- لا حل لنا الا بالعيش معاً بسلام واحترام متبادل
هنئ الكاردينال لويس ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم الشعب العراقي بحلول العام الميلادي الجديد 2019 داعيا الجميع، مسيحيين ومسلمين الى التحرر من العقلية المتقوقعة والانفتاح على بعضنا البعض والتعرف على دياناتنا من ينابيعها الاصيلة فنعتق من مكامن الجهل ونعمّق القواسم المشتركة.
واليكم نص التهنئة :
تمتد الجذور العرقية لمسيحيي العراق إلى آلاف السنين، فهم احفاد الكلدان (إبراهيم الخليل من اور الكلدانيين) والاشوريين والآراميين، وقبائل عرب طي وتغلب والمناذرة، وجذورهم كمؤمنين تعود الى فجر المسيحية، بدليل ان أقدم كنيسة (كوخي في ضواحي بغداد) ترقى الى نهاية القرن الأول.
لقد أسهم المسيحيون الكلدان والآشوريون والسريان حين قدم المسلمون من شبه الجزيرة العربية إسهاماً متميزاً في بناء مجتمعاتهم، حاملين قيمهم الايمانية والثقافية والإنسانية، ومنصهرين فيها، ومعززين العيش المشترك.
إن المسيحيين العراقيين والمكونات الدينية الأخرى تعرضوا إلى حملات منظمة تهدف إلى سلخهم من ارضهم والدفع بهم إلى التهجير والهجرة، لكن العديد منهم صمد متمسكا بهويته العراقية وملتصقاً بارضه، مشيعاً قيم التسامح والمحبة والاخوة والسلام.
من المؤسف والموجع ان نسمع بين الفينة والأخرى كما حصل في هذه الأيام، عبارات بذيئة تحث على الكره والاقصاء والإساءة الى القيم التي يحملونها، من دون التمييز بين ما هو مدني- مجتمعي وما هو متعلق بخصوصية مقدسة في الايمان بالله الواحد وطقوس العبادة له.
في مطلع هذا العام الجديد 2019، ندعو الجميع، مسيحيين ومسلمين، الى التحرر من العقلية القديمة المتقوقعة والانفتاح على بعضنا البعض والتعرف على دياناتنا من ينابيعها الاصيلة فنعتق من مكامن الجهل ونعمّق القواسم المشتركة.
فلا مستقبلَ مشرقاً لنا الا بالعيش معاً بسلام، وبالاحترام المتبادل وحماية الأديان من كل فكر متطرف وكل من يحثّ على الكراهية والعنف.