· المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الانسان يقيم ندوة حوارية بشان جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبتها المجاميع الارهابية
· وليم وردا وبشرى ألعبيدي وحنين القدو يتحدثون في الندوة مشخصين الكثير من الوقائع المأسوية التي طالت الاقليات
· حوارات مكثفة اتسمت بالكثير من الموضوعية على هامش ما طرحه المحاضرون الثلاثة
أقام المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الانسان ندوة حوارية في بغداد يوم 6/8/2016 بمناسبة مرور سنتين على الابادة الجماعية التي تعرض لها المواطنون العراقيون في سنجار وسهل نينوى على يد المجاميع الارهابية الداعشية التي اجتاحت هذه المناطق في هجمة عدوانية تمثلت فيها كل نزعات الوحشية والحقد والبدائية والتخلف والاصولية المغلقة التي لا تعرف وسائل لنشر افكارها المريضة سوى بالقتل والتنكيل والعزل والتدمير .
لقد حاضر في الندوة السيد وليم وردا مسؤول العلاقات العامة في منظمة حمورابي لحقوق الانسان مركزا على الوقائع المأسوية التي طالت مكونات عراقية اصيلة وتمثلت بكل انواع الجرائم واضاف ان داعش سعت لمحو الايزيديين والمسيحيين من خريطة السكان العراقيين الأصليين ، ومارست القتل والترحيل القسري والسبي والاستعباد الجنسي ضدهم وفرضت ظروف معيشية سيئة كالاعتقال والسجن والتعذيب والاكراه على تغيير الانتماءات الدينية وفرض وضع عليهم بما يشبه الموت البطيء وفرض اتاوات عليهم وفق المنظور الشائع ( الجزية ) وكذلك ابعاد الاطفال عن عوائلهم وتدريبهم وانتزاعهم من محيطهم الثقافي والديني وهناك الان اكثر من ثلاثة الاف طفل يتعرضون لذلك فضلا عن الطفلة كريستينا التي انتزعها احد الارهابيين من حضن امها واختفى بها في الموصل.
وكذلك الاحتفاظ بالنساء في عبودية جنسية وبيعهن وتبادلهن أو إهدائهن وهذه الوقائع لا تحتاج الى ادلة أكثر كما أعلن على شاشات التلفاز .
ومضى قائلا :
ان داعش اعترفت وعبرت عن نيتها بالقضاء على الايزيديين ا والمسيحيين على انهم كفار ويمكن استعباد نسائهم واعتبارهم من غنائم الحرب واعتبار ذلك ( حلال ) عليهم ارج وان تتوقفوا عند هذه الكلمة .
لقد وصفت داعش اكثر من مرة بان الايزيديين اقلية وثنية واعتبرت الجزء الأكبر من الشبك وهم من الشيعة ، بانهم خارجون عن الاسلام بوصفهم " روافض" ، وقد شملهم القتل والتهجير ، ودمرت اغلب مراقدهم وحسينياتهم ، ففرغت اكثر من 55 قرية شبكية من سكانها في سهل نينوى ووصل عدد المهجرين من الشبك ما يقارب 200 الف شبكي كما ان اكثر من 11 الف كاكائي ازيح من قراه قسرا ، صحيح ان ليس للكاكائيين نساء سبايا عند داعش ، لكن داعش قتل العديد من المدنيين من الكاكائيين ، وان ثلاثة من الكاكائيين كانوا ضمن ضحايا سبايكر ، كما ان خمسة من اهم مراقدهم دمرها داعش عندما اجتاح قراهم .
التركمان لا يقل نصيبهم من القتل والتهجير القسري من قبل داعش عن الاخرين، لابل استخدمت داعش غازات كيمياوية ضدهم في البشير . واثبتوا بطولة في الدفاع عن مناطقهم خاصة في مدينة امرلي . فقد وصل عدد المهجرين من التركمان الى اكثر من 300 الف .
وتساءل السيد وليم وردا كيف يمكن تحقيق الاستقرار وما هي الوسائل لإعادة الأعمار والتنمية ؟
وما المطلوب لأنصاف الضحايا والتأهيل .... هل حصلت محاسبات للمجرمين ، هل القضاء العراقي مؤهل ؟
وما الذي يجب ان تقوم به منظمات المجتمع المدني . ... وجهودها في موضوع النازحين وجهودها في موضوع الابادة الجماعية ضد الايزيديين والمسيحيين ..... هل توجد قوانين وطنية توصف جرائم داعش بجرائم الابادة الجماعية او جرائم ضد الانسانية ؟
هل ماحصل للأيزيديين او المسيحيين يعد من جرائم الابادة الجماعية وجرائم ضد الانسانية .؟
وما هو الوصف القانوني لجرائم داعش ؟ انها جرائم ارهابية مما ينطبق عليها قانون مكافحة الارهاب . اذ ان داعش ارتكبت جرائم ابادة جماعية ضد المجتمع الايزيدي والمسيحي ، وجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب والتطهير العرقي ضد الاقليات العراقية الاخرى .
وهل المفروض ان نتوجه الى محاكم دولية ام وطنية من التقدم قدما في محاسبة مجرمي داعش ؟ وما هي التحديات .؟
واكد مسؤول العلاقات العامة في منظمة حمورابي لحقوق الانسان انه هناك حاجة ملحة لتوفير الحماية المادية بشكل مدروس ومنسق بدرجة افضل لحماية السكان الاكثر تعرضا للخطر.
وأضاف... يجب ان يصاحب اية جهود للتحرير واعادة السكان ، توفير الحماية الفعلية والحقيقية لجميع المكونات المعرضة للخطر ، ويشمل ذلك المكون السني في المناطق التي تحتلها داعش حاليا .
وينبغي وضع استراتيجيات طويلة الامد لمنع تكرار الفظائع الجماعية . يجب ان ترتكز الاستجابة الى التهديد الذي تشكله داعش والجماعات الارهابية الاخرى على منع فظائع جديدة بحق المدنيين وحمايتهم . وينطبق ذلك على نينوى وعلى العراق باكمله .
اما الدكتورة بشرى العبيدي فقد تناولت في حديثها محنة المراة العراقية في كل ما جرى وأوصت بخمسة عشر توصية منها :
1- زيادة المشاركة الفاعلة والنسبية للنساء في مواقع صنع القرار على كافة المستويات وفي جميع لجان المصالحة ومفاوضات بناء السلام .
2- تكامل وادماج النوع الاجتماعي في جميع السياسات والعمليات المرتبطة بمنع النزاعات وتسوية النزاعات وبناء السلام في العراق .
3- توفير حماية كاملة للنساء والاطفال في حالات النزاعات المسلحة ولما بعد النزاعات عملا بالمواثيق الدولية والقانون الانساني الدولي .
4- زيادة تاثير النساء ونهج حقوق الانسان للمراة في المفاوضات والسلم الاهلي وفي اتخاذ القرارات السياسية .
5- رفع مستوى الوعي بالقوانين الانسانية وحماية حقوق الانسان لا سيما المتعلقة بحماية النساء والاطفال ، والمساواة بين الجنسين للعاملين في المجال الانساني والقائمين على حفظ السلام .
6- توفير خبراء مؤهلين ومدربين على اعلى المستويات للتعامل مع النساء والاطفال المتعرضين للعنف وعل كل المستويات الصحية والنفسية والتربوية والاجتماعية والقانونية .
7- التصدي للعنف بشكل عام وللعنف الموجه ضد النساء والاطفال بشكل خاص وباشكاله كافة في اطر التخطيط والتمويل للمساعدات الانسانية وبناء السلام والتنمية والحوار السياسي لضمان استمرارية منع العنف والتصدي له .
وكان المتحدث الاخير النائب والناشط الحقوقي حنين القدو الذي توقف عند الجرائم التي طالت كل الاقليات العراقية وكذلك اشار الى ضعف الامكانيات المتوفرة لحماية الاقليات ، محذرا من ان الخطر القادم سيكون اكبر اذا لم تتم معالجة ما يعرف بالمناطق المتنازع عليها والكف عن نزعة الهيمنة على حقوق الاقليات والعمل بموجب اليات تتيح لهذه الاقليات الامساك باوضاعها الامنية والاقتصادية بعيدا عن اي تسليط او تهميش ,
هذا وقد شهدت الندوة حوارات مفتوحة بين الحاضرين على هامش ما طرح فيها من افكار وتشخيصات .