- شبكة تحالف الاقليات العراقية تقيم مهرجانا في مدينة البصرة لتعزيز قيم التنوع وتعزيز التواصل بين الهويات الوطنية
- السيد وليم وردا خلال كلمة له في المهرجان ، حماية التنوع أساس بناء الدولة المدنية
- السيد وردا يحذر في كلمته من خطورة تصهر البلاد ديموغرافيا
- فعاليات فلكلورية وتراثية ومعرض من نتاجات منظمات المجتمع المدني في محافظة البصرة
شهدت مدينة البصرة نهار يوم السبت 16/12/2017 انطلاق فعاليات المهرجان الذي اقامته شبكة تحالف الاقليات العراقية ونفذته منظمتا انصار الحرية والنجدة الشعبية، وتضمنت هذه الفعاليات كلمة افتتاح المهرجان للسيد وليم وردا رئيس التحالف، وكذلك تقديم عدد من الفعاليات الغنائية الفلكلورية التي تعبر عن التنوع الديمغرافي العراقي، وكذلك ما يؤكد القيم الحضارية الاصيلة التي يزخر بها العراق منذ اقدم العصور، كما تضمن المهرجان ايضا افتتاح معرض يمثل نتاجات منظمات المجتمع المدني هناك.
هذا وقد جاء في كلمة السيد وردا التي القيت بالنيابة عنه لانشغاله بمهمة في بغداد تأكيد واضح على أهمية حماية التنوع وصيانة حقوق جميع المكونات العراقية، داعيا الى التواصل وترسيخ الوسائل الكفيلة بتمكين الاقليات من التأثير الايجابي في المشهد العراقي العام.
وفي ما يلي نص كلمة الاستاذ وليم وردا :
السيدات والسادة الحضور الكرام
احييكم واحيي حضوركم ومشاركتكم معنا في هذا المهرجان الذي نحتفي به لمناسبة يوم الاقليات العالمي ، الذي يقيمه تحالفنا – شبكة تحالف الاقليات العراقية ــ في البصرة العزيزة ، الثغر العراقي المتلألئ، ضمن مشروع تعزيز حقوق الاقليات الذي ينفذه التحالف بدعم وتعاون منظمة مساعدات الشعب النرويجي .
ان هذا المهرجان بالتأكيد سيكون له طعما خاصا ، خاصة انه يأتي في اعقاب اعلان النصر على داعش ، والانتصارات الباهرة التي حققها العراق على الارهاب بفضل تضافر جهود ابنائه كافة سواء في القوات الامنية المسلحة من جيش وشرطة وحشد وبيشمركة والدور المتميز لمنظمات المجتمع المدني والفعاليات الشعبية المتنوعة .
الحضور الأفاضل
في مثل هذه الايام وقبل 35 سنة ، اعلن المجتمع الدولي كلمته وموقفه الصريح بأهمية حماية الاقليات وضمان وجودهم المادي والمعنوي وصيانة خصوصياتهم القومية والاثنية والدينية واحترام لغاتهم وحرياتهم ، بعد ان صدر الاعلان العالمي الخاص بالاشخاص المنتمين الى اقليات قومية واثنية او دينية ولغوية في 18 ديسمبر عام 1992، من الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليصبح عنوانا مهما في مسألة حماية الأقليات وحقوقهم، فكان هذا الاعلان منذ تلك اللحظة انعطافة نوعية نحو حماية التنوع في البلدان التي يتميز نسيجها الاجتماعي والديموغرافي تمايزا قوميا واثنيا او دينيا او لغويا او ثقافيا .
كما هو معروف لديكم أيتها الاخوات أيها الاخوة ، ان العراق هو بلد يضم نسيجه الوطني مجتمعات عرقية ودينية وثقافية متنوعة ، ويتكلم ابناؤه لغات وطنية عريقة ، كالعربية والكردية والتركمانية والسريانية والأرمنية وغيرها ، كان هذا التنوع منذ القدم من العوامل التي عززت دوره وأهميته في الحضارة الانسانية. وبلا شك كان لأبناء الاقليات دورا مشهودا في بناء تلك الحضارة التي هي تراكم لعصور عديدة، وكان لهم بصمتهم الواضحة ايضا في بناء الدولة العراقية الحديثة التي تأسست في نهاية السنة العشرين من القرن الماضي .
ومن أجل التواصل وتعزيز هذا الحضور ووجود الاقليات في تحديد اطار مستقبل العراق ، نقيم مهرجاننا هذا ، ليعكس ارادة الاقليات في رسم صورة جميلة الألوان للعراق يحملها أبناء الأقليات في البصرة ، بالرغم مما شهده العراق من وضع قاس خلال السنوات الماضية طال جميع العراقيين ، وفرض ضغطا وقسوة استثنائيين على الاقليات ، مما انعكس سلبا على أوضاعهم السياسية والاقتصادية والثقافية والديموغرافية، ودفع الكثير منهم الى الهجرة التي أضحت المشكلة التي تهدد العراق والتي ستؤول في حال استمرارها ، الى انهاء تنوعه وبالتالي تصحره الديموغرافي قبل تصحره الجغرافي .
ايتها الاخوات ايها الأخوة
اننا نفهم التنوع على انه عامل غنى للعراق ، وليس كما يتصور البعض انه غير ذلك، ان هذا الفهم ينطلق من ان حبنا للعراق وحرصنا على سلامته وحماية ثقافته وتراثه وفلكلوره المتنوع نستطيع ان نعيد له وجهه الحضاري ثانية، لذلك ما احوجنا اليوم كمواطنين الى تحويل البؤر التي يتصورها البعض نقاط سوداء الى مشاعل مضيئة في المشهد العام للعراق، لذلك ما احوجنا نحن الاقليات اليوم الى تحمل هذه المسؤولية مثلما تحملناها سابقا، من خلال التعاون والعمل المشترك لتجاوز المعاناة وتعزيز المشاركة والتاثير الايجابي في الاحداث في مختلف المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية لتحويل اللوحة الفسيفسائية للعراق الى أكثر نصاعة ولمعانا .
اننا في تحالف الاقليات العراقية ومنذ تأسيسه عام 2010، حرصنا على ان نعمل بشكل مشترك ومتعاون بهدف تحقيق عراق أكثر زهوا من خلال المشاركة في احياء التراث والفن وانعاش الحياة العراقية الاصيلة ، والعمل على احترام الحريات الفردية والجماعية ، وبذل كل الجهود من اجل الحفاظ على خصوصية الاقليات وهويتهم ووجودهم ، والحفاظ على هوية مناطقهم التي تعرضت للتغيير الديموغرافي والتدمير بعد اجتياح المجموعات الارهابية متمثلة بداعش مناطقهم وارتكابهم جرائم بشعة فاقت في وحشيتها كل التصور .
ولتحقيق ذلك ، ان عملنا جميعا يجب ان يتواصل ويترسخ لتعزيز الوسائل الكفيلة بتمكين الاقليات من التأثير في المشهد العراقي العام ، وبصورة قوية خاصة في الامور التي تخص ثقافاتهم ولغاتهم وتراثهم وتحديدا في مناطقهم الجغرافية أو المناطق التي يشكلون فيها تميزا نوعيا أو عدديا .
أود أن اقول هنا ، ليس من شيء صعب المنال طالما هناك ارادة وصبر وعمل متواصل ومثابرة وطنية لتوحيد الجهود وبالتعاون مع المؤسسات والجهات الساندة للقضايا العادلة التي نناضل من اجلها .
من المهم أن نؤمن بأن قضيتنا وهمومنا ليست قضية مجموعات تريد اثبات نفسها ضمن خريطة العراق السياسية او الاجتماعية او الثقافية ، وانما هي قضية كل العراقيين الذين يحلمون او يأملون بوجود دولة تتحقق فيها العدالة والمساواة والعيش الكريم لكل مواطن بغض النظر عن عرقه او دينه او لونه وجنسه وثقافته ولغته على اسس من العدالة الاجتماعية وعدم التمييز .
باسم جميع أعضاء مجلس ادارة تحالف الاقليات العراقية واعضاء هيئته العامة وهيئة المستشارين ومكتبه التنفيذي ، أحييكم وأحيي مهرجانكم هذا ، كما نبارك لكم هذا اليوم – يوم الاقليات العراقية العالمي – وفقكم الله وبارك جهودكم .
وليم وردا – رئيس مجلس ادارة تحالف الاقليات العراقية
البصرة – 16 ديسمبر 2017