- منظمة حمورابي لحقوق الانسان تدعو الى مواجهة ظاهرة النساء اللواتي لم تتوفر لهن فرص الزواج.
- المنظمة تشخص خمسة اسباب تاريخية واقتصادية واجتماعية تؤدي الى انتشار ظاهرة العنوسة.
- منظمة حمورابي تدعو اعتماد محفزات اجتماعية واقتصادية لتشجيع الشباب على الزواج.
تمثل ظاهرة العزوف عن الزواج واحدة من ظواهر الاجتماعية المقلقة عراقيا نظرا لازدياد العوانس اللواتي لم تتوفر لهن فرص زواج يمكن ان تنقذهن من حالة العزلة والاحباط واليأس ومع ان ظاهرة العنوسة هي ظاهرة لا يخلوا منها اي مجتمع من المجتمعات لكنها تفاقمت في العراق لعدد من الاسباب:-
اولا- الحروب والنزاعات والخصومات الدموية التي اجتاحت العراق منذ عام 1980 المتمثلة بالحرب العراقية الايرانية حتى عام 1988 وبعدها ومنذ عام 1991 دخل العراق في حرب اخرى جاءت على خلفية اجتياح النظام السابق للكويت في 2/8/1991 وما ترتب عليها من حرب دموية ادت الى مقتل الالاف من العسكريين والمدنيين ثم دخول العراق في حرب اخرى عام 2003 بأجتياح القوات الامريكية والحليفة الاخرى للعراق وسقوط النظام الدكتاتوري في 9 نيسان من ذلك العام وما تسببت من خسائر بشرية واقتصادية هائلة ثم دخول العراق في نفق ازمة دموية اخرى تمثلت في الصراعات الطائفية التي تفاقمت بسيطرة داعش على مناطق واسعة من العراق واجتياح اجزاء مهمة من محافظات ديالى والانبار وصلاح الدين وكذلك سيطرت داعش على محافظة نينوى في حزيران عام 2014 وقد تواصلت في جرائمها البشعة اكثر من ثلاث سنوات.
ان هذه الحروب و النزاعات العسكرية اثرت على البنية الاجتماعية بأنصراف الطاقات الشبابية الى ما ترتب عليها من حروب و مأسي وويلات الامر الذي ضاعف من الكوارث الاجتماعية وقلة اقبال على الزواج
ثانيا- العادات والتقاليد المتخلفة التي تحول دائما دون اتمام تسهيل حالات الزواج بذرائع واهية بينها النزعة الطبقية السيئة والموانع الطائفية وما يحكم اوساط عشائرية من تقاليد ملخصها (النهوه) بأعتراض فرص الزواج اضافة الى ان هذه العادات والتقاليد المتخلفة تحول بين الفتيات وبين اختيار ازواج لائقين لهم
ثالثا- تمثل الاوضاع الاقتصادية السيئة سببا مباشرا في انحسار اقبال الشباب على الزواج بحكم على ما يترتب على الزيجات من توفير بيت للسكن والذهب والصرف على متطلبات الاسرة اذا اخذنا بعين التشخيص ان نسبة الفقر والبطالة وصلت الى اكثر من 45% في بعض السنوات وهذا يؤدي الى قطع تفكير اي شاب او شابه في تكوين اسرة بسبب الضائقة الاقتصادية.
رابعا- لجوء العديد من الشباب الى الهجرة خارج البلاد بحثا عن فرص حياتية ملائمة لهم وهكذا تقدم التفكير بالهجرة على تفكير البقاء في العراق وتكوين اسرة مناسبة مع العلم ان 95% من الذين فكروا بالهجرة وهاجروا هم من قطاع الشباب الذين تتراوح اعمارهم بين 18 الى 35 سنه واغلبهم من الطاقات الذين اكملوا دراستهم المتوسطة والثانويه والجامعية
خامسا- توفر فرص المتع الجنسية من خلال انتشار ظاهرة البغاء او الصداقات الجسدية مما دفع الشباب الى عدم التفكير بالزواج ما دامت هناك متنفسات من هذا النوع تشبع حاجتة من الجنس وبالتالي الابتعاد عن المسؤولية التي تترتب عليه اذا اقدم على الزواج وتكوين اسرة علما ان العزوف عن الزواج والجوء الى المتع غير الشرعية ادى ايضاً الى تفشي مرض العوز المناعي (الايدز) نتيجة العلاقات الجنسية غير الشرعية علماً ان الجنس من خلال الزواج هو في الواقع جنس امين ومشروع عبر العالم.
الى ذلك جاء في تقرير لموقع واذاعة هولندا العالمية ان 15% فقط من الشابات اللبنانيات وفقن في الحصول على شريك اما في سوريا فتبلغ نسبة العنوسة فيها 70% وهي مرشحة للارتفاع بسبب ظروف الحرب والنسبة نفسها تنطبق على العراق الذي يعيش واقعا سياسيا عميقا يتمثل في ارتفاع عدد القتلى في صفوف الرجال بسبب الاضطرابات الأمنية.
وتتقارب نسبة دول المغرب العربي من حيث نسب العنوسة اذ يبلغ العدد الاجمالي في حدود 12 مليون عانس وتأتي الجزائر على رأس المجموعة بأكثر من خمسة ملايين عانس يليها المغرب اربعة ملايين ثم تونس بمليونين اما في ليبيا 300 الف عانس. وهذه الارقام مرشحة للارتفاع بفعل تغير البنية الاجتماعية وانخفاض معدل الزواج والازمة الاقتصادية التي تعيشها المنطقة.
وتعيش ليبيا وضعا خاصا بفعل خروجها من الحرب وعدم استقرارها السياسي الشئ الذي قد يؤدي الى الزيادة في نسبة العنوسة التي تصل الان 35%.
وفي مصر يبلغ عدد العوانس 8 ملايين اي 40% من مجموع الفتيات في سن الزواج.وهو رقم مرشح ايضا للارتفاع بسبب الازمة الاقتصادية التي يعيشها البلد.
وتمثل فلسطين الاستثناء في العالم العربي. رغم ظروف الاحتلال حيث يعتبر الفلسطينيون مؤسسة الزواج والانجاب ضرورة لاثبات حق بقاء المواطن الفلسطيني على الارض. اما منطقة الخليج العربي فأنها رغم نقص تأثير العامل الاقتصادي مقارنه مع الدول العربية الاخرى فأن نسبة العوانس في دول الخليج وصلت ارقاما كبيرة.
وتصل النسبة في الامارات الى 75% ب 175 الف عانس وتتقارب نسب دول الخليج الاخرى حي تصل الى 45% بالسعودية وادناها في البحرين وتعود اسباب ارتفاع هذه الارقام الى المعاناة المهر وتكاليف الزواج وفقا للاعراف الخليجية في الوقت الذي تراجع فيه الوضع الاقتصادي. ففي الامارات مثلا يسمح للرجل بالزواج بغير الاماراتيات، بينما يتم التضييق او منع هذا في دول خليجية اخرى.
ان معالجة ظاهرة العنوسة تستدعي بالدرجة الاساس معالجة الظواهر التي تكرسها وتقع على الحكومة مسؤوليات في هذا الجانب يتمثل بتقديم منظومة من المحفزات الاقتصادية والاجتماعية لتنشيط اقبال الشباب على الزواج كما ان هذا السياق يتطلب ايضا برامج وانشطة ثقافية واعلامية وصحيه واجتماعية تحفز النشئ الجديد على الزواج ومن العوامل المهمة الاخرى للاقبال على الزواج وضع محفزات اسكانية للذين يتخذون قرارات من هذا النوع فضلا عن العمل على ايجاد محفزات اقتصادية اخرى تستقطب قرار الشباب في الاقبال على هذه المسؤولية الاجتماعية.
ان منظمة حمورابي لحقوق الانسان اذ تعبر عن اسفها الشديد لهذه الظاهرة الاجتماعية المتفاقمة فأنها مستعدة لتقديم المشورة والدعم ضمن نطاق ممكن لتشجيع تكوين اسر جديدة وتعزيز السلام الاجتماعي .