نستعيد في هذه الأيام الذكرى الرابعة للجريمة البشعة التي اقترفها الإرهابيون في كنيسة سيدة النجاة في بغداد و التي راح ضحيتها كوكبة من الشهداء الأبرار الذين كانوا يؤدون صلاتهم تمجيدا لله العلي القدير و تسبيحا ببركته و عرفانا بمسراته
إن تلك الجريمة الوحشية تؤكد بما لا يقبل الشك إن الإرهابيين لا دين لهم و أنهم مجموعة من المتوحشين الظلاميين الذين لا يطيقون نور الله و لا يطيقون التحدث بنعمته، فكنيسة سيدة النجاة لم تكن موقعا عسكريا أو امنيا بل هي معبد من معابد الرب و عنوان من العناوين العراقية الروحية و الإيمانية و هكذا فحين استهدفها الإرهابيون أنما أرادوا بذلك أن يطفئوا نور المحبة و الأخوة و الشراكة
و ها هي الأحداث الجارية في العراق تؤكد ذلك مجددا بالجرائم البشعة التي ترتكبها المجاميع الإرهابية في الموصل و بخديدا و تلكيف و برطلة و بعشيقة و سنجار و تلعفر و في مدن و بلدات و قرى عراقية أخرى
أخيرا و كما لم تستطع الجريمة التي استهدفت كنيسة سيدة النجاة أن تزعزع جذور العراقيين المسحيين بوطنهم فان الجرائم الحالية التي ترتكب ضدهم و ضد مكونات عراقية أخرى هي اضعف من أن تهز صبرهم و صمودهم في مواجهة هؤلاء الطغاة المتخلفين الذين لا بد أن تصيبهم الهزيمة و الاندحار و الاندثار حتما فلا مستقبل للعراق إلا بالتنوع و التضامن و الأخوة الوطنية و الشراكة الروحية
منظمة حمورابي لحقوق الإنسان
بغداد 1/11/2014