المطران الدكتور يوسف توما
- ميكانيكية القيم الانسانية تقتضي مجالا معرفيا عادلا للدين والسياسة والتربية
أوضح نيافة المطران الدكتور يوسف توما وجود تكامل بين السياسة والدين والتربية في اية توجهات يراد بها اصلاح المجتمعات وتأهيلها انسانيا، وان نجاح هذه الميادين الثلاثة في التكامل من شأنه ان يؤثرايجابيا في الشخصية الانسانية لأي مجتمع من المجتمعات .
توضيحات المطران يوسف توما جاءت خلال محاضرة له بعنوان دور العلوم الانسانية في بناء القيم وتفعيل مفهوم المواطنة القاها مساء السبت 7/10/2023 على احدى قاعات اكاديمية العلوم الانسانية في بغداد وحضرها جمع من النخب الاجتماعية والاكاديمية وناشطين حقوقيين وقد شاركت منظمة حمورابي بالحضور من خلال الاستاذ وليم وردا مدير العلاقات العامة في المنظمة وعادل سعد المستشار الاعلامي فيها وحسين الطائي عضو الهيئة العامة .
المحاضر المطران توما اشار الى ان العقود الخمسة الاخيرة تميزت بتلسيط الضوء على ما حدث في العالم من تقلقل وحروب وصلت الى كل من الدين والسياسة والتربية الامر الذي حول اغلب المجتمعات الى مجتمعات مشلولة تبذل المزيد من الجهد لاعادة توازنها، وتوقف عند ظاهرة العولمة التي اقحمتنا في اشكال متعددة ونظم كثيرة في عالم اصبح كالقرية الصغيرة.
الباحث اضاف ان الدين والسياسة والتربية هي الخبرات وان على المجتمعات الانتظام فيها، من خلال مناهج عادلة تصون الحقوق الانسانية انطلاقا من هذه الخبرات والافادة من انعكاساتها الايجابية في بناء شخصية الانسان على اسس قويمة .
واضاف عندما يقوم المجتمع ما بالاهتمام بنزعة السيطرة, ينتظم تلقائيا كل من الدين والسياسة والتربية، فيتغير النهج :
ولن يعود الاعتماد على الماضي فقط، بل يتجه الناس الى الحاضر والمستقبل، فيمتلئ العالم بنظريات غير ايديولوجية، ويصير الزمام بيد المحللين للاهوت والسياسة والتربية، ويحل عصر المعاجم والموسوعات، وتصبح المعرفة اهم ما في كل خبرة دينية كانت او سياسية او تربوية، وتكثر الكتب في المكتبات وعلى الأرصفة وتتراكم الاثار في المتاحف ويتسابق محبو المعرفة الى المدارس والجامعات، ويتوزع الناس في الأروقة والشوارع والمسارح ليتعمقوا ما على الأرض وتحتها، ما في الفضاء وفي أعماق البحار.
ان دور العلوم الانسانية في بناء القيم وتفعيل المواطنة، ليست مجرد أمنية فحسب بل جوابا ومفتاحا .
فكل ما يخص الانسان يبدأ بالبحث عن الحقيقة، وهو يستحق الشرعية. فيصبح التاريخ حيا وفاعلا، لأن غذاءه الدهشة ومقوده المعرفة . فالشرائع اذن مجرد نظم عليها أن تنفتح على التعجب لتزداد خصوبة ونعمة ومعرفة، والتاريخ شاهد على ان كل اختلال في توازن هذه الخبرات الثلاث قاد الى الشلل أو ألى المآسي . لذا تأتي العلوم الانسانية لتضع ميكانيكية فكرية تغطي كل الحيز البشري وتدفع كل مفكر ان يصل الى تحليل التقاطعات بين كل من الدين والسياسة والتربية، فيقرأ ويسمع ويفسر، ثلاثة أعمدة قوية لتماسك المجتمع .