- بيان لمنظمة حمورابي لحقوق الانسان بمناسبة الذكرى الخامسة عشر لـتأسيسها.
مع إطلالة الاول من نيسان 2020 تكون منظمة حمورابي لحقوق الانسان قد مضى على تأسيسها خمسة عشرسنة من عمرها المديد وتكون صروح الأعمال الحقوقية والاغاثية التي أنجزتها في هذين الميدانين قد أصبحت معالم شاخصة بالمزيد من القيم والمبادئ الانسانية والوطنية والاخلاقية التي أكدت حضورها الميداني المتميز جهدا ومثابرة وعدلا في إنصاف المظلومين والمهمشين، واذا كان من المتعذر على ادارة المنظمة وهيئتها العامة ومتطوعيها وأصدقائها الاحتفال بهذه المناسبة العزيزة هذا العام ، نظرا للظروف الاستثنائية التي يمر العراق فيها في مواجهة التحدي الذي يمثله وباء كورونا، فإننا نشعر بأن إحتفالنا الحقيقي هو في البرامج الاغاثية التي تنفذها المنظمة الان دعما للمواطنين والانتظام في الجهود التوعوية والإحترازية لمواجهة هذا التحدي وتنفيذ برامج تدعم الجهد الحكومي في الوقاية ، في تعفير وتعقيم مراكز ومؤسسات مختلفة مثل الكنائس والجوامع والحسينيات والقاعات والاسواق والاماكن التي تحتضن تجمعات بشرية كبيرة ، وكذلك الانخراط في برنامج اغاثي واسع في إيصال حصص غذائية الى العشرات من المهمشين والاسر الفقيرة التي تعتمد على كسب قوتها على العمل باجور يومية ، كما حرصت على فتح قناة مع خلية الازمة واعلنت عن إستعدادها لأي عمل وقائي أو إغاثي مناسب وفق الامكانات المتاحة .
ان منظمة حمورابي لحقوق الانسان وهي تستذكر المناسبة يهمها ان تشير الى انها اعتمدت طريقها بشفافية ونزاهة عاليتين أكسبها تقدير وإحترام وثقة جهات ومنظمات وشخصيات محلية ودولية رصينة.
ان منظمة حمورابي لحقوق الانسان وهي تعيش عمل السنوات الخمسة عشر الماضية فإن ما يشرفها أصلاً انها فضحت بشجاعة كل اشكال الانتهاكات التي تطال حقوق العراقيين وتابعت ميدانيا مهمات الرصد والتصدي للعنف الأسري الذي يستهدف النساء وكذلك القوانين والتشريعات الجائرة التي تحاول النزعات المتخلفة تكريسها، وراقبت و فضحت كل سياسات التهميش والاحتواء والتغييب لحقوق الاقليات .
ان ما يحسب لمنظمة حمورابي لحقوق الانسان مساندتها المفتوحة لكل الشرائح والمكونات العراقية التي تعرضت وتتعرض للسياسات الجائرة والتمييز السلبي. فقد إعتمدت المنظمة منهجاً يقوم على التصدي للاخطاء وكذلك المكاشفة والتقييم وإقتراح الحلول والتوصيات .
لقد عقدت المنظمة المئات من الندوات وورش العمل والمؤتمرات وأصدرت العديد من الدراسات والبحوث والبيانات التشخيصية من أجل تعزيز الحقوق والحريات وضمان العدل والمساواة لجميع العراقيين.
كما وظفت المنظمة علاقاتها الواسعة داخل العراق وخارجه على الطريق الذي من شأنه النهوض بحقوق العراقيين وتعزيز الوعي في التأسيس لحكم رشيد يرتكز على العمل المؤسسي والقانوني ، وزارت سجون ومراكز إصلاح من أجل تعزيز السياسات العقابية بالهامش الإنساني والأخلاقي .
ويحسب لمنظمة حمورابي لحقوق الانسان انها كانت في مقدمة المنظمات المدنية التي تعاملت ميدانيا منذ الايام الأولى في التصدي لنتائج الجرائم الظلامية الوحشية التدميرية التي ارتكبتها العصابات الارهابية الداعشية في محافظة نينوى وفي محافظات اخرى .
لقد اطلقت المنظمة برامج إغاثية واسعة لدعم النازحين والمهجرين الذين غادروا مدنهم وبلداتهم وقراهم تحت ضغط الارهاب الداعشي ووثقت ميدانيا تلك الجرائم والفضائع التي ترتقي إلى جرائم الإبادة لكي لاتضيع الحقيقة، ومن ذلك توثيق تحقيقي للناجيات من السبي وحالات الإغتصاب التي إرتكبها الدواعش وكذلك جرائم القتل والاختطاف والنهب والإجبار القسري على تغيير الإنتماءات الدينية وكل هذه الوقائع هي جرائم إبادة جماعية بشهادة المجتمع الدولي.
وفي الانجازات التي رافقت وتلت صفحات تحرير المناطق من داعش حرصت حمورابي لحقوق الانسان على تنفيذ برامج واسعة لأصلاح القوانين والمناهج الدرسية ، ولدعم النازحين والمهجرين واللاجئين وطالبي اللجوء وتأهيلهم قانونيا واجتماعيا ونفسيا وفتح مراكز خدمة لهم في هذا الاتجاه ، ودعم مقومات وبرامج العودة الى مناطقهم ودورهم، وذلك بترميم وإعمار بيوت ومدارس وطرق وتأمين خدمات الانارة الكهربائية و المياه الصحية وغيرها من خدمات السلامة والصحة والامان .
كذلك باشرت المنظمة في دعم برامج تأهيلية للعائدين انطلاقا من الاساسيات المطلوبة لتحقيق العدالة الانتقالية بالتعويض والاندماج والمطالبة بمقاضاة الذين ارتكبوا جرائم إرهابية، والعمل على نشر ثقافة التصالح والتضامن .
ان منظمة حمورابي لحقوق الانسان وهي تستعيد وتواصل تحقيق المزيد من النشاطات الحقوقية والإغاثية فانها قد حرصت من البداية ان تكون تنظيماً ديمقراطيا من خلال نظام داخلي يستجيب لتطلعاتها ومؤتمرات انتخابية ومراجعات إدارية دورية .
نعبر عن امتناننا وشكرنا وتثمينا للمنظمات والهيئات والجهات الاخرى الداعمة والممولة والمناصرة لنا، كما اننا ومن ذات المنطلقات يهمنا ان نشكر ونثمن بتقدير عالي اعضاء الهياة العامة ومناصرينا والمتطوعين الذي كانت مواقفهم التي ستبقى نعتز بها ونقدرها .
دامت الانجازات التي تصون الانسان ، ودام العمل التطوعي الذي ينهض بالاوطان.
تحية لكل العاملين في منظمة حمورابي أعضاءا ومتطوعين وموظفين في هذه المناسبة العزيزة ، التي تأتي متزامنة مع احتفالات العراقيين بيوم أكيتو ، رأس السنة البابلية الاشورية ، متمنين لشعبنا العراقي وللبشرية جمعاء الصحة والسلامة والامان .
مبارك لكم هذا اليوم ، مبارك لكم أكيتو . وفقكم الله جميعا
مجلس ادارة منظمة حمورابي لحقوق الانسان
بغداد في 30 اذار 2020