رد منظمة حمورابي (HHRO) على تخرصات انطوان الصنا
نشر موقع عنكاوا كوم قبل بضعة أيام مقالاً للسيد انطوان صنا ، تحت عنوان "منظمة حمورابي لحقوق الانسان بين الميل للزوعا ومغازلة محافظ نينوى تفقد استقلاليتها"، ولما يحمله هذا المقال من مغالطات وأتهامات باطلة لا اساس لها من الصحة. لذا اقتضى الرد أدناه:
رد منظمة حمورابي (HHRO) على تخرصات انطوان الصنا
لم نعتاد القيام بالرد على أصحاب أصوات النشاز القادمة من وراء المحيطات والبعيدة عن الواقع وأوضاع الوطن وظروفه، فرؤى هؤلاء وتصوراتهم دائماً تكون مبنية على أوهام ومعلومات مبتذلة وعقد تعكس واقعهم في بلاد الغربة، والذي غالباً ماتبرز فيه ازدواجية الشخصية وعقد الشعور بالنقص لأنهم تركوا الوطن وهو يعيش المحنة، ولكي لانظلم جميع من يعيش في الغربة، نقصد اولئك الذين دأبوا أعطاء النصح وتقييم عمل الذين يتصدون الواقع الصعب النابع من أرض الوطن بمفرداته وتقاطعاته المختلفة، نقصد من يطيب لهم الانتقاد والتقييم والمزايدات الوطنية من وضع مريح ومن الغرف الدافئة أو المكيفة في اوربا أو اميركا، وبالاعتماد على مايعرض من على شاشات التلفزيون أو معلومات غير دقيقة ومتناثرة تأتي من هنا أو هناك. هؤلاء يطلقون أحكاماً وفتاوى واتهامات كيفية من دون مراعاة أو أكتراث لنتائجها أو انعكاساتها على مجرى الاحداث في الوطن، أما عن جهل أو عن قصد، ويأتي في مقدمة هؤلاء السيد انطوان الصنا الذي أفلس فيما يكتب بعد أن أفرغ كل ما لديه من أتهامات ونعوت ووصايا ومواعظ على الاحزاب المسيحية والعراقية الوطنية، ليتحول هذه المرة على مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية مستهلاً هجومه وأتهاماته منظمة حمورابي لحقوق الانسان، تلك المنظمة التي بدأت تشق طريقها في خضم أوضاع صعبة ، حيث الاعتداءات والانتهاكات على حقوق الانسان، تقع في كل لحظة في العراق، وحجم العنف لايزال في أعلى مستوياته، لتدافع وتفضح هذه الانتهاكات بشكل أو بآخر وحسب أمكاناتها وقدراتها الذاتية التي بدأت تتنامى تدريجياً سواء على مستوى الاداء أو الخبرات، واصبحت من المنظمات غير الحكومية الوطنية التي تحظى بالمصداقية والحيوية ، واضحت تقاريرها وبرامجها ذات شأن في الوسط العراقي أو غيره... لذلك يجب أن لانستغرب وأزاء تنامي وتطور قدرات حمورابي أن يظهر ويبرز أشخاص من أمثال صنا ممن لايسرهم هذا التفوق والنجاح، لان نجاح أي مؤسسة عراقية سواء كانت حمورابي أو غيرها تكشف خيبتهم وضعفهم ، لذا لابد عليهم مهاجمتها أو الصاق التهم بها أو التشويش عليها بغية تشويه عملها وصورتها لمنعها من تحقيق اهدافها الوطنية والانسانية النبيلة. في الحقيقة لم يكن لنا الرغبة في الرد على انطوان الصنا لاننا نعتقد ان الرد على ما يطرحه صنا وأمثاله هو مضيعة للوقت أولاً، وكذلك يعطيهم اهمية وهم لايستحقونها ثانياً، لكن بعض الاخوة من أعضاء المنظمة ومؤازريها طالبوا بضرورة الرد ونزولاً عند رغبتهم نود أن نوضح النقاط التالي:
1- ان منظمة حمورابي لحقوق الانسان ليست منظمة مسيحية بل هي منظمة عراقية خالصة، تضم أعضاء من مختلف المكونات العراقية مسلمين ومسيحيين ، شيعة وسنة ، واكراد وايزيديين وصابئة وغيرهم ، وفي نظامها الداخلي مادة مهمة تستند عليها والتي تنطوي على ايلاء اهتمام خاص بحقوق المكونات الصغيرة (الاقليات) وضمان حقوقهم. ومن هذا المنطلق تقوم بفعاليات خاصة بالاقليات ، لكنها لاتنخرط في الصراعات والتقاطعات السياسية الموجودة بين الكتل والتيارات المسيحية ، ان كانت مجلس شعبي او زوعا أو غيرهم، فالمنظمة لاتكترث للتنافس السياسي الذي يجري بين هذه الكيانات السياسية ، بل ان مايهما بالدرجة الاساس هو تعزيز وضمان حقوق المكونات الصغيرة ، وحث السلطات العراقية للاهتمام بها وضرورة مشاركتها وتمثيلها بما يتناسب وحجمها واهميتها.
2- ان مجلس أدارة المنظمة ورئاستها جاء في مؤتمر أنتخابي وبحضور ورعاية قاضي عراقي، وضمن عملية أنتخابات شفافة ونزيهة وان النظام الداخلي للمنظمة لايتضمن أي فقرة تمنع الحزبيين من الانتماء اليها، ففي المنظمة يوجد اعضاء من تنظيمات عراقية مختلفة وبما فيها المجلس الشعبي، لكن العبرة ان المنظمة لاتسمح ان تكون منبراً لتمرير برامج حزبية وسياسية محددة.
3- ان المنظمة في مؤتمر بغداد ومؤتمر الحمدانية لم تستثن أحداً من الدعوات ، لكن عدم الحضور للبعض كان بسبب التقاطعات الموجود بينها ولايجوز تحميل المنظمة وزر المشاكل الموجودة بين الاحزاب والتنظيمات السياسية المسيحية والخلافات الشخصية بين رموزها أو بين الذي قد تحصل بين تنظيمات الشبك أو الايزيدية أو الصابئة، فأتهام المنظمة بأقصاء البعض يعد تجنياً عليها وعلى دورها وحياديتها واستقلايتها.. ففي مؤتمر الحمدانية حرصت المنظمة على دعوة النواب الممثلين في البرلمان العراقي وبرلمان اقليم كردستان، فالجميع كانوا مدعوون سواء كانوا على قائمة الرافدين أو على المجلس، والطرفين ليس فقط لم يحضرا بل لم يحسنا بروتوكول أو أتكيت الاعتذار ، واسباب عدم حضورهم نحن نجهلها ايضاً. والمنظمة تقدر وتثمن الاطراف التي حضرت وناقشت بفعالية وبروح أخوية بعيدة عن العقد والضغائن والاحقاد. وهذا دليل على حرصهم على تعزيز روح الحوار والتقارب وايمانها بضرورة ايجاد الحلول للمشاكل والتحديات التي تواجه المكونات الصغيرة.
4- نعرف ان عدداً من المسيحيين تمتلكهم عقدة زوعا، لاسباب لانعرفها، ومنهم السيد انطوان صنا، فلهم نقول ان زوعا ليس عاراً ، بل انه نهج ومسيرة وتضحيات ينبغي ان يفتخر بها كل مسيحي وطني ومخلص للعراق، وبغض النظر من يقوده ان كنا متفقين معه او لا، ولو كان عاراً لما انتخبه العراقيون مرة أخرى في البرلمان الجديد. فالمنظمة ليس لها عقدة زوعا أو المجلس الشعبي أو الحزب الوطني الاشوري أو قائمة عراقيون أو كتلة العراقية أو كتلة دولة القانون أو غيرها... أن عقدة المنظمة هي فقط من أولئك الذين لايسرهم تقدم العراق ونهوضه وعودة وجهه الحضاري، وأن مجلس أدارتها ورئيسها قد تجاوزوا العقد الحزبية والطائفية والقومية التي تأسر السيد انطوان صنا وأمثاله، فمنظمتنا ورموزها ليسوا أسرى تلك العقد والامراض بل تتشرف بكل هؤلاء الاحزاب والكيانات أعلاه وغيرهم طالما تعمل جميعاً لمصلحة العراق وشعبه.
5- ان المنظمة يشرفها ان يرعى مؤتمرها السيد اثيل النجيفي محافظ نينوى بالقدر الذي يشرفها ان يرعى مؤتمراتها الاخرى تمر كوجر محافظ دهوك، وهو صديق حميم وكذلك السيد نوزاد هادي محافظ اربيل، والاخ دانا مجيد محافظ السليمانية. لكن المنظمة حريصة على تطبيق ومراعاة البروتوكولات الرسمية ،التي تقتضي ان يكون راعي المؤتمر محافظ المدينة التي ينعقد فيها المؤتمر، فليس للمنظمة أي حساسية أو عقدة من أن تكون مؤتمراتها الاخرى في أية محافظة عراقية كأن تكون أربيل أو البصرة أو دهوك، ان الامر تحكمه مقتضيات مضمون ومادة المؤتمر وبما تتحقق المعطيات والمقومات الاخرى لذلك.
6- ان محافظ نينوى لم يمل او يفرض أي وصاية على المؤتمر بل اعطى كلمة قيّمة في المؤتمر ، وعبر عن رأيه بشكل حر، كما عبر الاخرون ايضاً عن أرائهم وتصوراتهم بشكل حر دون ضغط أو أكراه. وعندما عبر رئيس منظمة التضامن المسيحي عن مخاوفه من انتهاء الوجود المسيحي في العراق نتيجة أستمرار نزيف الهجرة، عبر مقارنة جاءت بمعنى انه يخشى أن يكون مصير المسيحيين العراقيين كمصير اليهود العراقيين وتتحول كنائسهم الى مجرد مزارات يرتادها فقط الزوار المغامرون كما حصل لمزار نبي ناحوم في القوش ، ويصبح عددهم لايتجاوز عشرة أفراد من كبار السن، كان لمحافظ نينوى تعليق، عبر عنه بمنتهى الدبلوماسية عندما قال أن رئيس منظمة التضامن المسيحي الدولية ، لم يكن موفقاً هذه المرة في المقارنة موضحاَ أن هذه المقارنة غير دقيقة ولايمكن مقارنة اليهود بالمسيحيين ابداً، وقد أعطى له المؤتمر حق الرد وكذلك سمح لرئيس منظمة التضامن المسيحي الدولية بالرد ، لكنه اعتذر وقال ليس لدي أي تعليق آخر على كلام السيد المحافظ ، وهذا أمر طبيعي يحصل في جميع المؤتمرات ، وهكذا سارت اعمال المؤتمر في اجواء ديمقراطية حرة ، شملت أراء متقاربة ومتفقة وأخرى متباينة، وهذا ديدن الديمقراطية.
7- على مايبدو ان السيد صنا لايتابع كل نشاطات المنظمة وتقاريرها ولقاءاتها الاعلامية والصحفية داخل الوطن وخارجه، ففيها كل ما يجول في خاطره حول السجون والاعتداءات والانتهاكات ، خاصة أن المنظمة قامت بزيارة السجون وادانت السجون السرية عبر وسائل أعلام عراقية وعالمية، ورفعت تقاريرها الى الحكومة العراقية بشكل واضح وشفاف ، لكن كما ذكرنا في البداية ما اطيب أطلاق التهم من الغرف المكيفة ومن معلومات شحيحة ومتناثرة.
8- ان المنظمة ليست في جزر الكاريبي ، فأن مقرها الرئيس بغداد ، وانها خاضعة للقوانين العراقية ، وللمراقبة والتفتيش خاصة انها مرخصة من دائرة المنظمات غير الحكومية التابعة للامانة العامة لمجلس الوزراء، وهناك متابعة لنشاطاتها وحركتها المالية وتقاريرها. فالمؤتمرات التي عقدتها كانت برعاية وبتمويل شخصيات رسمية مهمة في الدولة العراقية وشخصيات أخرى ميسورة، ترى في المنظمة المصداقية والعمل الجاد، فحمورابي تكن لهم كل التقدير والاحترام لدعمها المتواصل للمنظمة خاصة بعد ان رأت هذه الشخصيات مصداقية وشفافية المنظمة، وقد أثمر ذلك بناء ثقة متبادلة استطاعت المنظمة أستثمارها في تنفيذ برامجها من أجل الدفاع عن حقوق الانسان.
9- في مؤتمر بغداد والحمدانية كانت لمنظمات المجتمع المدني للاقليات من اقليم كردستان العراق مساهمة واضحة، وكانت الدعوات موجهة لعدد اكبر منها، لكن القسم اعتذر عن الحضور لاعتبارات ذاتية واخر لم يحضر لامور نجهلها، أما عن عدم وجود مكاتب أو نشاطات في اقليم كردستان العراق ، فأن المنظمة أكتفت بمكتبين لها لأعتبارات تتعلق بأمكاناتها المالية المحدودة، أحدهم المكتب الرئيسي في بغداد ومكتب نينوى الاقليمي ، وهو يشرف على محافظة نينوى ومحافظات أقليم كردستان ، وان نشاط المنظمة في الاقليم يقتصر حالياً على أعمال الرصد والمتابعة لاوضاع حقوق الانسان ، وهي متضمنة في تقارير المنظمة وفعالياتها الاعلامية.
الناطق بأسم منظمة حمورابي لحقوق الانسان
بغداد في 30 حزيران 2010