أصدرت منظمة حمورابي لحقوق الانسان بيانا، بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لمذبحة كنيسة سيدة النجاة، حيث دعت فيه الى الوقوف لدى حجم ونتائج كوارث المذابح والتهجير القسري الذي أصاب العراقيين بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص. ناشدت المنظمة في بيانها الحكومة العراقية والمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياتها تجاه ضحايا هذه المذابح، مطالبة:
أولا اجراء تحقيق جدي واعلان رسمي للنتائج، ثانياً تطبيق العدالة بحق مخططي ومرتكبي الجرائم، ثالثاً تعويض أهالي الضحايا ماديا ومعنوياً. وفيما يلي نص البيان:
بيـان
في الذكرى السنوية الاولى لمذبحة كنيسة سيدة النجاة
لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاحدى ابشع المذابح في تاريخ العراق في عصر ما بعد الدكتاتورية: مذبحة سيدة النجاة التي ارتكبت في قلب بغداد يوم 31/10/2010, التي صداها هز العالم باسره، حيث بهذه المناسبة المرة نعزي انفسنا وذوي الشهداء الابرار لنقول بكل عزم وسخاء نعم " يمكن لنا ان نغفر لكن لا يمكننا ان ننسى."
فإعادة استنكار هذه الجريمة البشعة،هي تاكيد لروح العزم على ضرورة بقاء المسيحيين في بلد الأجداد والمثابرة فيالحق الذي لابد له ان يثبت ويتجلى بمرور الزمن.
معا, شجباً واستنكاراً للعمل الاجرامي الذي اودى بحياة 53 بريئا بين الأطفال والنساء والشباب والشيوخ الذين كان ذنبهم الوحيد هو تمجيد الله في بيته, الكنيسة, مدرسة بث رسالة المحبة والسلام, نقف في هذا اليوم التذكاري اجلالاً لارواح جميع الشهداء العراقيين طالبين لهم الرحمة السرمدية وان يكون قربانهم عربونا للسلام والامان في عالمنا المضطرب في كل مكان..
مع ذلك لابد من الوصول الى الكشف عن مخططي ومرتكبي الجريمة ومحاسبتهم محاسبة عادلة لأنهم سوف يتواصلون بارتكاب هذا النوع من الجرائم، لان قلوبهم يملؤها الحقد، ونفوسهم متعطشة لسفك الدماء الزكية، وان فعلتهم الشنيعة لاينحدر اليها أسوأ المتوحشين، خاصة عندما استهدفوا ويستهدفون من هم كانوا في وضع ملائكي يهتف للسلام والأخوة بين الجميع في كنيسة سيدة الشهداء و التي اصبحت زيارتها والصلاة فيها ندرة لآلاف المؤمنين من شتى انحاء العالم بغض النظر عن دينهم او طائفتهم...
دون شك هؤلاء المجرمون لا دين لهم ولا مبدأ يربطهم بهذا العالم لابل اجرامهم يحرمهم من الآخرة. لذا نكرر مطالبتنا الحكومة العراقية والمجتمع الدولي، حيث العراق مطلوب الايفاء لالتزاماته فيما يخص حماية مواطنيه وحقوقهم الانسانية التي لا يمكن لاحد التصرف بها لأي سبب كان, كما نطالب باجراء تحقيقات جدية واعلان النتائج رسميا بغية الحصول على جواباً مقنعا لتساؤلات ومطالب اهل الضحايا: "بايدي من ولماذا نقتل هكذا بدم بارد؟..." ، كما اننا نطالب بتعويض منصف لعوائل الشهداء والضحايا ماديا ومعنويا. للاسف الشديد هذا السؤال لا يزال مطروحا منذ 2004 حيث في الموصل وكركوك وبغداد تواصلت ولا تزال عمليات استهداف الكفاءات و مختلف مستويات المواطنين وخاصة من المسيحيين بما فيهم قيادات مدنية او دينية ابتداءا من الشهيد القاضي اسماعيل يوسف, وعدد من الاطباء والاساتذة واستهداف اول وزيرة مسيحية السيدة باسكال وردا وزيرة المهجرين حيث استشهد اربعة من افراد حمايتها في 22 ايلول 2005 وهم كل من نينوس نيسان واخيه داني نيسان و جوني يوحنا وماهر منيب. ومن القيادات الدينية نذكر منهم كل من الشهيد الاب بولص اسكندر والشهيد الأب رغيد كني والشهيد المطران فرج رحو.. مرورا بالشهيدين الاب ثائرعبدال والأب وسيم صبيح على راس كوكبة شهداء سيدة النجاة في بغداد والقائمة طويلة للاسف الشديد..
أما الحل الوحيد المؤسف الذي بدى ممكنا لذوي الشهداء والضحايا الى هذه اللحظة هو الهجرة خارج البلاد. ما يمثل خسارة كبرى ليس للكنيسة المسيحية فحسب بل للعراق ككل لان اكثرهم من الكفاءات.
سبق وان تجلت الخطة الاجرامية ضد المسيحيين في العراق من خلال المذابح والتهجير القسري للمسيحيين في الموصل 2008 واستهداف الطلبة الجامعيين 2009 و2010 كذلك التهجير والقتل في الدورة و مناطق اخرى من بغداد، فيما لا زالت الاعتداءات بالخطف والقتل والتهجيرفي كركوك والموصل مستمرة بشتى الوسائل على المسيحيين الذين ليس فقط لا شأن لهم بالصراع الطائفي السائد من اجل السلطة والمكاسب الاقتصادية بين الفرقاء بل انهم لم يعتدوا على أحد من ابناء بلدهم بالرغم من معاناتهم اليومية من التفرقة والتهميش والاقصاء والاستصغار لوجودهم و لحقوقهم المدنية والسياسية في جميع مناطق تواجدهم. والنتيجة الآلاف منهم لا يزالوا في مجمعات المهجرين في مناطق سهل نينوى واربيل ودهوك وسليمانية منتظرين الحلول لمحنتهم بهدف العودة الى ممتلكاتهم والتعويض لما اصابهم , هذا دون الحديث عن الذين تشتتوا في مختلف دول العالم.
المجد والخلود لشهداء سيدة النجاة...
المجد والخلود لجميع شهداء الايمان والحرية...
منظمة حمورابي لحقوق الانسان في 31/10/2011 - بغداد