق في المشاركة التامة في صناعة القرار الوطني، مهما كان العدد ومهما كانت نسبة حضورهم في البلد. انها الحريات المدنية.

إنها قضية حق. ان لا يكون المسيحيون مكسر عصا لاي حزب ولاي سلفية ولاي تكفير ولاي حاكم ولاي نظام.

فهلْ أنتم هنا، في الوطن الذي قد يشكل في تكوينه في عيشه الواحد بتساوٍ ما بين المسيحيين والمسلمين نموذجاً، لتنتصروا لهذا الحق.

هلْ أنتم هنا، في مؤتمر علاقات عامة، أم أن في قلبكم وعقلكم ارادة وايماناً بأن لديكم مسؤولية تاريخية امام الله والانسان والتاريخ ان تشهدوا للحقيقة وليس للمصالح.

ان المسيحية المشرقية تتعرض لأخطار لا يمكن انكارها. اسمعوا منا لا تسمعوا عنا. نحن أبناء الشرق. من أقباط مصر ما قبل الثورة وما بعدها يفتشون عن دستور عنوانه مساواة، من أشوريين وكلدان وسريان العراق الذين يمثلون حضارة بابل وحمورابي وأور والذين يتندرون بأن أقصى ما تقدمون له مزيداً من سمات

دخول الى بلدانكم في ما هو أشبه لدعوة الى تكريس لتهجيرهم من القوى التي تغتال قياداتهم وتفجر كنائسهم وتكفرهم.

ما نطلبه باختصار كحلّ لن ينبع إلا من وعي عربي اسلامي اعمق بمبادىء المواطنة والمساواة وقبول التنوع والتعدد وحقوق كل انسان وكل مجموعة.

لكن ما نطلبه منكم، هو التزام جديد، بكلِّ ما تمثلون بوقف النظر بمكيالين الى المنطقة.

ابدؤوا بحلّ ثابت سلمي عادل لقضية فلسطين على اساس دولة

ابدؤوا بحل ملف اللاجئين الفلسطينيين عبر اعادتهم الى دولتهم

ابدؤوا بالحوار الدائم مع كل الانظمة العربية على اساس ضرورة تغيير نحو الحريات والمساواة

ابدؤوا بدعم مالي حقيقي في إقامة مشاريع تنمية إدارية تربوية صحية ثقافية عمرانية في رسالة دعم قوية للمسيحيين في الشرق. ليتجذروا اكثر في الارض

ابدؤوا بوقف مسلسل إفراغ المسيحيين من الشرق اوقفوا سمات الدخول بلْ حتى اعملوا على عودة المهاجرين الى قراهم.

هذه هي خلاصة تفكير عميق بحالنا.

لا نخفي عليكم بأننا مع تقديرنا التام بتنا من تجارب التاريخ والمحن ومن مواقفكم السياسية نشك في النوايا.

اثبتوا لنا في هذا المؤتمر ان عهداً جديداً سيبدأ وان وعداً أوروبياً رائداً قد يبصر النور.

آملاً ان تكون زيارتكم فرصة لعودتكم الى جذور المسيحية التي ولدت هنا في الشرق ومنه انطلقت اليكم، فهل يمكن ان يقبل أحد بأن لا تبقى مسيحية في الشرق وان لا تبقى حرة وبكرامة.

وهل أنتم هنا لتقويتنا أم لتوديعنا.

مع كل الاحترام،

حبيب أفرام

رئيس الرابطة السريانية