أقام البابا فرنسيس الأحد القداس الختامي في إطار الأيام العالمية للشبيبة في ريو دي جانيرو أمام حشد هائل تجمع على شاطئ كوباكابانا البرازيلي ناهز ثلاثة ملايين شخص.
وأعلن البابا أن اللقاء المقبل للأيام العالمية للشبيبة سيعقد عام 2016 في كراكوفيا في بولندا موطن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الذي سيعلن قديسا في نهاية السنة الحالية.
وطلب البابا من الشبان الكاثوليك إعلان إيمانهم "من دون خوف"، مؤكدا لهم أن "الإنجيل هو للجميع".
وخاطبهم البابا فرنسيس في عظته قائلا "كان من الجميل جدا أن نشارك معا في اليوم العالمي للشبيبة ونعيش الإيمان مع الشبان والشابات الآتين من مختلف أنحاء العالم" مضيفا "أن الرب يدعونا اليوم إلى تقاسم هذه الخبرة مع الآخرين ونقلها إليهم".
وتابع البابا فرنسيس في عظته "على مدى الأيام القليلة الماضية عشتم الخبرة الجميلة، خبرة اللقاء بيسوع كما شعرتم بفرح الإيمان. لكن خبرة هذا اللقاء يجب ألا تبقى منغلقة في حياتكم الفردية وضمن الجماعات الراعوية الصغيرة أو الحركات أو الجماعات، لأن هذا الأمر يأتي بمثابة حرمان الشعلة المتقدة من الأوكسيجين".
وقال أيضا "لا يعاملنا يسوع كالعبيد والخدام، بل يعاملنا كرجال أحرار، كأصدقاء وأخوة. ولا يرسلنا فحسب، بل يرافقنا ويبقى على الدوام إلى جانبنا في رسالة المحبة هذه".
وأكد البابا أنه "لا توجد أي حدود أمام دعوة المسيح. إن الرب يدعونا كلنا. الإنجيل هو للكل وليس للبعض. ليس موجها فقط إلى الأشخاص القريبين منا والمستعدين للإصغاء إلى الكلمة وقبولها. إنه موجه للجميع حتى للأشخاص البعيدين الذين يبدون غير مبالين بالبشارة".
وحمل بعض المشاركين في القداس صورة كبيرة للبابا فرنسيس الذي أضفى دينامية كبيرة على الحضور رغم سنواته الـ76 وتمكن من جذب الشبان بصراحته وكلامه الودي.
رؤساء البرازيل والأرجنتين وبوليفيا يحضروا القداس
وشارك في القداس كل من رئيسة البرازيل ديلما روسيف ورئيسة الأرجنتين كريستينا كيرشنر ورئيس بوليفيا ايفو موراليس.
وتعقد الأيام العالمية للشبيبة الـ28 تحت شعار الجملة الواردة في الإنجيل التي تقول "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم".
ويلتقي البابا أساقفة أميركا اللاتينية بعد الظهر قبل أن يغادر إلى روما مساء في الساعة السابعة مساء.
البرازيل أكبر تجمع للكاثوليك
وتضم أميركا اللاتينية أكبر تجمع للكاثوليك في العالم إلا أن الكنيسة الكاثوليكية تواجه في هذه المنطقة منافسة شديدة من الكنائس الإنجيلية التي توسعت كثيرا فيها.
وقال المتحدث باسم الفاتيكان إن أكثر من ثلاثة ملايين شخص حضروا القداس على شاطئ كوباكابانا، بينهم مليونان ناموا في العراء حيث أقاموا الصلوات ليلا بانتظار قداس الأحد.
وعبر البابا على متن سيارته المكشوفة الكيلومترات الثلاثة بين قلعة كوباكابانا والمنصة حيث أقيم القداس.
وتوقف مرارا ليقبل أطفالا أو ليبارك الحشد الذي كان يهتف له بقوة.
وقال الفاتيكان إن 60 كاردينالا و1500 أسقف و11000 كاهن حضروا القداس.
ومساء السبت دعا البابا فرنسيس الشباب الكاثوليك إلى اتباع خطى يسوع المسيح من خلال الانخراط في القضايا الاجتماعية والسياسية من أجل "تغيير العالم".
وعصر السبت كان رهبان يتجولون على الشاطئ وسط شبان رعيتهم في لباس البحر. بعضهم كان يصلي في جماعات فيما كان البعض الآخر يلعب كرة القدم أو يرقص الـ"ماكارينا".
وفي وسط الليل كان شاطئ كوباكابانا أشبه بمخيم شاسع للاجئين.
فقد غص الشاطئ بالحجاج فاضطر آلاف آخرون للنوم على قارعة الطرق والأرصفة جنبا إلى جنب في صفوف متراصة.
وامتلأت حتى شرفة بار يعتبر من أشهر أماكن البغاء في كوباكابانا الحي البوهيمي والسيئ السمعة ليلا.
واظهر استطلاع لصحيفة "فولها" إن حجاج الأيام العالمية للشبيبة يعارضون الإجهاض (75 في المئة) والزواج بين مثليي الجنس (67 في المئة) لكنهم يؤيدون وسائل منع الحمل أكان بواسطة حبوب منع الحمل (53 في المئة) أو الواقيات الذكورية (65 في المئة).