وطنية البطريرك ومبادرة عمار الحكيم
قبل ان يجلس سيادته على كرسي البطريركية عاش واقع الحال كعراقي أصيل وتنقل بين بغداد والموصل وكركوك خلال العشر سنوات الماضية، والتي باعتقادنا الشخصي تشكل خبرة مضافة وإضافية كونها تراكمت خلال الحروب والقتل والتهجير والموت حيث تعرض هو وكنيسته لانفجارات عدة ورأى الموت بام عينيه، لذا تعتبر خبرة 10 سنوات تساوي خبرة نصف قرن في الظروف العادية، وما كتبناه سابقاً بخصوص سيادته وقلنا: انه رجل المرحلة مستندين إلى معاناته كرجل دين وكحقوقي ومدافع صلب لحقوق شعبه دون ان يفرق بين كلداني وسرياني وآشوري وارمني وعراقي، وما احتضانه العوائل المهجرين في كركوك والسليمانية ومساعدته العوائل مهجري الموصل لوجبتين 2008 خير دليل على ماذهبنا إليه بتسميتنا لشخصه الكريم انه رجُل المرحلة وابن السلام، (البعض سيقول : شدعوى هل مدح؟ ) نقول : هي الحقيقة ونقولها بوجه الملك، ودليلنا هو منحه أوسمة حقوق الإنسان ورَجُل السلام من ايطاليا وألمانيا والفاتيكان خلال الفترة المنوه عنها، أي منذ 2003 ولحد الآن إضافة إلى اختياره على رئاسة الكنيسة الكلدانية
إشكالية السياسة والدين في مبادرته
كانت مبادرة البطريرك الجليل لتقريب وجهات نظر القادة السياسيين وضرورة الجلوس على مائدة الحوار صدى واسع وقبول من جانب الجميع، ولكن البعض من جماعتنا كان له رأي آخر بهذه المبادرة وعلى ضوء تصريحات سيادته الأخيرة بخصوص واجبات الكنيسة الروحية ودور العلمانيين، بقولهم: أليست مبادرة البطريرك ساكو سياسية؟ فلماذا يقول: واجب الكنيسة روحي ونترك موضوع القومية والسياسة للعلمانيين! فهل هناك تناقض؟ او إشكالية؟
جوابنا: نعتقد ان الخبرة التي تكلمنا عنها في المقدمة هي الجواب الشافي للتساؤل، كيف ذلك؟ قالوا عنه:
ان موضوع القومية والسياسة هي للسياسيين؟ مو حضرتك تعمل بالسياسة عندما تتنقل من قائد إلى آخر لتقريب وجهات النظر! وهو موضوع سياسي بامتياز! أهذه ليست سياسة؟ هذا الكلام سمعناه في جلسات واجتماعات خاصة وعامة، أين الإشكالية؟
المعنى
يعني لا يمكن لأي كان التدخل في شئون الكنيسة وخاصة الخاصة منها،وإلا أصبحت خان شغان لوجود مختصين روحانيين لا يمكن التدخل بشئونهم الروحية لأنك أنت علماني غير متطوع لخدمة مذبح الرب لذا تكون غير مؤهل للدخول إلى قدس الأقداس كون درجتك الكهنوتية لا تسمح لك بذلك؟ فكيف كونك علماني؟ (تراوغ وتكذب للوصول إلى الهدف! فهل رجل الدين هكذا يا ترى؟) لماذا وضع نظام الرتب الكنسي؟ اما ان كانت هوسا (فوضى) والأمر يتعلق بضعف الثقافة والقيم والأخلاق والآداب العامة فهذا شأن آخر يمكن معالجته بالقوانين المرعية، وهناك نظام وقوانين كنسية وضعت قبل عدة قرون وتطورت لحد اليوم وهي مجموعة قوانين الكنائس الشرقية وتطبيقها على الكنيسة خاصة وفيها فصل يخص العلمانيين، وتضم 1546 قانون، ومن يرغب الاطلاع عليها يمكن ان نزوده ما يحتاجه منها
نحن داخل السياسة
كلنا نعلم بان السياسة هي فن الممكن وتوظيف كل الوسائل (منها الكذب والغش) للوصول إلى الهدف، أليس كذلك؟ ويقوم هذا السياسي للوصول إلى هدفه بهذه الوسائل منها الوسخة والشريفة، فهل رجل الدين له نفس الأهداف ونفس الطرق والوسائل؟ هل افتهمنا ما يقصده البطريرك الجليل لنترك السياسة والقومية ،، الخ إلى السياسيين؟ أليست هذه دعوة للمحافظة على نظافة الاكليورس ونظافتنا وإيماننا من شائبة السياسة والتحزب؟ من جانب آخر: أليس بربكم هناك فرق بين تحرك لشخص وقائد سياسي لجمع الشمل؟ وبين رجل دين للم الشمل؟ والفرق بينهما معروف كون الأول سينحاز حتماً إلى فكره وحزبه وطائفته ومذهبه اما الثاني رجل الدين (البطريرك) ليس له مصلحة شخصية ولا طائفية ولا مذهبية سوى مصلحة الوطن وحقوق شعبه الأصيل! وهكذا كانت مبادرة السيد عمار الحكيم الموقر موضع ترحيب وتأييد من رؤساء كنائسنا جميعاً، واعتبرعراب لقاء الإخوة الأعداء الذين حتماً سيجلسون ويتحاورون ولكنهم يحتاجون إلى نية صافية وإرادة حرة لكي يصلوا إلى الانفراج المتوقع للازمة الحالية ونتمنى ان لا تكون موقنة
2/6/2013