- السيدة باسكال وردا في افتتاح المؤتمر الانتخابي الخامس لمنظمة حمورابي لحقوق الانسان: الانتماء للمنظمة ليست وجاهة بل التزاما تطوعيا
- الخصومات والمراوحة والتنصل ونزعات التسلط والهيمنة كرست الفساد والقصور الإداري والتخبط
- السيدة وردا تحث المشاركين في المؤتمر على بذل المزيد من الجهود لمواجهة الانتهاكات
ألقت السيدة باسكال وردا رئيسة منظمة حمورابي لحقوق الانسان كلمة في افتتاح وقائع المؤتمر الانتخابي الخامس للهيئة العامة للمنظمة يوم 21/4/2017، ننشرها كاملة لأهمية ما جاء فيها.
السادة الضيوف
أيتها الأخوات أيها الإخوة أعضاء المؤتمر
بالرعاية الالهية دمتم أعزاء وبالخير ونقاء الضمير تتواصل إراداتكم، فأهلا بكم في هذه المحطة الأساسية من محطات عمل منظمة حمورابي لحقوق الانسان، وان يكون لي شرف افتتاح المؤتمر آمله أن نجد المزيد من عناصر التضامن والمرافقة التطوعية التي تستمد حضورها من قيم الخدمة والمساعدة والانتصار لحقوق المواطنين العراقيين على تنوع انتماءاتهم القومية والدينية والمناطقية، ولا شك انكم ترون معي ان انعقاد المؤتمر الانتخابي الخامس للمنظمة في هذه اللحظة التاريخية من حياة العراق، تعني الكثير من الدلائل الايجابية التي لا غنى لنا عنها في التأسيس للمزيد من القدرات التطوعية في اطار المشاريع الحقوقية والاغاثية والمشاريع التضامنية الأخرى التي نرى لزاما علينا انجازها بموجب الحيثيات التي تأسست على قاعدتها منظمة حمورابي ، وفي اطار الحافز الذي دفعنا جميعا للتطوع فيها منذ لحظة التأسيس وحتى الان، وفي اطار أن الانتماء للمنظمة ليست وجاهة بل هو مسؤولية على درجة من القيم الاعتبارية التي لا بد أن يشعر الإنسان أنها جزء أساسي من موقفه الصحيح العام.
أيتها الأخوات أيها الإخوة،
لا أريد أن ادخل في تفصيلات ما حققته المنظمة منذ المؤتمر الانتخابي الرابع في 10/4/2015 وحتى لحظة انعقاد المؤتمر الانتخابي الحالي، وأقول لا أريد أن ادخل في تفصيلات ما تحقق لان هناك تقارير بالأنشطة الحقوقية والاغاثية والتنظيمية والادارية والمالية ، وتقرير احصائي بالنشاطات العامة الاخرى، وتقرير عن فرع المنظمة في اربيل ولكن لا بد من أن أتوقف معكم عند جملة مؤشرات:
المؤشر الاول: أن السنتين ما بين المؤتمرين الرابع والخامس كانت صعبة جدا وحافلة بالتحديات التي واجهت بلادنا والمتمثلة بغزو مجرمي داعش لمناطق واسعة من العراق، وما خلف هذا الغزو من إبادات جماعية وانتهاكات خطيرة ذات تأثير مباشر على حياة الملايين من العراقيين:- هجرة ونزوحا واغتصابا وقتلا ومصادرة لأملاك وسبي واستعباد جنسي للنساء وجرائم أخرى طالت الأقليات العراقية وغيرهم من العراقيين بالاستهداف المباشر. وكان حظ المرأة العراقية أكثر سوءا في هذه الحقبة التاريخية السلبية من تاريخ العراق، لذا أنحني إجلالا لأمهات الشهداء والشهيدات اللاتي تواصلن في عمق نفسياتهن وأجسادهن عيش الآلام والأسى والفقر ومخلفاته.
المؤشر الثاني: الخصومات والمراوحة والتنصل ونزعات التسلط والهيمنة التي طبعت الحياة السياسية العراقية وما كرست من فساد وقصور اداري ومناكفات وتسجيل مواقف على حساب الموقف الوطني الصحيح وتردي في الأوضاع الاقتصادية وتخبط مما أوقف الكثير من متطلبات التنمية البشرية المستدامة، والحال أن ذلك يمثل تحديا مباشرا للمنظمة وللجميع.
المؤشر الثالث: بالرغم من وجود تبادل أراء واستجابات بين منظمة حمورابي والسلطات المختلفة لبعض مقترحات حمورابي لإيجاد الحلول اللازمة، إلا أن تلك السلطات أبدت ضعفا وتنصلا في الاستجابة للطروحات والآراء التي تقدمها منظمة حمورابي لحقوق الانسان. كل ذلك يحفز منظمتنا في الحث على استرجاع الحقوق المنتهكة مهما كلف الأمر من الوقت والإمكانيات، اذ ان المنظمة لا تكتفي بتشخيص الحالات، وإنما أيضا بوضع الحلول لها وفق وجهة نظر تجدها المنظمة صحيحة، فلا يخلو تقرير أو دراسة أو بحث قدمته حمورابي من مقترحات وتوصيات تفيد في ايجاد الحلول الممكنة وتصحيح المسارات السياسية وصيانة الحقوق الأساسية للإنسان.
ايها الأخوات ايها الإخوة،
أن المؤشرات الثلاثة التي عرضتها أمامكم جعلت من الحافز التطوعي لدى المنظمة اكثر وقعا وأصالة، ولذلك فلقد اعتمدنا نشاطات ميدانية متعددة، كما كنا نجري تقيما دوريا لما يتحقق من خلال اجتماعات مجلس الادارة، أو في ختام كل مشروع تنجزه المنظمة، وكنا وما زلنا نتوق الى أنشطة أكثر تخصصا وتأثيرا ايجابيا، وكان هذا الدافع عاملا مساعدا لنا فضلا عما نتلقاه من أصداء ايجابية على يد منظمات وشخصيات ومؤسسات، وقد ارتفع عدد رسائل الشكر والتقدير والامتنان التي تلقيناها بفخر واعتزاز ومسؤولية الى أكثر من ثلاثة وثلاثين رسالة شكر وامتنان.
أيتها الأخوات أيها الإخوة أعضاء المؤتمر،
أن ما أشرت له في كلمتي هو خلاصة بسيطة لما تحقق، ولا أريد أن أطيل عليكم، شكرا لكم جميعا، شكرا للضيوف الكرام ودامت منظمة حمورابي لحقوق الانسان ذخرا للعمل المدني المثابر في خدمة دعم عملية تصحيح المسار الديمقراطي المستضعف جدا بغياب التخطيط والاستراتيجيات اللازمة ، كما الآليات المطلوبة والتخصصية في حقل الدفاع عن الحقوق الأساسية والبشرية وصيانة كرامة الإنسان العراقي، كلف ذلك ما كلف وبغض النظر عن الظروف والتحديات.
والله يوفقكم ويبارك جهودكم جميعا