لقد بدأت صفحة أخرى خطيرة من الانتهاكات للمسيحيين و الأقليات الأخرى الذين ما زالوا باقين في المدينة ، فقد أصدر المسلحون بيانا يستهدف المكون المسيحي إذ وضعوهم إمام خيارات ثلاثة لا بديل لها و هي أما إشهار إسلامهم أو الانتظام في دفع (الجزية) وان تكون رقابهم تحت السيف بمعنى قتلهم
وهو البيان الذي أثار هلعا كبيرا في صفوف السكان المدنيين لا حول لهم و لا قوة و ليس لهم من حلول يحمون به وجودهم إلا النزوح
وهكذا شهدت الموصل خلال نهاري الخميس و الجمعة 17 و 18 من شعر تموز لعام 2014 و حسب تقديرات موثقة فان أكثر من 200 عائلة خرجت خلال هذين اليومين حيث واجهوا نسخة أكثر مرارة عند نقاط التفتيش
فقد تم تسليبهم من مستمسكاتهم و الأموال التي حملوها و كذلك من الحاجات الأخرى العزيزة على أنفسهم
وجرى ذلك بالتحديد خلال مرورهم من نقطتي تفتيش أقامها المسلحون في نهاية حيي العربي و الشلالات (السادة و بعويزة)
لقد تدفق هؤلاء النازحون المرعوبون من شدة الهول الذي تعرضوا له إلى منطقة سهل نينوى و إلى محافظة دهوك المكتظتين أصلا بإعداد غفيرة من نازحين سابقين
إن منظمة حمورابي و هي تنقل إلى الرأي العام العراقي و الإقليمي و الدولي هذه الصورة المأساوية الواقعية لحال المكون المسيحي في محافظة نينوى فأنها ترى بان الوضع لا يحتمل أي انتظار أو تأجيل من اجل وضع حد لهذا الانتهاك الذي يمثل إبادة جماعية لمكون عراقي أصيل هو صاحب هذه المدينة منذ ألاف السنين
إن حالة التسليب و التهجير و القتل و الإذلال و الابتزاز الذي تعرض له المكون المسيحي و الأقليات الأخرى في محافظة نينوى تستدعي من المجتمع الدولي تحركا سريعا لتحقيق أي نوع من الحماية لهذه الأقليات
كما نناشد الحكومة العراقية الاتحادية ان تعطي هذا الجانب حيزا من عملها اليومي في أي نوع من الحماية لصيانة شرف النازحين و حقوقهم ، كما عليها أن تلبي حاجاتهم الاقتصادية من خلال صرف رواتب الموظفين أو تقديم إعانات مالية لهم
إن منظمة حمورابي و هي تعرض ما جرى فان اللحظة التاريخية التي يمر بها العراق لا تحتمل أي تسويف أو انتظار أو تفرج و ترى حمورابي أيضا إن من اولويات أخلاقيات العمل السياسي هو الانتصار للمظلومين
منظمة حمورابي لحقوق الإنسان
السبت 19/7/2014