- العنف الاسري والتمايز السلبي الذي يطال المرأة في العمل والتوظيف والفرص العامة ظواهر ينبغي التصدي لها بكل حزم
- التقاليد البالية وجرائم داعش من ابشع الانتهاكات التي طالت المرأة
- هناك نخب نسائية عراقية تستحق أن تتبوأ المناصب والوظائف الاختصاصية بجدارة
وصفت السيدة باسكال وردا رئيسة منظمة حمورابي لحقوق الانسان، وزيرة الهجرة والمهجرين الاسبق، عضو شبكة النساء العراقيات الاهتمام الحاصل عراقيا بالتصدي للعنف الذي يستهدف المرأة بأنه تطور لافت لصالح بناء المجتمع المدني القائم على العدل والمساواة، وأضافت في حديث لمندوب شبكة نركال الاخبارية أن مثل هذا التوجه يعكس في حقيقة الوضع أن هناك حرصا واضحا من اجل الانتصار لحقوق المرأة العراقية ومواجهة العنف الموجه لها داخل الاسرة، وكذلك مواجهة التمايز السلبي الذي تتعرض له في فرص العمل والتوظيف والفرص الاجتماعية والتنموية وخاصة في فرص الحكم بانصاف حيث لها ان تتبوأ مناصب سيادية تفيد البلد في الاصلاح بشكل جدي.
كما اشادت السيدة وردا بكلمة السيد رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح في المؤتمر الدولي العاشرالمنعقد في قاعة الحكيم في بغداد يوم ١٣ هذا الشهر بشأن مكافحة العنف حيث طالب بانهاء جميع اشكال العنف ضد النساء في فحوى كلمته ووضح بان لا تقدم وتنمية مستدامة بدون احترام لحقوق و كرامة المراة الانسانية والى تحقيق المساواة مهما كلف الامر وخاصة لان النساء تعرضن الى أحط انواع التعامل كسلعة في ايدي داعش وكسلعة لفض نزاعات عشائرية .. انه امر مرفوض من قبلنا جملة وتفصيلا، العراقيات برهن للتاريخ انهن يتفوقن على هذا المستوى من الاسلوب المتخلف للتعامل . كما اشادت السيدة وردا بكلمة السيد عمار الحكيم ورحبت السيدة وردا بمقترح شبكة النساء العراقيات بأنشاء مجلس وطني لتمكين المرأة وليس وزارة للأسرة والمرأة، وهذا شيء يتعارض مع تطلعات النساء العراقيات اللاتي اختبرن وسائل تضييق امالهن بادوات غير مجدية لمشكلة اكبر من تلك الوسائل الضعيفة جدا.. لانه كما ذكر سيادة الرئيس الجمهورية عن المرحومة والدته : اذا كانت المراة نصف المجتمع فانها ام للنصف الاخر" . اي لا مفر للرجال بدون النساء ايا كانت المهامات وخاصة التي تخص صنع القرارات على جميع المستويات..لا بل غياب مشاركتهن بالشكل المطلوب هو احد الاسباب الكبيرة في التدهور الذي تعيشه المرأة العراقية كضحية نتيجة افكار ذكورية لا ترى الا باتجاه واحد.
وأضافت السيدة وردا في حديثها ان على الحكومة ومنظمات المجتمع المدني التحرك اسرع بشأن ذلك خاصة في المناطق الريفية والعشائرية عموما، اذ ما زال هناك عدد من التقاليد البالية والظلامية المكرسة منذ عهود قديمة، ثم جاء الارهاب والاجرام الداعشي ليكرسها بشكل ابشع واكثر وحشية تمثل بالسبي والعبودية التي فرضها على الآلاف من النساء العرقيات وخاصة النساء من مكونات الاقليات الايزيديين والمسيحيين وغيرهن، حيث أقام اسواقا للنخاسة وبيع الفتيات والنساء شأنهن شأن اية بضاعة وفي اساليب خسيسة عموما.
والمعروف ان منظمة حمورابي لحقوق الانسان تعطي في تقاريرها الدورية والشهرية والسنوية عن حقوق الانسان جانبا لفضح الانتهاكات التي تتعرض لها النساء عموما، وكذلك الاطفال ودعت وما زالت تدعو في تلك التقارير الى وضع آليات متواصلة من اجل انصاف النساء في كل حقوقهن الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والافادة من الخبرات العلمية لنساء عراقيات يمثلن بحق نخبا تستحق التقدير وفتح المجالات امامهن من اجل الابداع بجدارة، وفي اطار ذلك تحرص منظمة حمورابي على تعزيز ادوار الناشطات الحقوقيات في مجلس الادارة وفي الهيئة العامة للمنظمة ومن خلال المؤتمرات وورش العمل التي تقيمها وفي كل مجالات العمل الحقوقي والتطوعي.
كما هنأت السيدة وردا العراقيات على المكانة التي تستحقها بين كبار المؤثرين في العالم لعام ٢٠١٨ بمنح جائزة نوبل للسلام للناشطة الحقوقية نادية مراد التي تحملت اسوأ ما يمكن ان يتصوره العقل، وقد مثلت العراق افضل تمثيل والنساء بالدرجة الاولى وهي من الاقلية الايزيدية التي تعرضت الى ظلم مركب عبر التاريخ . بالاضافة الى انها اعتبرت وقبلها في التسلسل الدكتورة منى عتيشا في ديتوريت التي انقذت مدينة فلين في ميشيكان في الولايات المتحدة الامريكية من التسمم بمياه الشرب التي اكتشفت فيها السموم قبل اصابتها البشر. لذا اعتبرت بين مئة شخصية مؤثرة وكذلك نادية مراد. نعم انهما عراقيتان من الاقليات التي حملن رسالة العراق للعالم اكثر من اي مسؤول آخر...ولهذا كفى استصغار لدور المراة فهي رسولة للسلام والاستقرار الذي لا يمكن ان يحصل الا ابتداء في العقول والارادة..