تابعت شبكة تحالف الاقليات العراقية بالكثير من الاستغراب والامتعاض ما صدر من فتاوي وتصريحات خلال الايام القليلة الماضية ، وخاصة ما صدر عن السيد مهدي الصميدعي من فتوى لا تستند لأية قيمة أو عرف اسلامي أمين على الرسالة الروحية السمحة للأسلام ، وان ما صدر من تكفير الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية ، انما فيه انكار متعمد لحقيقة الاحترام والتقدير الذي يكنه الاسلام للدين المسيحي والمسيحيين والا كيف يمكن تفسير التقدير والرؤية الايمانية العالية التي جاءت في القرآن الكريم للسيدة مريم العذراء وللسيد المسيح ، وأي منهج هذا الذي لا يقر بالتنوع الديني واحترام الانتماءات الايمانية على ما اقرته الشرائع السماوية ، وعلى هذا الوقع جاءت فيما بعد تصريحات الموسوي رئيس الوقف الشيعي وغيره من الخطباء منهم في الديوانية وغيرهم .
ان شبكة تحالف الاقليات العراقية والتي تضم (18) منظمة حقوقية وانسانية تشمل 9 مكونات عراقية ، اذ تدين بشدة ما صدر من تكفير بهذا الشأن ، فانها تؤكد للرأي العام العراقي ان المسيحيين العراقيين بما عرف عنهم من التزام وطني واخلاقي وايماني كانوا وما زالوا امناء في احترام الخيارات الدينية لغيرهم ومنها الاسلامية ، ويكفيهم تقديرا ، انهم يشاركون المسلمين السنة والشيعة في طقوسهم واحتفالاتهم ومجالس العزاء التي يقيمونها ، بل يكفي المسيحيين تقديرا انهم يلغون الكثير من اعيادهم لانها تتوافق زمنيا مع المناسبات الحسينية المحزنة .
ان ما يحزن في هذه الفتاوي الظالمة والاقصائية ويثير الاستهجان فينا ، انها جاءت بعد الخلاص المعروف من سطوة الارهاب الداعشي الذي طال عددا من المحافظات العراقية الذي اقام حكم الضلالة والتكفير والالغاء والاجبار على تغيير الانتماءات الدينية على الرغم عما ينص عليه الاسلام من مبدأ( لا اكراه في الدين ) وكأن ما قاله السيد الصميدعي وما ردده بعده رئيس الوقف الشيعي السيد علاء الموسوي ونحا نحوهما اخرون يتماهى مع تلك الضلالة الداعشية .
ان شبكة تحالف الاقليات العراقية وهي تستنكر بشدة ما صدر من فتاوى وتصريحات في هذا الشأن ، فانها تثمن في الوقت نفسه بعض الفعاليات الاسلامية العراقية التي نأت بل رفضت رفضا قاطعا ما صدر عن الصميدعي وغيره .
لذلك تهيب شبكة تحالف الاقليات العراقية بكل النخب الفكرية والثقافية والدينية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات المعتدلة والحكيمة ، ان تتصدى بكل الجهود الاعلامية والثقافية والتعبوية لمواجهة كل اشكال التكفير والالغاء والعزل لانها ظواهر مدانة وخطيرة هدفها النيل من ارادة الشعب العراقي في الوحدة والتألف والتماسك والمصالحة ، والنيل من ارادة الحوار بين اتباع الديانات والوحدة في الله الاوحد والايمان وان تعددت وسائله فهو واحد ايضا .
املنا بالشعب العراقي والجيل الشاب في العمل من اجل العراق ووحدة مجتمعه ومن اجل صنع وبناء السلام والاستقرار والمحبة بين ابنائه بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية والعرقية والثقافية .
مجلس ادارة شبكة تحالف الاقليات العراقية
بغداد – 31 ديسمبر 2018