منظمة ميزوبوتاميا الفرنسية تدشن مشروعها في حماية الارث المسيحي في العراق بدعم من منظمة حمورابي لحقوق الانسان
- وفد فرنسي صاحب مشروع حماية الذاكرة العراقية بالشراكة مع منظمة حمورابي لحقوق الانسان يختتم زيارة الى بغداد بعد لقاءات موسعة وجولات على تراث العاصمة
- الوفد الذي ضيفته منظمة حمورابي لحقوق الانسان يعقد نشاطا موسعا برعاية غبطة البطريرك مار لويس ساكو ومنظمة حمورابي
- الباحث الفرنسي باسكال مكاسيان : العراق بلد غني بحضارته التي تستحق الحماية والصيانة لأنها أرث انساني عظيم
- نخب حقوقية وعلمية عراقية تشيد بخطوة الوفد وتؤكد امتنانها لهذه المبادرة التراثية
- مشروع الوفد لتوثيق مئة كنيسة ودير مسيحي ومعابد ايزيدية طالتها جرائم داعش
أختتم وفد فرنسي زيارة الى بغداد استغرقت ثلاثة ايام 20، 21، 22 نيسان 2018 وغادر الى فرنسا بعد ان كان ضيفا على منظمة حمورابي لحقوق الانسان، وجاء الى العراق في اطار مهمة استقصائية عن الذاكرة الارثية العراقية وذلك بتوثيق اماكن العبادة المسيحية والايزيدية التي طالتها جرائم داعش بالتدمير والنسف والازالة التامة وتألف الوفد من السيدة ماري انج رئيسة منظمة ميزوبوتاميا والسادة باسكال مكاسيان المدير التنفيذي في هذه المنظمة و أتيان رئيس منظمة القديس ايرينادس والأب مهند الطويل.
لقد تضمن جدول اليوم الاول من زيارة الوفد تنظيم لقاء موسع برعاية غبطة البطريرك مار لويس ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم ودعم منظمة حمورابي لحقوق الانسان، وحضر هذا النشاط عدد من الدبلوماسيين المعتمدين في بغداد وممثلين عن الامم المتحدة والعديد من الناشطين الحقوقيين واكاديميين واصحاب رأي وعدد من كوادر واعضاء الهيئة العامة في منظمة حمورابي لحقوق الانسان، وقد رحبت السيدة باسكال وردا بالوفد واشارت الى أهمية هذا المشروع الانساني والتراثي لحماية الذاكرة التاريخية والدينية العراقية، في حين ركز غبطة البطريرك ساكو على اهمية مشروع من هذا النوع لصيانة التنوع واعادة ترميم المعالم الدينية التي طالها عبث داعش.
وبعدها قدم الباحث الاعلامي الفرنسي مكاسيان عرضه عن المشروع موثقا بالصور والاشارات التحريرية الكتابية متناولا مئة معلم ديني اطالهم التخريب الداعشي.
هذا وجرت على هامش اللقاء عدة مداخلات اشارت الى المسؤولية الحضارية لحماية ارث جميع المكونات العراقية.
وشهد اليوم الثاني من الزيارة وبرفقة رئيسة منظمة حمورابي تنظيم جولة حرة في ارجاء بغداد شملت الاسواق والحارات التراثية، وكذلك التوقف عند كنيسة أم الاحزان في الشورجة وكنيسة سيدة النجاة في الكرادة التي طالها التخريب الارهابي وكيف انها عادت الى ما كانت عليه من حضور ايماني وروحي.
أما اليوم الثالث فقد اصطحبت السيدة باسكال وردا الوفد في زيارة الى المتحف الوطني ومتحف بغداد والقصر العباسي والمدرسة المستنصرية وغيرها من المعالم الاثارية التي تبين عمق واصالة حضارة وادي الرافدين ومنزلة بغداد التاريخية، واجرى الوفد حوارات مع العديد من العراقيين الذين عبروا عن امتنانهم لخطوة الوفد في المساعدة على حماية تراث بلادهم.
يشار الى ان السيد باسكال مكاسيان قد صرح لمندوب شبكة نركال الاخبارية عن اعتزازه بالنشاطات الحقوقية الميدانية المتميزة التي تضطلع بها منظمة حمورابي لحقوق الانسان، مضيفا ان العراق غني بحضارته وان حماية المعالم الحضارية التي يتميز بها هذا البلد من مسؤولية الانسانية جمعاء للقيمة العليا التي تتميز بها هذه الحضارة وما قدمت للبشرية من خدمات ساهمت الى حد كبير في تطور الحضارات المعاصرة، كما شكر الوفد منظمة حمورابي لحقوق الانسان على ما قدمته له من استعداد للدعم وشراكة حقيقية في عملية احياء الارث التراثي العراقي.
مع ذلك تأسف الوفد للصورة غير اللائقة التي تتواصل ان تكون ملتصقة بهذا الارث الحضاري الذي يمثل قمة الفن في العالم حيث تتصاعد اكوام من القمامة ليس فقط في جميع الشوارع التجارية في بغداد القديمة، بل وايضا حول وداخل المعالم الاثرية هذه والتي تمثل قيمة لا يمكن تقديرها بأموال الدنيا لكنها تشوه رؤيتها، نتيجة للاهمال الخدمي المتواصل الصادر عن المسؤولين في القطاع البلدي والمقصرين في رفع هذه القمامة والتي تأكد الحب والصدق تجاه تاج البلد وحضارته وقيمته العالمية، بدلا من اهماله والتقليل من شأنه.