- المؤتمر ضم اكثر من 120 شخصية من النخب يمثلون العديد من بلدان المشرق
- المشاركون في المؤتمر يركزون على اهمية حفظ التنوع الديمغرافي ومواجهة التطرف والالغاء والتأسيس لمفهوم المشرقية الحاضنة الحضارية للجميع
- السيد وردا يتحدث في المؤتمر مشخصا السياسة الاحادية الجانب القائمة على اختزال التنوع
- وردا يدعو الى آليات لتحقيق العدالة الانتقالية واصلاح القوانين وتحقيق التمييز الايجابي في اطار مناهج سياسية ديمقراطية تشاركية
شارك السيد وليم وردا مسؤول العلاقات العامة في منظمة حمورابي لحقوق الانسان في مؤتمر اللقاء المشرقي تحت شعار " لبنان وطن الحوار والحضارات " والذي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت يومي 14, 15 تشرين الاول 2019، وجاءت مشاركته الى جانب اكثر من 120 شخصية من مختلف الاختصاصات السياسية والحقوقية والدينية يمثلون العديد من بلدان المشرق وفي اطار العناوين الآتية :
كيف نحمي التنوع والتعدد القومي والديني في الشرق وحفظ التنوع والتعدد كونه مسؤولية عالمية ومعا في مواجهة التطرف والالغاء، أما العنوان الختامي فقد كرس لدور لبنان بوصفه وطن رسالة ونموذج للحريات والقيم.
وكان من اوائل المتحدثين في المؤتمر فخامة رئيس الجمهورية ميشل عون حيث دعا الى أن رسالتنا كمشرقيين هي، أن نطور ثقافة جديدة تدحض كل ما يقال ويكتب عن صراع الديانات والحضارات، لأن هناك حضارة انسانية واحدة متعددة الثقافات والشرق الذي اعطى الفكر الديني للعالم، لا يمكن أن يسمح بتحويله الى مساحة صغيرة معزولة .
وتحدث معالي وزير الخارجية اللبنانية، رئيس اللقاء المشرقي السيد جبران باسيل في المؤتمر مشيرا الى اهمية أن يتم فهم المشرقية بأنها ليست حلف اقليات بل هي حلف قيم ومبادئ مفتوح لكل الناس، ولا ينتصر إلا بغلبة هذا النبع في كل المكونات ، واشار ايضا بانه ينبغي عدم الافتراض بأن احدا هو اقلية في المشرق، كلنا ابناء الشرق، كلنا تاريخه ومستقبله نبنيه معا وهو اذا خسر أي مكون يفقد روحا من ذاته ، واكد ان المشرقية هي حضن حضاري ثقيل يمتد على مساحة العراق وسوريا ولبنان والاردن وفلسطين، لكننا نريد تحويلها من مفهوم مجرد للحضن الى حاضنة جغرافية حسية على امل أن تأخذ شكل الكيان السياسي الاقتصادي الذي يحفظ هذا الكم الحضاري والارث الثقافي غير المسبوقين في تاريخ البشرية.
واشار ايضا الى أن المشرقية ارث كبير لا يكفي ان نحافظ عليه، بل يجب أن نستثمره ونفعله لصالح خير انساننا فمشرقيتنا انفتاح وتنوع وهي تحتضن عروبتنا واراميتنا وكرديتنا.
كما كان من بين المتحدثين أمين عام اللقاء المشرقي السيد حبيب أفرام رئيس الرابطة السريانية الذي قال أن المشرقية لا تطلب حماية احد وترفض اي اعتداء لأية سيادة وأي خرق للقانون الدولي، والمشرقية ليست تفتيتا ولا تقسيما ولا انفلاقا ولا تهديما للاوطان بل على العكس تماما، المشرقية هي ضمانة لكل الاوطان ولكل انسان.
وألقيت في المؤتمر كلمات ومداخلات اخرى أكدت على المفهوم التضامني التشاركي من اجل وضع رؤية مستقبلية تصون المشرق من كل ما لحق به من سياسات ظلامية ارهابية هدفها تكريس القطيعة والتشرذم وتصحير هذه البلدان ديمغرافيا.
ومن بين هذه المداخلات، مداخلة للسيد وليم وردا ركز فيها على جانبين:
الاول تشخيصي اشار فيه الى ان ما حصل ويحصل في سوريا والعراق ومناطق اخرى من الشرق جاء نتيجة الكبت والحرمان الذي كانت تنفذه سلطات جائرة هدفها اختزال التنوع في اطار مناهج قومية وايديولوجية، استهدفت الاكراد والآشوريين والتركمان وغيرهم من المكونات الاساسية، مضيفا أن كل ما جرى من ابادة جماعية في التوصيف الدقيق، ابادة استهدفت هذه المكونات كبشر وثقافات ولغات واديان، وتطرق الى بعض الامثلة متناولا موضوع المسيحيين العراقيين، فقال أن العراقيين المسيحيين لم يهاجروا نتيجة فقر واوضاع اقتصادية سيئة، وانما بسبب العنف وقمع الحريات وغياب العدالة وعدم احترام التعددية القائمة على المشاركة، وعدم وجود إرادة فعلية لاصلاح الدساتير والقوانين، منوها بالمادة الدستورية 21 التي ما زالت منظمة حمورابي لحقوق الانسان تسعى الى تغييرها بعد ان تحولت الى المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية الموحدة، وهي مادة جائرة في كل المقاييس لأنها تعطي حق أسلمة الابناء غير المسلمين اذا أسلم احد الوالدين، في حين ينبغي أن لا يسري ذلك اذا اخذنا بالحقوق المتساوية لجميع العراقيين مسلمين وغير مسلمين.
أما الجانب الثاني من مداخلاته فقد دعا الى وضع آليات عمل وحلول ناجعة ترتكز على تحقيق العدالة الانتقالية واصلاح القوانين والدساتير، والعمل وفق التوجهات التي تضمن التمييز الايجابي الذي يشمل جميع المكونات واصلاح المناهج التربوية والتأكد من وجود مناهج للدول المشرقية تعمل على صيانة حقوق جميع المكونات في اطار من انظمة ديمقراطية تضع الجميع في خط شروع واحد من الفرص بعيدا عن أي أقصاء أو عزل أو تغييب.