السيد يوحنا يوسف توايا المستشار القانوني لمنظمة حمورابي لحقوق الإنسان يكشف برؤية تحليلية واقعية ما تعرض له المسيحيون العراقيون من انتهاكات لحقوقهم الوطنية والإنسانية
السيد توايا : من الأسباب الضاغطة لهجرة المسيحيين ومغادرة بلدهم العراق التأخر في تحرير مدنهم وبلداتهم وقراهم من قبضة داعش
توايا : منظمة حمورابي تواصل جهودها الحقوقية والاغاثية لتخفيف معاناة النازحين والمهجرين قسرا
كشف السيد يوحنا يوسف توايا المستشار القانوني لمنظمة حمورابي لحقوق الإنسان عن إن داعش لم تكن وليدة أحداث جزيران عام 2014، وإنما كانت حلقة جديدة أخرى في إستهداف المسحيين العراقيين والاقليات الاخرى، حيث تعرضوا للقتل والتهجير القسري في البصرة وبغداد ومدن عراقية اخرى منذ عام 2003، وفي حزيران 2014 كانت المرحلة الخطيرة الاكبر في محاولة اقتلاع جذورهم ومحو تاريخهم وتراثهم الحضاري والديني .
واضاف السيد توايا في مقابلة اجرتها معه القناة الارامية التي تبث برامجها من الولايات المتحدة الامريكية الى استراليا وكندا وامريكا الجنوبية يوم الاثنين 23/5/2016 ان النازحين قسراً منهم هم اليوم يعيشون ظروفاً صعبة جداً في المخيمات بعد أن كانوا يسكنون البيوت أمنين في مدنهم وقراهم وبلداتهم في سهل نينوى والموصل ، مضيفا ان الحكومة العراقية لم تقم بدورها الوطني والانساني والاخلاقي تجاههم بأي شيء يذكر لليوم ، حيث لم يتمكنوا من سحب مدخراتهم المالية من البنوك والمصارف، إضافة إلى التأخير الحاصل والمفتعل للرواتب مع سرقتها، إضافة إلى عدم الايفاء الحكومي بالتزاماتها تجاههم .
كما أن تقصير المسؤولين الحكوميين كان ومازال واضحاً في عدم ايلاء أي إهتمام بهم والمسيحيين منهم بصورة خاصة ، حيث المعاناة والنقص الحاد في الخدمات الصحية والتربوية والتعليمية وفي كل مستلزمات الحياة ، إضافة الى البطالة المتفشية في صفوف النازحين.
وردا على سؤال اخر للفضائية أجاب السيد يوحنا : إن من الاسباب الضاغطة لتفريغ الوطن وهجرة المسيحيين هو التأخير في تحرير مدنهم وبلداتهم من قبضة داعش على يد القوات المسلحة العراقية، ولولا لجوء المسيحيين من النازحين قسراً من الموصل وسهل نينوى الى المدن والقرى المسيحية المنتشرة في اقليم كوردستان العراق في اربيل ودهوك، والتي قامت بإحتضانهم وبالتنسيق مع الكنائس المسيحية والمنظمات الوطنية والدولية، لكانوا اليوم عرضة للعوز والفقر والفاقة.
لقد عملت وما زالت الكنائس المسيحية الوطنية بالتنسيق مع المنظمات الكنسية الدولية والوطنية لإغاثة المسيحيين في مناطق نزوحهم، ولم يكن هناك دور ذا أهمية للحكومات العراقية تجاههم بشيء، حيث ما زالت المستحقات المالية والمنح التي خصصت لهم ولباقي النازحين من مكونات الاقليات والمحافظات التي تعرضت للسقوط تحت سطوة داعش تعاني من عدم وصول تلك المنح والتي كانت بمثابة منحة شهرية بقيمة 400 اربعمائة الف دينار لكل عائلة شهريا، والتي استبدلت بمبلغ 250 مئتين وخمسين الف دينار، إذ ماصرف من هذه المنح هو مبلغ مليون واحد فقط طيلة عام 2015 مما خصص لهم وهو 4800000 اربعة ملايين وثمنمائة الف دينار .
وعن النشاطات الحقوقية والاغاثية لمنظمة حمورابي لحقوق الانسان في دعم النازحين والتخفيف عن كاهلهم وما قدمته ساعية في ايصال قضيتهم الى المجتمع الدولي .
أجاب السيد يوحنا : ان لمنظمة حمورابي دورا بارزا وما زال في متابعة اوضاع النازحين المسيحيين والايزيديين وباقي المكونات في رفدهم بالمستلزمات الحياتية من المأكل والملبس والمواد الصحية والمدافيء والدعم المستمر للمراكز الصحية الخيرية في اربيل ودهوك بالادوية والمستلزمات المختبرية هذا وما زالت تمارس نشاطها الحقوقي الصلب من خلال تقاريرها الحقوقية اليومية والشهرية والنصف سنوية والسنوية في رصد وتوثيق الانتهاكات التي تستهدف ابناء المكون المسيحي وباقي مكونات الاقليات العراقية ، كما ان لمنظمة حمورابي لحقوق الانسان شراكات وطنية ودولية مع العديد من الهيئات والمؤسسات والمنظمات العاملة في مجال حقوق الانسان والابادة الجماعية، وقد حصلت عام 2012 على جائزة المدافعة عن حقوق الانسان من وزارة الخارجية الامريكية إعترافاً بدورها الريادي في المدافعة عن حقوق الانسان بدون خوف وبلا كلل ولانجازاتها الملموسة في الدفاع وحماية النساء المعتقلات ودعواتها الهامة من اجل اصلاح المناهج الدراسية وتعزيز الحريات الدينية، كما كان للمنظمة الدور الكبير والهام بإعتبار ماحصل للأقليات من المسيحيين والايزيديين هو إبادة جماعية من خلال ما قدمته من معلومات موثقة عن الانتهاكات الى صانع القرار الامريكي خاصة وان تلك المعلومات كانت ميدانية ودقيقة وموثقة وعلى قدر كبير من المصداقية .