- وفد من منظمة حمورابي لحقوق الانسان بصحبة وفد منظمة انسانية وحقوقية في جولة تفقدية واسعة للجانب الشرقي من مدينة الموصل
- السيدان لويس مرقوس ايوب ويوحنا يوسف توايا يتفقدان بصحبة الوفد الأجنبي مخلفات التخريب والتدمير الذي ارتكبته داعش ضد حواضن حضارية عظيمة لنينوى
- الوفد يجري حوارات مع مواطنين عاشوا أسوا السنوات تحت نير عبودية الارهاب
- الوفد يلمس مشاعر الشكر والامتنان والتقدير والاعتزاز بانجازات القوات العراقية في التحرير
زار وفد من منظمة حمورابي لحقوق الانسان يوم الاحد الموافق 25 حزيران 2017 ضم كل من السيد لويس مرقوس أيوب نائب رئيس منظمة حمورابي لحقوق الإنسان والحقوقي يوحنا يوسف توما رئيس فرع المنظمة في أربيل بصحبة إحدى المنظمات الدولية عدداً من المراقد الدينية من الجوامع والكنائس والاديرة وعدد من المواقع الاثرية في الساحل الايسر من الموصل .
كانت البداية في جامع النبي يونس الذي بني على أطلال دير مسيحي فوق تل أثري يحوي أثراً أشورية عظيمة منها قصر الملك العظيم أسرحدون الذي كان قد جعل الماء متوفرا في جميع انحاء نينوى خاصة في فترة ارتفاع حرارة الطقس،وساعد هذا في زيادة مساحة الاراضي المزروعة في جميع انحاء نينوى، وأمد الحدائق العامة بالمياه وأنشأ المستنقعات لادخال السرور في قلوب السكان التي وصل عددهم الى ما يقارب المائة والخمسين الف نسمة . وقام المتطرفون الارهابيون بتفخيخ المرقد ونسفه بالكامل أمام جمع من الناس .
كما إستطلع الفريق الموقع الأثري الواقع تحت بناء الدير من خلال الدخول في الانفاق التي حفرها داعش داخل التل الاثري لسرقة الاثار النفيسة لقصر الملك أسرحدون، كما يحوي التل على دير مسيحي بالاضافة الى قصر الملك الاشوري اسرحدون، وقد إطلع أعضاء الوفد على ما حصل من دمار في أثار الدير والقصر الاشوري بفعل العبث والسرقة الحاصلة في محتوياتهما .
وبعد ذلك قام الوفد بالتجول في عدد من أحياء وشوراع وأسواق الموصل للوقوف على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتعرف على أحوال العوائل العائدة الى دورها في هذه الاحياء والتي بدأت الحياة تدب فيها من جديد، حيث شاهد الوفد حجم الدمار الحاصل في سور نينوى و وتحديداً في باب المسقى وباب نركال اللذين حولهما داعش الى ركام .وعند الوصول الى حي الشرطة توجه الفريق الى كنيسة مار أفرام للسريان الارثودكس التي تقع في حي الشرطة مقابل جامعة الموصل ليجد أن حجم الدمار وتدنيس موجودات الكنيسة وصل الى درجات لايمكن وصفها من شدة الهول الذي وقع عليها، حيث لم يبق التنظيم منها سوى هياكل لا تصلح لشيء سوى أن تبقى شاهداً على عنجهيته وأيديولوجيته الاقصائية والتدميرية للأخر بعد أن أزال ودمر جميع الشخوص الدينية ومحاولة وأهانها بأسوأ الاشكال، إذ تم إستخدام بعض من مرافق الكنيسة لممارسة الرذيلة مع المسبيات من الاخوات الايزيديات.
وبعد خروج الوفد من الكنيسة التي كانت أحد معالم الحضارة والتنوع والاخاء والمحبة في مدينة أم الربيعين ( الحدباء) نينوى العظيمة والتي حولها التنظيم الارهابي إلى أنقاض ودمار وخراب، توجه أعضاء الوفد وهم في وضع نفسي صعب لما شاهدوه ورأوه من دمار وخراب في أحد معالم المدينة، توجه الوفد لأخذ إستراحة قليلة أمام أسواق كرزات وحلويات تاج العروسة والشام الكائنة أمام جامعة الموصل عله يحاول التخفيف عن بعض الالم والحسرة والغضب الذي أحس به مما شاهده من حجم الدمار في الكنيسة ومرافقها الروحية والادارية. لكن ذلك لم يسعفه بشيء فكانت أبنية جامعة الموصل المقابلة لهذه الاسواق هي الاخرى تشكو للمارة ما فعله الارهاب في كلياتها ومعاهدها ومختبراتها وملاعبها من دمار وخراب، فحيث ما تحرك الوفد الى حي الحدباء وحي المدراء العامين كان يشاهد الدمار والخراب الحاصل بفعل التنظيم الارهابي في مرافق الجامعة العريقة .
وكانت المحطة التالية هي حي الحدباء والمدراء العامين، حيث التقى الوفد بإحدى العوائل من أهالي الموصل ممن كانت طيلة فترة وجود داعش باقية تحت نيره، وقد إطلع الوفد على حجم المعاناة التي لحقت بهذه العائلة وباقي العوائل الاخرى بسبب ممارسات داعش الوحشية وفرضه لسلوكيات وممارسات إجتماعية غير مقبولة في اللبس والمظهر والتدين، حيث أعربت العائلة عن فرحتها الكبيرة بتحريرها من نير داعش ومما كانت تتلقاه من عقوبات تفرض من قبل عناصر هذا التنظيم لمخالفتهم تعليماته وما يصدر من فتاوي منه. حيث حرمان الطلبة والتلاميذ من المدارس وسوق الكثير منهم الى مبايعته وحمل السلاح معه ، وإجبارهم على مشاهدة مايقوم به التنظيم من تنفيذ عقوبات الاعدام وقطع الايادي والرمي من الاسطح في مناطق عديدة في الموصل على من كان يعصي أوامره ، كما أكدت العوائل أن الابلاغ عن رفضها لكل من كان يقف الى جانب التنظيم ويدعمه وهم يقومون بالإبلاغ عنه للسلطات الأمنية والعسكرية من أجل بتر هذا التنظيم وعدم السماح له بالظهور مرة أخرى.
وكان ألم وحزن الوفد أشد في زيارته دير مار كوركيس الشهير في حي العربي الذي على تل مرتفع كحارس للمدينة، وفي الطريق الى الدير شاهد الفريق حجم الدمار الذي أصاب دير الراهبات للقلب الأقدس ( دير النصر ) ، وبعد وصوله الى دير مار كوركيس كانت الألم أكبر ,اكبر بعد ما شهد من حجم الدمار والخراب في الدير التاريخي العريق الذي كان يأتي إليه الجميع من مختلف الانتماءات الدينية ليطلب الشفاعة منه .وبعد جولة تفقدية في مرافق الدير كانت المشاهدات لوقائع الدير تشير الى حجم عبثية ووحشية تنظيم الدولة الاسلامية " داعش" لا توصف في تخريب معالم الدير جميعها، من خلال حجم الدمار الذي أصاب الدير والكنائس الملحقة به والتدنيس الذي فعله التنظيم فقد ألحق التنظيم الخراب والدمار في كل أرجاء الدير وكنائسه القديمة والجديدة منها وكل المرافق الإدارية الخاصة بالرهبان، كما كانت الاضرار والتدنيس واضحة في مقبرة الدير حيث أزال التنظيم الشخوص والصلبان من أضرحة الموتى وجرفها.
المحطة الاخيرة للوفد كانت التوجه إلى مركز قضاء تلكيف الذي تحرر قبل عدة أشهر من التنظيم ، اذ تفقد الوفد أزقة القضاء التاريخية للوقوف على أوضاع الأهالي فيه وأحوالهم، فقد زار الوفد عدداً من المزارات الدينية والكنائس الموجودة في البلدة، وإضطلع على حجم التدمير الحاصل في تلك المرافق الدينية المسيحية التي دنست جميعها وتعرضت الى النهب والتدمير لجميع نفائسها، فقد مارس التنظيم الارهابي مختلف اشكال الدمار فيها ، كما التقى الوفد بعائلة مسيحية كانت قد بقيت تحت نير وظلم داعش الارهابي والذي صادر داعش منها دارين سكنيين كانت تملكها وحرمها من إستلام السلة الغذائية كونها غير مسلمة ولا يحل لها أن تأخذ من مال المسلم بحسب شريعة داعش لولا بعض الاهالي ممن كانوا يعاملونها برفق لكانت هي وزوجها المعاق في عداد الموتى.
وفي كل ذلك لمس الوفد الزائر لمس اليد مشاعر الشكر والامتنان والتقدير والاعتزاز لكل القوات العراقية البطلة التي ساهمت في التحرير، ولكل المدنيين الذين احتشدوا معهم على هذا الطريق، ولعل ما يؤرخ لقيمة هذا الانجاز العسكري الكبير هو ان تكون هناك إجراءات حكومية للأعمار وتأهيل الخدمات لتعجيل عودة النازحين.