- التأكيد على اهمية ان تكون نتائج المؤتمر مثمرة وان اختيار المشاركين جاء على وفق تجاربهم وخبراتهم المتنوعة
- الحوكمة والمؤسسات والنزعة الفردية مقابل النزعة الجماعية وكرامة المرأة انطلاقا من حقوقها والدين والتعليم هي العناوين التي ناقشتها المجموعات
- السيد وليم وردا يتناول في مداخلاته مشكلة الحوكمة والمؤسسات والضغوط التي تتعرض لها آليات العمل فيها
- السيد وردا يقترح ايجاد مرصد لقياس مدى احترام الكرامة الانسانية وايجاد ميثاق شرف من اجل ذلك
شارك السيد وليم وردا مسؤول العلاقات العامة في منظمة حمورابي لحقوق الانسان بأعمال المؤتمر الخاص بالكرامة الانسانية الذي عقد في العاصمة التونسية يوم 28 ايلول 2018 واشرف عليه معهد الولايات المتحدة الامريكية للسلام بالشراكة والتعاون مع المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية وقناة الحرة التلفزيونية وحضره شخصيات أكاديمية وخبراء يحملون تجارب متنوعة من بلدان عديدة شرق أوسطية ومن شمال أفريقيا.
المؤتمر استمر ليوم واحد وتضمنت وقائع افتتاحه كلمة للسيد ايلي ابو عون مدير مركز الولايات المتحدة الامريكية للسلام لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا، دعا فيها الى ان يكون لهذا المؤتمر نتائج مثمرة في ضوء المناقشات التي ستطرح، خاصة ان المشاركين يحملون خبرات وتجارب متنوعة في بلدانهم وان اختيار تونس مكانا للمؤتمر يأتي في ظل الانفتاح والاجواء الديمقراطية التي تتمتع بها..
كما تحدث ايضا في جلسة الافتتاح السفير الامريكي السيد البرتو فرنانديز مشيرا الى ان هذا المؤتمر هو الجزء الاول من سلسلة مكثفة يجري التمويل لها من NBN وقناة الحرة لدعم القيم التي تعزز الكرامة الانسانية، مثل التسامح والفكر الحر والنقدي ومسألة الحريات والمساواة وغيرها.
وفي اطار وقائع الجلسة الاولى تناول المفكر وأحد رواد حقوق الانسان في لبنان الدكتور وائل خير موضوع الكرامة الانسانية والمراحل التي مرت بها في اطار اهتمام المجتمع الدولي، وكيفية تغلغل الكرامة الانسانية الى القوانين الدولية والمسالك التي قادت الى تثبيت الكرامة في الاتفاقيات والمعاهدات والبروتوكولات الخاصة بحقوق الانسان، وبعد ذلك تم تقسيم المشاركين في المؤتمر الى اربع مجموعات، المجموعة الاولى تولت ادارتها الدكتورة منى فياض وكان من ضمن اعضائها السيد وليم وردا وتناولت المجموعة موضوع الحوكمة والمؤسسات، في حين تناولت المجموعة الثانية موضوع النزعة الفردية مقابل النزعة الجماعية وتولى ادارتها الدكتور عماد السلامي، اما المجموعة الثالثة فكانت بأدارة السيدة آمال جرامي والعنوان الذي درسته كرامة المرأة في ظل الحقوق التي ينبغي أن تتوفر لها، وتولى السيد هشام الهاشمي ادارة المجموعة الرابعة التي جاءت مناقشاتها تحت عنوان الدين والتعليم والاسبقيات الخاصة بهما وما ينبغي أن يكون عليه التعليم في بناء الشخصية المدنية اللازمة. وبعد نقاشات مستفيضة ضمن اللجان عرضت كل مجموعة أهم المخرجات التي توصلت اليها أمام بقية الفرق ، بعدها التم المؤتمر في حلقة نقاشية قدم اربعة من المشاركين لمحة عن المواضيع الرئيسية التي طرحت بشأن تعزيز الكرامة الانسانية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وعلاقتها لمنع نشوب الصراعات والقدرة على الصمود والأمن في المنطقة.
هذا وقد تداخل السيد وردا في اكثر من حديث واحد خلال مشاركته ضمن مجموعة الحوكمة والمؤسسات مركزا على حقائق من الميدان اشار فيها الى ان المشكلة التي تكمن في انظمة الحكم بمنطقتي الشرق الاوسط وشمال افريقيا أن القواعد المؤسسية لا تتوفر في اغلبها، واذا كانت هناك مؤسسات فأن اغلبها تدار بعقليات فردية وليس في اطار التفاعل والتكامل بين الآراء، وخلص السيد وردا الى ان معايير الحوكمة والمؤسسات تتعرض الى الكثير من الضغوط السياسية بفعل الاوضاع الاقتصادية المزرية والتدخلات الاقليمية والدولية في النسيج العام للدول في هذه المنطقة.
السيد وردا خلص في مداخلاته الى ضرورة اعتماد آليات فاعلة لمعالجة موضوع الكرامة الانسانية من منطلق ان يكون هناك مرصد لقياس مدى احترام الكرامة الانسانية في بناء مجتمعات سليمة وشاملة للجميع على وفق التوصيف الذي ورد في الورقة الاساسية للمؤتمر، وان ايجاد خطاب بديل يدعو الى الحلول السليمة في فض النزاعات أمر اساسي في اي تحرك بأتجاه تعزيز مفهوم الكرامة، لأن الحروب لا تجلب السلام بل الخراب والتدمير وتعميق الآلام، وان اتفاقيات جنيف لعام 1949 الخاصة بحماية المدنيين تمثل اساسا مهما للحفاظ على الكرامة الانسانية وعدم مسها، ولذلك لا بدّ من اعادة تفعيل هذه الاتفاقيات واعتماد المصادقة عليها شرطا دوليا لا يمكن التنصل عليه بأي حال من الاحوال، وهذا يقتضي من اصحاب الشأن العمل بموجب آليات ثقافية واعلامية تعزز ذلك، وتنظيم استبيانات للمعرفة والاطلاع على ما يراه المواطنون من توجهات تخدم حماية كرامتهم والنأي عن أية توجهات تحط من هذه الكرامة ووضع نتائج تلك الاستبيانات على مائدة التنفيذ الاعلامي والثقافي كمعيار اخلاقي، والدفع بأتجاه ايجاد ميثاق شرف في منطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط يمثل ألتزاما بالمبادئ التي تصون الكرامة الانسانية وبالامكان الاكتتاب على انجاز هذا الميثاق من اجل وضع معيار في ذلك يكون مادة وعنوانا مشتركا للجميع، وان يخرج هذا المؤتمر بلجنة دائمة تتابع ما يتمخض عنه من آليات تنفيذية والاّ في ان جهود المعنيين به ستضيع مع انفضاض اعماله.
هذا وقد كانت قناة الحرة قد التقت السيد وليم وردا في تونس على هامش المؤتمر حيث عبر عن الاشكالية التي تواجه الكرامة الانسانية ومستوى التحديات في ظل استمرار العنف والنزاعات في المنطقة، وان استحقاقات فرض الامن في اغلب الاحيان يكون على حساب التجاوز على حقوق الناس وانتهاك كرامتهم، وان خلق التوازن بين عملية فرض الأمن واحترام الكرامة الانسانية ليس سهلا في اوضاع مثل العراق وسوريا واليمن وغيرها.