مسؤولية الجيش العراقي في دحر الارهاب
ونحن نستقبل عام 2014 تصاعدت الاحداث في محافظة الانبار، فشن الجيش العراقي بجميع صنوفه هجوما ً واسعا ً في صحراء محافظة الانبار ضد ما تسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) التي اصبحت مصدر قلق للدولة العراقية وسيادتها، بسبب قيام هذه الفئة الضالة بعمليات ارهابية ضد عموم الشعب العراقي.
و( داعش ) لها ترسانة قويّة من الاسلحة، وثروة مالية غير طبيعية، فضلا ً عن وجود مجموعة من المتخلفين والمرضى والحاقدين على البشرية في صفوهم، دخلوا العراق بطرق غير شرعية، وتمركزت هذه المجاميع قرب الحدود العراقية السورية، ومن ثم انطلقوا بالعمليات الارهابية ضد الدوائر الدولة والاماكن العامة، والطريق الدولي الرابط بين العراق والاردن، الى جانب الانتهاكات والاعتداءات اليومية ضد ابناء المناطق المتواجدة بالقرب منهم، من خلال فرض ما يحلوا لهم من القضايا المتخلفة التي يمارسوها بأسم الدين التي يرفضها الشعب، لكنهم ضلوا مجبرين على التحمل والصبر، وهؤلاء الابرياء بإستمرار يطالبون الدولة بحمايتهم وتحرير مناطقهم من هؤلاء المجرمين.
وفي الاسبوع الماضي قامت طلائع الجيش العراقي بحملة ضد تمركز اعداء الوطن والشعب، واوقعت بهم خسائر فادحة، ودمرت معسكراتهم وتجمعاتهم، بعدها تقدم الى مدينة الفلوجة، وفض ساحة الاعتصام التي كان يعتصم فيها ابناء المحافظة للمطالبة بعدد من المطالب كانت في مقدمتها إطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات، وقد بدء الحراك الشعبي في هذه المدينة منذ 23/ 12/2012، ثم انسحب الجيش من المدن التابعة الى محافظة الانبار عائدا ً الى ثكناته العسكرية بأمر من القائد العام للقوات المسلحة، لكن بعد يوم واحد تراجع دولة رئيس الوزراء نوري المالكي بسبب دخول ( داعش ) الى الفلوجة وبقية المدن الآخرى، وهذا الانسحاب كان خطأ من الجيش وفق السياقات العسكرية والعمليات الحربية لكون المنطقة لم تحسم او تقضي على منابع تنظيم القاعدة من مناطق الانبار.
وعند دخول هذه المجاميع الارهابية الى هذه المدن ارتكبوا الجرائم البشعة بحق المدنيين مما اضطر المئات من العوائل الى النزوح الى محافظة كربلاء، فضلا ً عن قيام هذه القوى الظلامية بتدمير الممتلكات الحكومية العامة.
وكانت هناك مطالب من قبل العشائر الثائرة الى الحكومة، تدعوهم لمساعدة العشائر التي تقاتل من اجل تحرير احيائهم ومناطقهم من فلول الدولة الاسلامية في العراق والشام، ولبت الحكومة هذا الطلب ورجع الجيش ودخل في معارك ضارية مع ( داعش ) وتم تحرير العديد من المناطق التي كانت في ايديهم، والمشكلة التي تواجه الجيش الان هو دخول الارهابين في الاحياء السكنية، مما يتطلب الحذر لعدم وقوع ضحايا في صفوف المدنيين.
ويمر العالم في هذه المرحلة بالعديد من العمليات الارهابية اليومية مما يعرض حياة المدنيين الى الخطر، وفي حالة وجود عادلة في المجتمع الدولي، ورغبتهم تكون صادقة عليها بتحرير الشعوب من هيمنة الافكار المتطرفة التي نمت في كافة انحاء العالم لا سيما في بلدان الشرق الاوسط، ندعوهم للوقوف الى جانب العراق لتحرير ارضه من هذه المجاميع التكفيرية الضالة.
في الوقت الذي ندعم طلائع الجيش بتخليص البلاد من الارهابيين والخارجين عن القانون، املنا بهذه المؤسسة ان تكون حامية ً للدستور وحامية ً للحدود والدفاع عنه وان لا تكون اداة بيد الحكومة، وان يكون الجيش واجبه وطني وليس سياسي.
وتمر اليوم الذكرى (93) لتأسيس الجيش العراقي، ذلك الجيش الذي له مواقف مشرفة على الساحة العربية من خلال مشاركته في الحروب الاستراتيجية في اعوام ( 1948 - 1967 - 1973 ) الى جانب الجيوش الدول العربية، وعرف بشجاعته ومهنيته وتدريبة وسلاحه المتطور، ونتمنى ان يكون الجيش الحالي للشعب وولائه للوطن وان يفتح افاق جديدة مع الشعب العراقي، وان لا يستعمل السلاح ضده، وطي صفحة العمليات السيئة الصيت التي نفذها سابقا ً في العديد من مناطق العراق بحجة العصيان او التمرد او الحجج التي كانت تبتكرها الحكومة لاسباب وطموحات سياسية، لذا ونحن في هذا العصر عليه ان يكون جيشا ً لكل الشعب، واذا كانت هناك اي حالة تستوجب التحرك يجب اولا ً موافقة مجلس النواب العراقي لتكون هناك شرعية لهذه التحركات المطابقة لنصوص الدستور الدائم في الدولة.
Hamid Murad
www.ihrsusa.net
Hamid_murad@yahoo.com