منظمة جمورابي لحقوق الانسان تكشف عن انتهاكات حقوقية مسكوت عنها في الوقت الحاضر
" تقرير خاص "
- آفة الأمية والتسرب من المدارس تسود جميع المحافظات العراقية.
- المد الأصولي الظلامي والتهديدات الأمنية وحركة النزوح واللجوء والعنف الآسري اسباب مركزية في انتشار هذه الآفة.
- ما المطلوب من وزارة التربية والجهات الحقوقية في التصدي لهذه الظاهرة التي تهدد حضارة البلاد.
- من الانتهاكات الحقوقية المسكوت عنها في الوقت الحاضر تفشي الأمية مجددا في العراق، بعد أن كانت البلاد من البلدان السباقة في القضاء على هذه الآفة الاجتماعية الخطيرة.
- المعلومات التي توفرت لمنظمة حمورابي لحقوق الانسان أن هذه الآفة تضخمت بوتيرة متباينة من سنة الى أخرى خلال العشر سنوات الاخيرة، وأنه لا توجد اية محافظة من محافظات العراق خالية منها، وان ما جرى من اقتتال فئوي وهجرة ونزوح ولجوء بسبب الصراعات الطائفية والعرقية أضاعت على الآف العوائل العراقية من دفع ابناءها الى المدارس الابتدائية رغم ان التعليم ألزامي لهذه المرحلة الدراسية.
- المعلومات الأخرى التي توفرت ايضا لمنظمة حمورابي ان الضغوط الدينية الأصولية التي اجتاحت العراق ادت بشكل أو بآخر الى امتناع مئات العوائل من ارسال بناتهم الى المدارس بذرائع متخلفة أن المكان اللائق للبنت هو البيت الى أن يأتي نصيبها في الزواج وتكوين عائلة، وبهذا يكون الحكم عليها بالاندثار الاجتماعي تماما.
- كشفت معاينات ميدانية لمنظمة حمورابي في عدد من مخيمات اللجوء والنزوح داخل العراق أن فرض الأمية على الابناء والبنات تحول الى ظاهرة مع الاسف مع تعدد انتقال عوائل عديدة من منطقة الى أخرى وفق الظروف الأمنية القاسية التي تعرضت لها في ظل سيل من التفجيرات والتهديدات والملاحقات، وما فرضت من عمليات سبي واغتصاب وتزويج للقاصرات.
- الى ذلك وطبقا لمعلومات ميدانية تمكنت منظمة حمورابي لحقوق الانسان من الوقوف عليها، أن الظروف الأمنية الاستثنائية التي مرت على بعض المحافظات العراقية تسببت بأنقطاع العديد من الاطفال والفتيان والفتيات من المدارس، بما يمكن أن نسميه أكبر ظاهرة تسرب من المدارس مرت حتى الآن على العراق وخاصة في المحافظات التي تعرضت لغزو الآرهابيين وفي المقدمة من هذه المحافظات نينوى والانبار وصلاح الدين وديالى.
- ومن الوقائع الآخرى التي شخصتها منظمة حمورابي ميدانيا في انتشار ظاهرة الأمية، الوضع الاقتصادي المزري بأمتداد الفقر والعوز والفاقة، الوضع الذي دفع العديد من العوائل الى الامتناع من ارسال ابنائهم الى المدارس وما يترتب على ذلك من صرفيات مالية غير قادرين عليها.
- أن منظمة حمورابي اذ تكشف عن ذلك فأنها تتطلع الى عمل وطني تساهم فيه وزارات التربية والعمل والشؤون الاجتماعية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وجهات أمنية معنية أضافة الى منظمات المجتمع المدني في استنفار المزيد من الامكانات للتصدي لهذه الآفة، وألا فأننا مقبلون أن يسجل على العراق خلال السنوات القليلة القادمة بأنه مصاب بوباء الأمية، فأي مفارقة محزنة هذه أن يكون العراق بهذه الحالة الاجتماعية المزرية وهو بلد الحضارات، وأول شعب في الدنيا تعلم القراءة والكتابة وسن قوانين التعليم والمعرفة.
بغداد – 4/9/2018