فيما نحتفل باليوم الدوليّ للمرأة، نودّ أن نحيّي ونكرّم أجيالاً من النساء والفتيات حوّلْنَ مجتمعاتنا تحوّلاً جذريًّا من خلال دفاعهنّ عن حقوق الإنسان ومطالبتهنّ بالمساواة – غالبًا في ظلّ تحدّيات مروّعة وتضحيات شخصيّة عملاقة.
وبفضل عمل هؤلاء المدافعين عن حقوق الإنسان الدؤوب في أصقاع الأرض كلّها، شهدنا، في خلال العقود الأخيرة، تقدمًا ملحوظًا في مجال حقوق المرأة. ففي الأشهر الستة الماضية وحدها، شغلت نساء في إثيوبيا وتونس وكوستاريكا والولايات المتّحدة وغيرها من البلدان الأخرى، مناصب سياسيّة مهمّة وطالبن علنًا بتمكين المرأة وبالمساواة بين الجنسّيْن. وفي العقد الماضي، ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل وبلغت حوالى 49 في المائة. كما انخفض معدل وفيّات الأمهات بشكل ملحوظ في بلدان مختلفة ومن بينها الهند مثلاً. هذه بعض جوانب التقدم الملموسة، ولكنّ الدرب لا يزال طويلاً أمامنا، ولا بدّ لنا من أن نبذل المزيد من الجهود. ومن المهمّ للغاية أن نصوغ التشريعات والسياسات بمشاركة المتأثرات بها الفاعلة – النساء من مختلف المجموعات، بما في ذلك الأقليات، والسكان الأصليّين، والفقراء، والمعوقين، والمسنّين، والشباب.
نحيّي شجاعة وإصرار النساء في جميع أنحاء العالم، اللواتي أطلقن حركات اجتماعيّة جبّارة، وفضحن بكلّ جرأة العنف الذي عانين منه وغيرها. وها نحن اليوم، في اليوم الدوليّ للمرأة، نوجّه دعوة طارئة وفوريّة إلى الحكومات والمشرّعين والسلطات القضائيّة في جميع أنحاء العالم، كي يعتمدوا على زخم الحركات الاجتماعيّة ضد العنف القائم على نوع الجنس. فالتحيّزات الجنسانيّة المترسّخة تولّد عقبات رئيسة تعيق وصول المرأة إلى العدالة والانتصاف، ومن المهمّ جدًّا تدريب القضاة وضباط الشرطة وغيرهم من المعنيّين، كي لا يؤدي التحيّز اللاواعي إلى عرقلة حماية المرأة وتحقيق العدالة.
ونشيد بالناشطين والحركات الرائدة التي تسعى إلى تحويل القلوب والذهنيّات – فترفض الوحشيّة والتمييز والعنف.
في اليوم الدوليّ للمرأة وفي كلّ يوم، علينا جميعنا – لا سيّما الرجال والنساء من بيننا الذين يتمتّعون بالقوة والنفوذ لإحداث تغيير – أن ندافع عن المدافعات عن حقوق الإنسان اللواتي يقدن النضال من أجل تحقيق عالم أكثر مساواة وعدلاً. ولا يجدر أبدًا أن يتمّ تقويض قوّة أصواتنا المشتركة. أنا أدافع عنها. وأنتم؟.
فلنحتفل بيوم المرأة الدوليّ!
يومًا سعيدًا!