- الندوة كانت بعنوان " العمل التطوعي ينهض بالاوطان " وتحدثت فيها السيدة باسكال وردا والسيد وليم وردا
- نشاط منظمة حمورابي لحقوق الانسان تضمن ايضا معرضا فوتوغرافيا عن بعض جهود المنظمة الحقوقية والاغاثية
- التأكيد على معايير حقوق الانسان والمنهج التطوعي وما يمثل من جهد انساني وحضاري وقيمي
- الدكتور بشار الساعدي ادار الندوة وتولى ايضا الاعداد اللوجستي الذي تطلبه هذا النشاط الميداني
أقامت منظمة حمورابي لحقوق الانسان نشاطا حقوقيا بالتعاون مع كلية القانون والعلوم السياسية في الجامعة العراقية نهار الاحد 25/11/2018 في مقر الكلية تضمن ندوة تحت عنوان " العمل التطوعي ينهض بالاوطان " وكان المتحدثان الاساسيان فيها السيدة باسكال وردا رئيسة المنظمة والسيد وليم وردا مسؤول العلاقات العامة فيها، وتضمن النشاط ايضا إقامة معرض للصور الفوتوغرافية عن بعض النشاطات الحقوقية والاغاثية لمنظمة حمورابي في العديد من المناطق العراقية وكان هذا النشاط برعاية الدكتور محمد حميد عميد الكلية وبحضور معاوني العميد الدكتورة رسل للشؤون العلمية والدكتور محمد منذر المعاون للشؤون الادارية والدكتور زياد طارق رئيس قسم العلوم السياسية والدكتور جمال مقرر قسم العلوم السياسية.
هذا وقد ادار الندوة الدكتور بشار سعدون الساعدي مرحبا بالضيوف ومشيرا الى أن التعاون الميداني بين كلية القانون والعلوم السياسية في الجامعة العراقية ومنظمة حمورابي لحقوق الانسان يستند الى معايير الشراكة البنيوية بين المؤسسات الاكاديمية ومنظمات المجتمع المدني، وهذا المنهج اصبح ضرورة لا يمكن التخلي عنه لأنه يفتح امام النخب العلمية والناشطين الحقوقيين الكثير من ركائز العمل المنطلق من ضرورات نشر المعرفة أية معرفة وتوظيفها في مجالات التنمية البشرية المستدامة.
أما السيدة باسكال وردا فقد تناولت في حديثها عرضا مختصرا للاساسيات التاريخية للحقوق ، مع التطرق الى الاعلان العالمي لهذه الحقوق في 10 كانون الاول عام 1948، ثم برنامج عمل فينا الذي اعتمده المؤتمر العالمي لحقوق الانسان عام 1993 والذي مثل انتقالة نوعية على هذا الطريق ومصاهرة عريقة للمفاهيم الانسانية الصحيحة لأستنباط العديد من الدروس.
السيدة وردا تناولت ايضا بالعرض ما نملك في العراق من رصيد عظيم لحقوق الانسان وهو كامن في الآرث الحضاري لبلاد ما بين النهرين متطرقة الى انها تشعر بالاعتزاز والفخر وهي تجد ان هناك اجماعا عالميا تراثيا على ما يملك العراق من هذا الرصيد وان يعد حمورابي ( ابو القوانين ).
السيدة باسكال وردا تناولت كذلك ما ينبغي ان يصون حقوق المرأة ويضع حدا للانتهاكات التي تتعرض لها، مؤكدة أن حقوق المرأة ينبغي ان تكون خطا احمر اذا أريد بناء المجتمع المدني الديمقراطي القائم على المساواة، كما تناولت نتائج زيارة قامت بها الى بريطانيا قبل عدة أيام بدعوة من ثلاث جامعات هي ساسيكس وكامبريج ولندن وما لمسته من الاكاديميين والخبراء ومفكرين ونظرتهم للعراق بوصفه صاحب حضارة عريقة ينبغي أن تكون اساسا لمنطلقات جديدة تخدم هذا البلد.
أما محاضرة السيد وليم فقد ركزت على موضوع التطوع كثقافة وممارسة مبدئية اخلاقية لا يمكن باي حال من الاحوال التنصل منها، منطلقا ايضا من حقيقة أن النخبة التي يتحدث لها لا تحتاج الى تعريفها بالبديهيات التي تركز عليها ثقافة التطوع، ومن هنا ركز على الرؤية الاخلاقية قائلا:
- في العمل التطوعي نحن امام فرصة انسانية بنيوية لتحرير انفسنا من رتابة البحث عن المصالح وليس غير المصالح الشخصية، صحيح ان الانسان العاطل عن العمل لا يمكن ان نطالبه بالعمل التطوعي وصحيح ان الطالب والمدرس والاستاذ الجامعي مثقل بالنشاطات التي يتطلبها وجوده الوظيفي ولكن ثقوا أن كل واحد منا لديه ضياعات في الوقت يمكن أن يستجمعها باللحظة المعينة لخدمة عمل لأخرين يحرر فيه ارادته من تلك الرتابة التي اشرت اليها وأضاف:
- وفق تشخيصاتي التي استطيع أن ادافع عن صحتها تكمن في اننا لم نستطيع حتى الآن ان نستكمل الشروط الانسانية التي تقوم على خدمة الآخرين بقدر خدمة انفسنا ونبحث دائما عن آخرين نحملهم مسؤولية ما لدينا من تقصير واهمال ولهذا تنصب اتهاماتنا على دوائر البلدية في الاوساخ والانقاض والنفايات التي تتصدر احياءنا وشوارعنا، ولأنه ليس لدينا منهجا تطوعيا من المساهمة بدرء خطر تراكم تلك النفايات وكذلك في المظاهر السلبية الآخرى.
ومن الحقائق التي توصلت اليها بتجربتي الحقوقية وبتواضع أننا نهمل حقيقة للسعادة الانسانية، السعادة في العلاقة مع الآخر من خلال العمل التطوعي للخدمة الانسانية العامة ولخدمة من يحتاج الى هذه الخدمة المجانية، لذلك تغير الآن اجماع النخب والمثقفين والعاملين بالحقوق الانسانية لصالح حقيقة وشرط اكتمال واجبات الانسان في ترتيب حقوق عليه وفي مقدمتها الحق بالتطوع خدمة للآخرين، واعتقد انه لن يمر وقت طويل لأن تكون هذه الحقوق المترتبة علينا من بنود الاعلان العالمي لحقوق الانسان.
كما تطرق السيد وردا الى النشاطات التي تقوم فيها منظمة الصليب الاحمر الدولي والهلال الاحمر مؤكدا أن منهج هاتين المنظمتين يقوم على الخدمة التطوعية مشيرا الى ان هناك اكثر من 16 مليون متطوع لديهما وهو رقم قابل للزيادة دائما.