بالتعاون مع مجلس الدين والامن ( RSC ) الإيطالية شاركت السيدة باسكال وردا في سيمينار شهدته العاصمة الايطالية روما بدعوة وتنظيم السيمنار بالتعاون بين مركز قوات دعم الامن التابع للناتو SFA, RSC
•السيدة باسكال وردا تقدم مداخلة عن افضل السياسات لتعزيز المصالحة والتعايش السلمي
•لا يمكن لأية دولة ان تتصدى بمفردها للجرائم الارهابية وانما بالسياسات الدولية المشتركة
•التنوع السكاني غير مسؤول عن التدهور الحقوقي الذي اصاب الواقع الاجتماعي وانما السياسات الفوضوية التي اعتمدها الارهاب
•ان الحقوق والكرامة موروث من الطبيعة البشرية وليست حالات مكتسبة
تساءلت السيدة باسكال وردا رئيسة منظمة حمورابي لحقوق الإنسان عن أفضل السياسات و الممارسات لتعزيز المصالحة و التعايش السلمي وأجابت على هذا التساؤل في التأكيد على الاهتمام بآفاق الشراكة السلمية مع ملاحظة أنه لا توجد دولة قادرة بمفردها على حل المشاكل، ولذلك ينبغي ان يتطور التعاون الدولي في مواجهة الارهاب خاصة وان هذه المشاكل تعاني من تفرعات مركبة على غرار كيان داعش الذي غزا سوريا و العراق ونفذ سياسات تدمير واسعة ، استهدفت الآثار التاريخية، والقتل و التهجير و الخطف و مصادرة حقوق المواطنين بالكثير من الإمعان و الكراهية.
إن حالة عدم الاستقرار والترهيب التي أصابت العالم و خاصة في العراق و سوريا وفي أوروبا مثل التفجيرات التي طالت فرنسا و بلجيكا، إنما تؤكد انتشار خطاب الكراهية و محاولات تطبيع الجرائم واستخدام المزيد من أدوات الإبادة الجماعية على غرار ما حصل للإيزيديين و المسيحيين و غيرهم.
وأضافت، إن خطاب الكراهية قد استفحل باسم الدين الإسلامي، وازاء ذلك لا يمكن ان تتحقق عدالة انتقالية حقيقية إلا من خلال كشف و إدانة الأفعال الإرهابية والتصدي لها بالمزيد من الإصرار و المتابعة.
و توقفت السيدة وردا عند عوامل العنف الجيوسياسية و التاريخية مشيرةً الى الاساليب الدموية التي استخدمت في ذلك ، و من هنا يمكن القول إن التنوع السكاني ليس هو السبب في ذلك بل السياسات الفوضوية الإرهابية هي السبب الحقيقي مع ضعف الدولة و ما يتبع ذلك من تأثير قوة الجماعات المسلحة، كما أن التمييز الديني و المفاضلة بين هذا الدين أو ذاك، إنما كرس الظلم و أساء إلى مفهوم الحرية الدينية. وفي مجال اخر قالت السيدة باسكال وردا ان الانتهاكات التي يتعرض لها العراق تمس سيادته وحدوده شرقاً وشمالاً نتيجة التدخل الإيراني والتركي علماً ان تركيا عضو في حلف الناتو في حسن يسعى الناتو الى إيجاد سبل للشراكة والتعاون مع العراق، وفي هذا مفارقة سببها تركيا التي ما زالت تنتهك حدود العراق الشمالية بما يمس سيادته.
وفي حديثها عن العامل الاجتماعي، أشارت السيدة وردا إلى التدهور الحاصل في حياة العراقيين ، فنسبة الفقر بينهم وصلت إلى ٤٠٪ ، كما أن مستوى التعليم في المراحل الدراسية كافة يعاني التدهور ، هناك الآن أكثر من ألف مدرسة لا تتوفر فيها أي شروط صحية أو خدمية فأغلبها مبنية من الطين أو الخيام أو هي كرافانات، كما أن عدم الاستقرار الأمني في مجال التعليم تسبب في عمليات خطف و اغتيال و تعرض مدرسين و طلاب للنزوح مما ادى الى تدهور العامل الاجتماعي.
وتوقفت السيدة وردا عند التناقض الذي ورد في الدستور العراقي عن دين الدولة الذي يكفل الهوية الاسلامية فحسب، في حين ان العراق بعدد من الهويات الدينية الاخرى مما تسبب في تناقض مع حرية المعتقد.
السيدة وردا تطرقت أيضاً إلى الحلول المطلوبة لمعالجة ظواهر العنف و التسلط و التمييز السلبي مشيرة إلى ضرورة الالتزام بالمادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الانسان، مؤكدة ان الحقوق و الكرامة موروثة من الطبيعة البشرية و ليس حالات مكتسبة ، ومن هذا الفهم فإن صيانتها تنسجم مع المبادئ الانسانية الاصيلة، وتوقف المشاركون في السيمنار عند التوصيات التي قدمتها السيدة وردا لأهميتها وهي :
1- تعزيز علاقات الشراكة مع السلطات العراقية لغرض دعم وتدريب الأجهزة الأمنية للعمل بطريقة منظمة ومهنية في خدمة تأمين حياة جميع المواطنين على المستوى الوطني لتحسين المزيد والمزيد من السلام والتعايش المستدام.
2- الدعم المالي والمعنوي المباشر لمنظمات المجتمع المدني الفاعلة في واقع العمل الميداني لتعزيز العمل على التوعية والتثقيف والتدريب على قيم السلام والحرية وأهمية التعايش السلمي في الاحترام المتبادل تجاه التراث بأكمله. وان بناء الوطن، يبدأ من الموارد البشرية إلى الموارد الطبيعية والمادية والمصنعة، ويحفظ التراث والذاكرة وغيرها. وذلك مع اختلاف الأجيال في واقع حياتهم وعلى مستوى المؤسسات الرسمية في القطاعين العام والخاص، مع التركيز على وزارتي التربية والتعليم العالي. ويشمل ذلك أيضًا تطوير المناهج الدراسية وجعلها أكثر موضوعية من ناحية، ورفع قدرات الكادر التربوي من خلال التدريب المستمر والتوعية بقيم السلام والمساواة في الحقوق والنزاهة في الواجبات من ناحية أخرى.