مقابلة صحفية
- السيدة باسكال وردا : الشارع الاوربي متحمس لمساعدة العراقيين لمواجهة مخططات الارهاب ودعم حقوق الاقليات
- أجريت عدد من اللقاءات وحاضرت في ندوات والتقيت إعلاميين وقادة رأي وأصحاب خطوة في الاغاثة
- السيدة وردا : الخلافات الحادة بين المكونات السياسية العراقية تنعكس سلبا في نقل الصور عما يجري في العراق للراي العام الاوربي
عادت السيدة باسكال وردا رئيسة منظمة حمورابي لحقوق الانسان، وزيرة الهجرة والمهجرين الأسبق، عضو شبكة النساء العراقيات بعد جولة عمل قامت بها الى كل من فرنسا واسبانيا ، وأجرت هناك عدد من اللقاءات مع ناشطين حقوقيين وأكاديميين وإعلاميين وغيرهم ، ولأهمية ما حققته السيدة باسكال في الجولة التقاها مندوب شبكة نركال الاخبارية وسألها عما أثمرت عنه هذه الجولة فقالت :
- كان لي هناك نشاطات متعددة ومن بين ما حققته عقد اجتماع في مدينة جيمينوس جنوب فرنسا ضم الصليب الاحمر الفرنسي المحلي ومنظمة الجيزويت والويلكوم المهتمين بشؤون المهاجرين وتم التركيز في الاجتماع على ضرورات التعاون المتبادل بين شبكة المنظمات المتعاونة من اجل تقديم افضل ما يمكن تقديمه بهدف صيانة كرامة الاشخاص والعوائل التي اضطرتهم الاوضاع الخطرة المتمثلة بالانتهاكات الحقوقية الى ترك بلدانهم واللجوء الى فرنسا بحثا عن الحماية والحرية ، وفي اطار ذلك عرضت ايضا رؤية منظمة حمورابي لحقوق الانسان والاطر المطلوبة للتعاون معها من اجل إيصال الدعم الانساني اللازم الى آلاف العوائل الذين في أوضاع الأزمات الأمنية وتحت نير الدواعش طالبة منهم الضغط لدى حكوماتهم المحلية والوطنية في دعم عمل المنظمات العراقية العاملة في تلك الاوضاع الصعبة لحالة الحرب التي يعيشها العراقيون وهم يواجهون الارهاب بدل العالم اجمع، وانشغال الحكومة من جانب ببذل الجهود الاقتصادية والعسكرية الهائلة وبالتواصل مع الدعم الجوي للتحالف الدولي الموجه ضد العصابات الظلامية لداعش في مركز الموصل بهدف تطهيرها بأقرب "وقت ممكن" ومن تبعات هذه العمليات الذي وقع على المواطنين الذين فروا بالآلاف الى المناطق الأكثر أمنا وأعداد منهم الى دول الجوار وهم يعيشون أوضاعا غير إنسانية ومنهم إلى دول استقبال اللاجئين في فرنسا.
وتم الاتفاق في الاجتماع على اقامة نهار كامل في نيسان المقبل من النشاطات تتضمن محاضرة عن الاوضاع في العراق تلقيها رئيسة حمورابي، وبعدها يكون هناك شهادتان للاجئين من دول اخرى وعرض لما يمكن عرضه من مواد توعوية لتحفيز المواطن الفرنسي في خدمة ضحايا الارهاب والاضطهادات المتواصلة في اكثر من بلد .
يوم 11/1/2017، ألتقيت عددا من الشابات والنساء الجامعيات في مدريد حيث عرضت الوضع الانساني من جانب والتعليمي من جانب اخر في العراق مشددة على اهمية تشجيع النساء لإتمام دراساتهن العليا تمكينا لهن من الوصول الى أماكن صنع القرار في العراق كما يجب ان يكون ذلك في اسبانيا وغيرها من الدول ، كما تحدثت عن اهمية نضال المرآة العراقية وانجازاتها وإخفاقاتها مبينة لهن بان العمل والجدية والإيمان في المبادرات الصادقة كانت في الماضي والحاضر تتصف بها العراقيات اللاتي رافقن الرجال في جميع الحقول المجتمعية وتركن بصمات لا تنسـي لا بل ساهمن في تغيير ليس فقط العقلية الذكورية لعدد ليس بقليل من الرجال في فترات مختلفة بل وأيضا غيرن القوانين بفرضهن حقوقهن من خلال الكفاءة والتعاون مع الرجال، ومن أولى الكفاءات النسوية منذ عشرينات القرن الماضي بدأن بنضال عقلاني والحصول على شهادات عليا في الطب والقانون والأدب والهندسة وغيرها من العلوم .
في صباح يوم 12/1/2017 ، أنجزت لقاء مع راديو كوبه ( Cope radio station) لمدة ربع ساعة عن وضع المسيحيين بعد داعش .
وفي اليوم نفسه ألتقيت عددا من الصحفيين والإعلاميين وقلت خلال هذا اللقاء عن عدد من القضايا المهمة التي تخص الوضع في العراق ، وأجبت بإسهاب على الأسئلة والاستفسارات التي طرحت في هذا اللقاء مشيرة الى الوضع العام في العراق في ظل انجازات التحرير التي حققتها القوات المسلحة العراقية والقوات الشريكة الاخرى معها في مدينة الموصل ضمن الجانب الشرقي من المدينة ، ومنها انجازاتها في تحرير عدد من مدن وبلدات وقرى سهل نينوى ، وفي مقدمتها بغديدا وتلكيف وتلسقف وبرطلة وبطنايا وكرمليس .
كما تناولت بالحديث مواضيع عن الانتهاكات الخطيرة التي تتعرض لها الاقليات العراقية مؤكدة ان لا فرصة سلام ولا تنمية ولا استقرار بدون ضمان حقوق هذه المكونات الوطنية الأصيلة .
كما تطرقت الى اهمية أن يكون هناك دور ضامن يتولاه المجتمع الدولي لحماية حقوق الاقليات العراقية وذلك برفد الاجهزة الامنية العراقية بقوات عسكرية دولية تساعدها في توفير حماية المناطق المنكوبة مثل سهل نينوى وسنجار وتلعفر والمدن والبلدات والقرى الأخرى لاننا كما قلنا سابقا بان الامر يتعلق باستعادة الثقة المفقودة بين اهالي تلك المناطق والاجهزة الامنية التي شهدت بطرق الدفاع عنهم، لا بل تم تسليمهم بدون اي دفاع الى العصابات الداعشية.
كما أجرت صحيفة فريلانز جورناليستن لقاء معي طرحت فيه العديد من المواضيع التي ترتبط بالتطورات الجارية في العراق، وقدمت تفصيلات وتحليلات على جانب من الأهمية في هذا الشأن .
الى ذلك أيضا استقبلني سعادة سفير العراق في اسبانيا السيد علاء مجيد الهاشمي ، وذلك في مقر السفارة في مدريد نهار يوم 13/1/2017 ، وتداولنا الحديث عن الأوضاع في العراق وما يمكن للسفارة ان تضطلع به في اسبانيا من نشاطات لدعم النازحين في العراق لاستعادة حقوقهم المسلوبة وإيجاد حلول للعديد منهم الذين تقطعت بهم السبل في نار شر داعش الاسود.
وتطرقت الى المواضيع التي تم مناقشتها في مؤتمر البيت العربي عن العراق والاوضاع الحالية وأهمية توعية الشعوب الأوربية والعربية لدعوتهم لدعم العراق الذي يحارب العنف الارهابي عن جميع الدول.
مساء يوم 12/1/2017 ألقيت محاضرة في مركز البيت العربي وسط العاصمة الاسبانية مدريد ، وتركز حديثي الذي استغرق خمسا وخمسين دقيقة على محورين الاول خصص لوضع الاقليات العراقية بشكل عام والمسيحيين العراقيين بشكل خاص في ظل الاجواء المأسوية الدموية التي فرضتها مجاميع داعش الارهابية ، وما أفضت اليه من انتهاكات خطيرة نالت البنية الاساسية للاقليات ، اذ استهدفت هويات هذه المكونات العراقية الاصيلة في اساليب وحشية غير مسبوقة التي تمثلت في جرائم الابادة الجماعية من قتل واغتصاب وسبي واعتقال وفرض انتماءات دينية عليهم ومصادرة ممتلكاتهم وجعلهم دروعا بشرية في حروبها العدوانية البغيضة .
وفي المحور الثاني تحدثت عن المراة العراقية مشيرة الى القوة الكامنة في النساء العراقيات وحاجة البلد الى وجودهن ولمساتهن في الاوساط كافة ، كما أوضحت التراجع والتهميش الذي تعاني منه المراة العراقية بسبب العقلية الذكورية للاحزاب السياسية واستخداماتهم للنساء والاستهانة بقدراتهن اذ في مراكز صنع القرار يقل عددهن بالرغم من ان المطلوب هو ان يكون في جميع الميادين للنساء حظ التمثيل العادل وحسب الدستور ما لا يقل عن ٢٥٪ وخاصة في الوسط السياسي والسيادي وغيره ، كما اشرت الى انه للنساء حاليا بعض الاحزاب السياسية التي تقودها النساء بالرغم من العنف المتصاعد ضدهن ، أكان ذلك على المستوى الاسري وغيرها من المستويات المجتمعية، وكان المحور الاكثر توسعا عن الوضع في العراق ومدى محاربة الارهاب والفكر السلفي الذي تم تدبيره والتنظير له بدعم من الانظمة الدكتاتورية بدفع الانظمة الشمولية ومنها نظام السادات الذي تصالح مع الاخوان السلفيين الفارين الى السعودية حيث عادوا الى مصر وأسسوا جامعات وبؤر سلفية في الجامعات المصرية التي نتيجتها خرجت المئات المتطرفين بنزعة الدواعش ووصلوا الدول العربية وهكذا الت الى ما آلت اليه الامور، كما أكدت اهمية ان اصحاب الفتاوى الاسلامية ان يفتوا بتبرئة الاسلام من داعش الظلامي لكي يرتاح الكل ولا يعمل بمغالطات الخلط بين المسلمين كبشر ومعتدلين وبين المتطرفين الجهاديين الدواعش.
وهكذا حين لا توجد أية محاسبة رسمية بفتاوى صادرة عن المراجع الدينية الاسلامية البارزة والمعنية ضد هؤلاء ليتبرآ المسلمون منهم، فلا عتب للذين يخلطون بين داعش والمسلمين .
وكنت قد التقيت بأحد المسؤولين عن البيت العربي المذكور وهو السيد كريم على غداء عمل في نهار اليوم نفسه من اجل وضع الأطر المطلوبة للمحاضرة. وكان الحضور الكثيف قد شارك بنشاط واهتمام في مناقشات واستفسارات في مسعى لفهم واقع الأوضاع والمطلوب من كل شخص القيام به بما ان العراق بكل إمكانياته وبالرغم من الفوضى السياسية وتدهور المجال الاقتصادي والامني في اكثر المدن منها بغداد والموصل وكركوك فانه بمحاربته ارهاب داعش يحارب عن جميع الدول ...
كما أشرت الى موقف الأمم المتحدة السالب تجاه المسيحيين العراقيين وعدم الاعتراف بانهم ضحايا الابادة الجماعية وان العذر لهم هو ان داعش اعطت مجال (الجزية) للمسيحيين شئ لا يقبله العقل اي الامم المتحدة ارتيائها للجزية واعتبارها رحمة معينة، اي تنتهك الإعلان العالمي والاتفاقيات الأخرى الخاصة بحماية حقوق الانسان ..؟ كيف يمكن ان يمر ذلك والعالم لا يرد لهذا الانتهاك للنصوص الدولية ...الجزية اي شراء حياة للحصول على ما يسمى بالذمية بديل حق المواطنة؟ وكأنه بهذا الامم المتحدة تؤيد داعش واعمالها ولهذا نحن كمنظمة مدافعة عن حقوق الإنسان لا يمكن أن نسكت أمام هذا الظلم لان الجزية تكتمل باضافة "وهم صاغرون" بمعنى مهانين ومستهدفين حتى الموت اجلا ام عاجلا بينما انتهكت اعراض المسيحيين من خلال الفتيات والاطفال والنساء المسيحيات اللاتي تم اسرهن من قبل داعش بالاضافة الى من اختفوا منهم ، ناهيك عن الهدم والسلب والتشريد العام والتهجير القسري الذي لا يزال يعيشه داخل وخارج العراق تاركين ورائهم كل ممتلكاتهم ووظائفهم وحقوقهم الأساسية .
- وسألنا السيدة رئيسة منظمة حمورابي لحقوق الانسان عن انطباعها العام بشان الشارع الاوربي أزاء قضية العراق فأجابت :
- عموما هناك تفهم كبير لدى الأوربيين بشان هذه القضية بعد سلسلة من التوضيحات والمعلومات الموثقة التي وضعناها أمامهم ، ولمست ايضا استعدادات لديهم لمساعدة العراق في الجوانب الاغاثية والحقوقية والأمنية أيضا لكن المشكلة تكمن أن الخطاب العراقي العام الموجه للأوربيين متباين نظرا للخلافات الحادة التي تحكم العلاقات بين الكتل السياسية العراقية .
هناك أوربيون متحمسون حقا لمساعدة العراقيين بل لديهم مبادرات جاهزة ويفتقدون للآلية الميدانية اللازمة بالتعاون مع العراقيين فيما يخص الاستثمار واعادة البناء، وإزاء ذلك أملي ان تشهد المرحلة القادمة القريبة خطة عمل للإطلالة على المشهد العراقي من اجل تلبية حاجات الاقليات العراقية التي تعاني من انتهاكات مركبة وخدمة جميع العراقيين على حد سواء .