المرأة في ميزان حقوق الإنسان
عندما نقول ان المرأة هي روح العالم نعي ما نقوله على الصعيد اللاهوتي والثقافي والحقوقي والقانوني، نعم انها روح العالم لأنها تهب الحياة على طول خط نسيج التاريخ، لولاها لكان الزمن قد توقف يوماً ما، لذا أنصفها يسوع المسيح حيث رفعها إلى درجة أكثر من مساوية على الرجل وخاصة عند موته وقيامته وأيضا خلال حياته على الأرض، فكانت تحت الصليب !! والمرأة أول رأت يسوع قبل صعوده إلى السماء، وفي حياته أنصفها حتى الزانية لم يقبل برجمها كما كانت الشريعة آنذاك! أكد للجموع:من ليس له خطيئة فليرجمها بحجر! فلم يبقى احد هناك، إذن وكما أكدنا في بحوثنا السابقة حول (حقوق المرأة في المسيحية) بأن معظم قوانين حقوق الإنسان وخاصة ما يتعلق بالمرأة استندت إلى أقوال المسيح كمصدر رئيسي وأساسي من الميثاق الأعظم/بريطانيا في 1215 -- وعريضة الحقوق 1628 ،،، وقانون الحرية الشخصية 1679 ،، وقانون الحقوق 1689 مرورا بإعلان الاستقلال في أمريكا 1776 والدستور الامريكي1787 والتعديلات 1789 - 1791 إلى الثورة الفرنسية وإعلان حقوق الإنسان 1789 والدستور الفرنسي 1791 وحقوق المواطن الفرنسي 1793 وكذلك دستور عام 1848، وهكذا توالت القوانين وإعلانات الخاصة بحقوق الإنسان وأهمها الإعلان العالمي 1948 والعهدين في 1966 ومنشورة نصوصهما على موقع الهيئة العالمية والإعلانات ذات الصلة منها ما يتعلق بحقوق المرأة (1)
ميزان المرأة عند حقوق الإنسان
جميع القوانين وإعلانات حقوق الإنسان الواردة في المقدمة أعلاه كانت المرأة وحقوقها في قلب القوانين المشار إليها، والسبب الرئيسي لهذه الحالة هو ان هذه القوانين والإعلانات صدرت في أوربا والغرب وأمريكا! فهل ان كانت قد أعدت وأعلنت في العالم الشرقي وخاصة الإسلامي، قد كانت بهذا الشكل؟ او أكثر تقدماً بخصوص المرأة؟ او اقل بكثير كون المرأة ناقصة دين وعقل! او انها كانت السبب في شقاء البشرية عندما أغوت آدم الفقير الذي وقع في فخها مبكراً جداً!؟
نقول هذا لوجود دليلين او إثباتين على قولنا هذا
الدليل الروحي المستنبط من الشريعة والقرآن الكريم بآيات لا تقبل النقاش تخص حقوق المرأة ونورد منها كمثال وليس الحصر
الضَرب في القرآن
وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ،وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا" سورة النساء 34/35
أي كان التفسير لهذه الآية فانه بالتالي لا يمت بصلة إلى حقوق المرأة المتساوية مع الرجل ومن ضلعه في "الخلق/سفر التكوين" – وتنص المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 "ولد جميع الناس أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق" قارن بين الآية أعلاه والمادة هذه وبين سفر التكوين1
ا
الدليل المادي: هو وضع المرأة في بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا مقارنة بوضع المرأة في بلدان العالم الأخرى!! يضاف إلى ذلك بالرغم من توقيع معظم الحكومات المعنية على قوانين وإعلانات المجتمع الدولي والأمم المتحدة بخصوص المرأة فنجد ان تطبيقها يتعارض مع الشريعة والدين في أحيان كثيرة بالرغم من قيام بعض المفسرين لإعطاء عذر على معاملة الرجل للمرأة ولكن يصطدمون بواقع الآيات الإلهية!!! هنا يتوقف كل شيء في مكانه ويصبح ماء راكدا
كما ان نص سورة النساء 34 أعلاه الذي كان مثالنا ونموذج لدراستنا هذه يتعارض كلياً مع قوانين وإعلانات حقوق الإنسان حول حقوق المرأة ومع دور الأمم المتحدة بهذا الخصوص
• مساواة المرأة في الحقوق منصوص عليها في ديباجة ميثاق الأمم المتحدة وفي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي جعل المساواة بين المرأة والرجل حقا قانونيا من حقوق الإنسان.
• وضعت الأمم المتحدة معايير دولية لحقوق المرأة وصاغت صكوكا لرصد مراعاتها في شتى أرجاء العالم. ففي عام 1979، اعتمدت اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة - وهي صك دولي لحقوق المرأة ومخطط عمل للبلدان من أجل ضمان تلك الحقوق. وقد صدَّق 170 بلدا تقريبا على الاتفاقية وألزمت البلدان نفسها قانونا بضمان المساواة للمرأة. وتتولى رصد تنفيذ هذه الاتفاقية لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة مشكلة من خبراء مستقلين.
• منذ إنشاء لجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة في عام 1946 وهي تجتمع سنويا لمناقشة الشؤون المتعلقة بحقوق المرأة. وتصدر اللجنة توصيات عن المشاكل التي تتطلب اهتماما فوريا وتعزز التشريعات الدولية الداعمة لحقوق المرأة.
• ساعدت الأمم المتحدة في تعبئة صفوف النساء في شتى أرجاء العالم، وسعيا إلى تركيز الانتباه على حقوق المرأة، أعلنت الأمم المتحدة عام 1975 سنة دولية للمرأة واعتبرت الفترة من 1976 - 1985 عقد الأمم المتحدة للمرأة. ووفرت الأمم المتحدة منبرا للنساء من شتى أرجاء العالم يجتمعن في ساحته لتعزيز حقوقهن. وفي عام 1975، عقدت الأمم المتحدة في مدينة مكسيكو سيتي أول مؤتمر عالمي بشأن المرأة، وتلته مؤتمرات عالمية في كوبنهاغن (1980) ونيروبي (1985) وبيجين 1995
• لدى الأمم المتحدة هيئتان مخصصتان لقضايا المرأة وحدها. ويمول صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة أنشطة إنمائية مبتكرة نافعة للمرأة، خاصة في المناطق الريفية في العالم النامي. ويستخدم المعهد الدولي للبحث والتدريب من أجل النهوض بالمرأة التكنولوجيات الجديدة للمعلومات لتعزيز النهوض بالمرأة وفتح أبواب الاستفادة من مجتمع المعلومات أمامها (انظر http://www.un.org/womenwatch
الخلاصة
1- نعيش في القرن 21 – انه عصر التقدم والتكنولوجيا عليه لا يمكن ان يقف حائل بين تطبيق هذا العلم والتقدم وبين حقوق الإنسان وخاصة المرأة! ومن يدعي عكس ذلك لا يستخدم هذا العلم وليبقى في محيط ما قبل الثورة الصناعية، اما ان يستخدم العلم والتكنولوجيا لصالح الخير والحق والجمال! او ان لا يستخدمها لأغراض لا إنسانية معروفة
2- أي تحقيرا للمرأة مهما كانت درجة الاحتقار هذه هو احتقار للخلق وبالتالي احتقار للخالق
3- عندما تضرب المرأة او تهين كرامتها او تبصق على وجهها وبما انها على صورة الله إذن قد ضربت وبصقت وأهنت جزء من الله التي هي نفخته – طبعاً ربما سائل يسأل: حتى وان عملت سيئة مثلاً؟ الجواب كل شيء نسبي إضافة إلى الالتزام بالقاعدة الذهبية التي تقول : عامل الناس بمثل ما تريد ان يعاملوك به" أليست المرأة من ضمن البشر؟
4- قبل كانوا يقولون "وضع الرَجُلْ المناسب في المكان المناسب" وبما ان هذه المقولة تضعنا في التفرقة العنصرية والاجتماعية ولا تتطابق مع المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 عليه تم تبديلها (وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب) أي شمول المرأة وعدم احتكار الرجل المكان المناسب،،، ولكن لا يمكن ان نضع امرأة وزيرة حقوق وهي ضد حقوق بني جنسها!!!
5- عدم وضع قوانين حقوق الإنسان الوطنية والإقليمية والدولية في درج المكتب وإخراجها عند الضرورة - كل سنة مرة حرام – فالمجتمع المتطور يقاس بحالة المرأة فيه (نسبة الأمية – الأرامل والأطفال والأيتام / نسبة الفقر– الرعاية الاجتماعية والصحية – قيادة المرأة – نسبة المرأة في البرلمان والحكومة)
لتكن الأخت والبنت والزوجة والحبيبة تحت ضلع الرجل من الجهة اليسرى من القفص الصدري عندها يمكن ان نهنئ المرأة في عيدها 2012
المرأة في ميزان حقوق الإنسان / العمود 102
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=249408(1)