الجيش قتل شعبنا في سميل
عام 1933 وافق المجرم الشوفيني العقيد بكر صدقي احد قادة الجيش العراقي للتصدي لدعاة الحق من ابناء الشعب الاشوري في القصبات والقرى القريبة من قضاء سميل التابع الى محافظة دهوك حاليا ً .. بعد التحريض المبرمج من قبل الانكليز للحكومة العراقية، والتي بدورها قامت بتهيئة لهذه الابادة من خلال الحشد السياسي والاعلامي والشعبي .. أعطيت الاوامر للمجرم المذكور .. فتقدم هو وجلاوزته الطائفيين واستعمل القوة المفرطة بكل وحشية، فحرق القرى وقتل آلالاف !! من الاطفال والنساء والشيوخ، وشرد الناجين من العوائل الى خارج الحدود بتغطية واسناد كامل من سلاح الجو البريطاني الغادر.
كان فخورا ً لفعلته الدنيئة هذه، وكرم لإجرائمه !! لانه سطر الامجاد والبطولات لهذا الجيش الذي يستعمل اسلحته ضد ابناء الرافدين في كل الأزمنة والاوقات، ومنذ تأسيس الدولة العراقية ولحد الان، وجميع المراتب في الجيش العراقي هي دمية بيد الرئيس يستعملها متى ما شاء والجنرالات جاهزون لارتكاب المجازر، ضد كل من يطالب باي حق ومهما كان.
وقطعات الجيش العراقي لها تاريخ غير مشرف في الاراضي العراقية وكانت هذه المؤسسة للسلطة وليس لحماية الدستور او الحدود او الشعب، او تقديم المساعدة في الكوارث الطبيعية مثلما هو معمول به في مختلف دول العالم المتحضر، وقد ارتكبت مئات الجرائم بحق الشعب، وكانت هذه المؤسسة غير العقائدية منحازة للسلطة الحاكمة دائما ً، وجرائمها أوصلت العراق الى ما هو علية الان .. لو كان لها موقف وطني لما اطلقوا النار على صدور العراقيين .. والتاريخ يشهد على ان الجيش لم يقف مع العراقيين منذ تاسيسه في 6 / كانون الثاني من عام 1921 ولحد الان سوى مرة واحدة وكانت في وثبة كانون عام 1948 عندما وقف الجيش مع الشعب ..وفيما عداها ارتكب الجرائم واغتال احلام المواطنين في مناطق الاهوار واغلب مدن الجنوب، ومحافظات اربيل ودهوك والسليمانية فقتل الآلاف وهجر الآلاف .. والمواقف التي سجلت لصالحه كانت فقط مشاركته في حرب عام 1967 وحرب تشرين عام 1973.
والجيش العقائدي هو الذي ينتصر لإرادة الشعب ويكون حامي للسلم الاجتماعي، ويكون له دور كبير في الحفاظ على مفاصل الدولة، وان يكون له القرار المستقل وان يبتعد عن حماية الحاكم المستبد، وان لا يكون جيشا ً لمذهب او قومية بل جيشا ً لكل العراقيين، وعلى الجيش الذي خرج عن ثكناته عام 1958 عليه العودة اليها بعد استقرار الوضع العام في العراق.
ان احداث سميل تاريخ مليئ بالحزن والالم والحسرة لدماء هذا الشعب المظلوم الذي سال في سميل ( وجبل به خير ) والقرى المجاورة وصولا ً لنهر خابور .. وقد ضربت القرى الكلدانية المحاذية للنهر لاسيما ابناء قرية ( ديره بون ) مثلا ً للإنسانية والشجاعة والمجازفة وبرغم وجود عناصر الجيش المنتشرين في مرتفعات هذه القرى .. كانوا يقدمون المساعدات الغذائية يوميا ً للجيش الاشوري الذي كان يقوده ملك ياقو رحمه الله الذي بنى علاقات متميزة مع وجهاء هذه القرى ومع هؤلاء الابطال الذين كانوا ينقلون المساعدات في الليل.
ونحن نستذكر شهداء سميل نرى انها فرصة للتفكير والمراجعة لكافة القوى السياسية الى التفاهم وإدامة الحوار وايجاد الاسس الفاعلة للعمل المشترك في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها البلد لتبني القرارات المهمة التي تخص حقوق شعبنا من خلال تفعيل تجمع التنظيمات السياسية لشعبنا للانفتاح على كافة الاحزاب والمؤسسات القومية والناشطين والاعلاميين والكتاب لتشكيل قوة ضغط للقرارات المصيرية في داخل العراق وخارجه.
والمسيحيون في العراق اليوم هم بحاجة الى هذه الوحدة، ومن ثم التحرك للمطالبة بدعم من الحكومة العراقية والمجتمع الدولي لانهم يمرون بظروف صعبة ولديهم خوف من المجهول بسبب التحديات، وتاتي في مقدمتها مسألة الامن والنهج الطائفي المعمول به، الى جانب التهميش، والتغيير الديمغرافي الذي بدأ في اغلب مناطق تواجد شعبنا، والمضايقات المستمرة في الدوائر والكليات والمدارس، وقلة فرص العمل ناهيك عن حجم الانتهاكات والضغوطات اليومية الآخرى.
املنا ان لا يرى شعبنا اي مكروه والمجد لشهداء سميل ولكل شهداء الشعب الكلداني السرياني الاشوري في العراق.
hamid_murad@yahoo.com