بيان
- بمناسبة الثامن من آذار اليوم العالمي للمرأة
- منظمة حمورابي لحقوق الانسان تحتفي بالعطاء الفذ للنساء وتدعو الى نبذ كل اشكال الكراهية التي تستهدفهن
- لا يمكن ان تكون للحياة الانسانية قيمة بدون صيانة حقوق وكرامة المرأة في اي موقع كانت
- ان صناعة السلم المجتمعي تمر من خلال تعزيز المساواة بين النساء والرجال
لا يكفي الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، ان يكون فقط إعادة ذكرى او وتهنئة النساء بما انجز نضالهن من تقدم لحقوقهن الاجتماعية والاقتصادية والمدنية والسياسية عبر العالم، بل ويجب الوعي الكامل بدلالة معنى هذا اليوم لحقيقة انه لا يمكن للحياة ان تكون ذات قيمة بدون مشاركتها الفعلية في كل مرافق الحياة بما فيها صنع القرار في الحياة العامة وتطبيق واحترام المساواة في الكرامة وتكافؤ الفرص، بل وأيضا في عملية صنع السلام وإرساء الامن في كل دولة على كوكب الأرض.
من الواضح جدا ان هناك وبشكل متواصل، معاناة الان، جراء الهدر غير المسبوق لحياة الالاف، لا بل الملايين من النساء والفتيات نتيجة "لتقديس العنف" بحجة التقاليد والأعراف وما الى ذلك من تصرفات يتسيد فيها انتهاك الحق في الحياة للنساء. وهكذا يصبح ذلك امرا مباحا لا بل مشرعنا، ومكرسا للتمييز والكراهية ضد الاناث على ايدي ارهابيين ضالين منهم و للأسف الشديد آباء او امهات وغيرهم كثيرين، لا يقيمون وزناً للمرأة. وهنا لنا ان نشير الى ذلك الاب العراقي الذي تنصل من قيم الابوة ليصرخ وطفلته في أحضان أمها قائلا: "الانثى عار علي". وللحال قتلها بوحشية بضربة عصا.
لقد دون الإعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر في العاشر من كانون الاول عام 1948، من ثم العهدان الدوليان الخاصان بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية لسنة ١٩٦٦ والبروتوكولان الملحقان بهما، الاعتراف الكامل بحقوق النساء على قدر المساواة مع الرجال. ثم اصدر المجتمع الدولي، تبعا لذلك الكثير من النصوص الدولية المهمة الأخرى التي هي ترجمة واقعية لميثاق الامم المتحدة الذي أقرَ اولوية صيانة وحماية كرامة وحقوق الفرد البشري وبهذا لم يستثني المرأة بشيء.
لذا على الدول الأطراف في الأمم المتحدة، ان تلحظ ذلك وتسعى الى تطبيقه لتجديد الايمان بحقوق الانسان الأساسية، في اطار النصوص المذكورة اعلاه بالإضافة الى "اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة الصادرة في ١٨ كانون الأول /ديسمبر ١٩٧٩" ( CEDAW )، وغيرها من الاتفاقيات، كاتفاقية حقوق الطفل التي اعتمدت في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1989،
ينبغي الالتزام بتنفيذ بنود كل هذه الاتفاقيات وغيرها من النصوص الخاصة بحقوق الانسان من قبل الدول الأطراف فيها بينهم العراق. مع حقيقة يتوجب على الدول والانظمة القائمة فيها ان تعيها ، للتقليل من تهميش المواثيق الدولية: لم يكن هذا العمل الشاق للتسلية، بل لان المجتمعات تتحطم بسبب كل العقليات البائسة المكرسة للإكراه والعنف والحروب.
وعلى المستوى الوطني، لنضع حداً للتوحش لابد من انجاز العديد من التشريعات التي تمكن صيان جميع حقوق المرأة بدون انتقاص، وإعطاء المجال للمعنيين بها ليسجلوا مدى تقدمهم في تحقيق تلك المبادئ المنصوص عليها في النصوص الدولية المذكورة.
أن الثامن من آذار/ مارس من كل سنة يجب ان يكون بمثابة فرصة او وقفة لمراجعة ما قدمناه رجالا ونساء لتحقيق هدف الاحتفاء وتجديد الانطلاق نحو المزيد من الفرص للدلالة على الاحترام العام وتقدير وحب المرأة وتثمين إنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بعيدا عن التمييز العنصري بسبب الاختلاف الجنسي والنظرة الدونية..
ان النساء منبع عطاء اعلى للحياة، ومثل أعلى في السخاء للأسرة والمجتمع، لا يضاهيها أحد، والاحتفال بها باوسع نطاق ممكن، هو استحقاق لكل امرأة وفتاة. ففي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم. فلتخطو باقي الدول على هذا المسار الذي تستحقه كل نساء العالم.
مبارك يومك ايتها الكريمة الجليلة الام والاخت الزوجة والشريكة للجميع على الأرض فعطاءك فذ أمين في اخلاصهِ، ولا يقارن.
منظمة حمورابي لحقوق الإنسان
الثامن من اذار 2023 بغداد