خريف الشعب بين صيف البرزاني وشتاء المالكي
ان نظرنا إلى عنوان المقال نجد ان هناك أسماء لثلاثة فصول السنة (خريف – صيف – شتاء) أين ياترى هو الربيع؟ وبالمقابل هناك ثلاثة شخصيات (اثنتين منها هي من ضمن صانعي القرار العراقي – المالكي والبرزاني مع حفظ الألقاب) والآخر هو اسم معنوي لمكون شامل يعيش خريفه بين ربيع البرزاني وشتاء المالكي، وهكذا نحتاج إلى معرفة مكان الربيع لتكتمل دائرة ودورة الحياة السنوية العراقية، ألا تكفي 9 سنوات والربيع العراقي غائب؟ لنفتش عنه عسى ولعل ان نجده بين حرارة الصيف وزمهرير الشتاء
كي نبقى بالصورة نحاول ان نوضح ما المقصود بصيف البرزاني وشتاء المالكي! قبل فترة من الزمن اتصل بي الزميل والكاتب القدير كفاح محمود طالباً تقييم مقالته التي كانت تحت عنوان "كهرباء كوردستان ونفط الشهرستاني؟" تجدون نصها على الرابط أدناه 1، وفي المقال يؤكد زميلنا المبدع كفاح على المقارنة بين ما تم انجازه في كردستان العراق وتطور في معظم المجالات وخاصة الكهرباء والخدمات مقارنة بالمحافظات الـ 15 التابعة لسلطة المركز وبشكل خاص زيادة نسبة الفقر إضافة إلى الافتقار إلى خدمات الكهرباء وعدم وجود الأمن والأمان ،،،الخ
وعند تقييمنا لهذا المقال بنقد موضوعي بَنّاء! توضح لنا صورة شتاء المركز/المالكي وصيف كردستان / البرزاني، هنا وجوب ان نقول الحق بوجه الملك، ونؤكد كلامنا السابق كون الكورد قد لعبوها بحنكة وسياسة عالية واستفادوا من الخبرات المتراكمة وخاصة اضطهاد الحكومات فعرفوا وخَبّروا معنى الحرية وحقوق الإنسان، ويعترفون على لسان وزرائهم وقادتهم بوجود انتهاكات لحقوق الإنسان داخل الإقليم بنسبة! وطلبوا من مركزنا الحقوقي الذي يضم اليوم 45 منظمة حقوقية ومجتمع مدني رئيسية وفرعية وهيئتنا العالمية التعاون والشراكة وتبادل الأدوار من اجل العمل على كشف الفساد وإحقاق الحق ومحاربة الظلم أينما وجد!!!ونحن لبينا الطلب كونه يصب في خانة حقوق العراق والعراقيين، وهكذا نكون مع تعزيز التوجه الديمقراطي في العراق وخاصة كردستان العراق في مؤتمرنا القادم، إذن هذا هو صيف البرزاني ليس كشخص بل كقائد يقابله شتاء المركز/المالكي ليس كشخص بل كقائد أيضا، نحن مع تقوية المركز ومع العراق الجديد،علينا ان نكون مع محاولات التوجه الديمقراطي ولا نقول (محاولات الديمقراطية) لبناء العراق الجديد، ولكن فشل الأحزاب الطائفية/الدينية في قيادة العملية السياسية لدورتين كاملتين (8سنوات) واستشراء الفساد بأنواعه وأشكاله في مرافق الدولة مع غياب الأمن والأمان والخدمات وازدياد نسبة الفقر وتكريس الدكتاتورية السياسية ودكتاتورية الأشخاص،،،،الخ هذا ليس كلامنا طبعاً ولا نأتي بجديد، وإنما هو واقع حال مثبت رقمياً لدى المنظمات العالمية وحقوق الإنسان، هو واقع حال بالوثائق والأرقام عالمية وإقليمية منها العفو الدولية والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان المستقلة النزيهة وليست تابعة او متبوعة كما هو حال معظم بلدان الشرق الأوسط، مما أدى إلى استمرار الشتاء وعدم وجود بوادر لانتهاء الفصل والانتقال إلى فصل آخر وهو الربيع العراقي الذي طال انتظار العراقيين له، انهم يفتشون عنه بين الضباب السياسي الحالي، الضباب المنتج في مصانع السياسات الانتخابية الخاصة، لا بد العمل على إزالة الضباب في انتخابات 2014، لكي ينكشف لنا فصل الربيع الغائب/الحاضر، غائب كواقع حال العراق والعراقيين، وحاضر بسواعد نشطا حقوق الإنسان والكفاءات ورجال ونساء الكفاءات ومحبي السلام
نتائج الـ 8 سنوات الماضية
70 مليار دولار نقد في خزينة العراق = العراقيين بدون كهرباء + زيادة نسبة الأمية والجهل وبالتالي زيادة من يقول: نعم ونعم فقط + زيادة نسبة الفقراء والأرامل واليتامى + تجارة الرقيق والمخدرات واستغلال الأطفال في الدعارة + زيادة تجارة الحبوب والأدوية الفاسدة + الأمن والأمان يطيرا مع الغبار السياسي + ذهب دكتاتور وجاءت مئات الدكتاتوريات + العراق في ذيل قوائم انتهاكات حقوق الإنسان وأخيرا وليس آخراً ان رأس العراق قُدمَ على طبق من ذهب إلى الدول الإقليمية مثلما قدم هيرودس رأس يوحنا المعمدان إلى ابنة هيروديا كما جاء في العهد القديم
العراق ينزف دماً منذ دورتين كاملتين – انتهاك حقوق الأقليات على قدم وساق حسب خطة عنتر بن شداد التي تتلخص بقتل الأضعف لكي يخاف الأقوى، نعم نحن ما يسموننا بالأقليات يعتبروننا الحلقة الأضعف ولكننا اصلاء وأصليين نبتنا من هذه الأرض ولم نأتي مهاجرين او بالسيف، لكننا الأقوى في محبتنا وصدقنا وإخلاصنا ولا نخون الأمانة وقولنا مطابقة لأفعالنا، ليس ضعفنا سوى تواضعنا وعملنا النزيه، نسير خلف بطريكنا الجليل في "الأصالة والوحدة والتجدد" بكل قوتنا وتضحياتنا وآمالنا، في المقدمة هي وحدة العراق والعراقيين، اضطهاد المسيحي واليزيدي والصابئة والأقليات الأخرى ليس هو إلا اعتراف بأصالتهم ونبلهم ووطنيتهم وتمسكهم بأرضهم، نعم العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ينزف دماً والجميع ينظرون متفرجين ولكن هيهات لا يوقف النزيف ولا تضمد الجراح إلا من الداخل وليس من الخارج
هنا مربط الفرس كما يقولون! لسنا مع مكون ضد آخر، ولا نقف بين هذا وذاك، بل نحن مع الحق وسنبقى مادامت لا تغمض لنا عين عندما يُضْطَهَد شعبنا الأصيل، وسؤالنا هو: هل تستمر الأحزاب الطائفية والمذهبية/الدينية في لعبة جر الحبل لغرض الاستمرار في إثارة الغبار للذهاب إلى 4 سنوات عجاف أخرى؟ أَمْ تترك الخاص/الطائفة والمذهب والشخص وتذهب معنا إلى العام/الوطن والإنسان؟ انه خيار الشعب وخريفه في انتخابات2014
عندها يظهر ربيع العراق بزهوره وألوانه المتنوعة والمتعددة
25 كانون الأول 2013