· السيد وليم وردا يسلط الضوء على الأوضاع المأساوية للعراقيين النازحين والمهجرين قسرا بسبب الإرهاب والعنف المسلح
· حديث السيد وردا جاء ضمن ورشة أقامتها الجامعة الأمريكية في السليمانية بدعم وتعاون المعهد الملكي للشؤون الدولية
· الورشة تناولت بالتفصيل مقياس أزمة النزوح والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومديات النجاح والفشل بالاستجابة والتحديات والدروس المكتسبة
وصف السيد وليم وردا رئيس مجلس شبكة تحالف الأقليات العراقية أوضاع النازحين العراقيين بسبب العنف المسلح وسيطرة المجاميع الارهابية على مناطق واسعة من العراق ، بأنها أوضاع مأساوية بكل ما يحمل هذا التوصيف من معنى دقيق .
وأضاف في ورشة أقامتها الجامعة الامريكية في السليمانية يومي 16-17/5/2016 بدعم وتعاون المعهد الملكي للشؤون الدولية مؤكدا على اربعة حقائق اساسية الاولى منها تتعلق باوضاع النازحين الاقتصادية مؤكدا على الواقع المزري المتمثل بالبطالة التي تخيم على اغلب النازحين بعد ان فقدوا اعمالهم في مدنهم وبلداتهم ويعيشون حاليا تحت وطأة الاختلاط الجبري والمشاركة في الخدمات على قلتها والضعف الذي يسودها وغياب استقلالية حقيقية للحياة الزوجية والعائلية وكذلك التذبذب في موضوع استلام الرواتب الشهرية وعدم استلامها بشكل منتظم ، الى جانب عدم قدرة النازحين في تحريك حساباتهم المصرفية بعد ان سيطر داعش على المصارف في مناطقهم .
والحقيقة الثانية تتعلق بالوضع الخدمي للنازحين مؤكدا انه لا يوجد مخيم واحد من مخيمات النازحين تتوفر فيه الخدمات الكاملة لا من حيث مياه الشرب ولا الاستخدام المنزلي أو الصحي ، الى جانب انقطاعات التيار الكهربائي المتكررة ولساعات طويلة قد تصل احيانا الى اكثر من 12 ساعة .
اما الحقيقة الثالثة فهي بشان الوضع الصحي العام والواقع النفسي للنازحين حيث اكد السيد وردا انه لا يخلو مخيم من مخيمات النازحين من اصابات مرضية جسدية بعضها يتعلق بالامراض الجلدية كالجرب وحبة بغداد واخرى بامراض باطنية وقلبية وغيرها نتيجة سوء التغذية واختلافات البيئة والنظافة وغيرها ، كما اكد ان تفاقم الحالات المرضية لانه ليست هناك عيادات طبية ثابتة بالمخيمات وان وجدت فهي تفتقر للاطباء الاختصاص وللادوية الجيدة، كما ان الواقع الاقتصادي المزري يحول امام النازحين دون مراجعة عيادات الاطباء الاختصاص حيث اجور الفحص والكشف السريري غالية جدا وان اكثر الامراض تنتشر بين الاطفال والنساء ، كما أضاف السيد وردا مؤكدا على الجانب النفسي للنازحين الذين يشكون من حالات نفسية قاسية نتيجة البطالة والاحباط والانكسار حيث انتشرت بين صفوفهم امراض نفسية مثل امراض الذهان والاكتئاب وحالات قلق وانسحاق يوميا تتكرر مشاهدها بشكل عادي بالمخيمات يضاف الى ذلك معاناة النازحين واغلبهم من النساء والاطفال حيث يعانون من صدمات واضحة خصوصا بين الفتيات والنساء اللواتي تعرضن للبيع والاغتصاب.
اما الحقيقة الرابعة فتتعلق بالواقع التعليمي حيث هناك قلق كبير يعانيه النازحون على المصير الدراسي لأولادهم وبناتهم خاصة ان هناك نسبة كبيرة تقدر باكثر من 30% من الابناء تركوا الدراسة بسبب تغيير البيئة الدراسية حيث مدارسهم من الخيم والكرافانات والبيوت الصغيرة ووجود اكثر من مدرسة في مبنى واحد مع قلة الخدمات بالاضافة الى نوعية ما يقدم لهم من امكانيات ودراسات .
وعلى الصعيد السياسي اكد السيد وردا في مداخلاته على انسداد الأفق الحالي باحتمال عودتهم في ظل التأخير في تطهير مناطقهم واحتمالية ان تخضع عودتهم الى المساومات السياسية والابتزاز بضغط الكتل السياسية الكبيرة ، وكذلك نتيجة تذبذب الموقف الدولي العام إزاء هذا الملف والشد السياسي والأمني المستمر بين حكومتي الاقليم والمركز في بغداد .
وتناول السيد وليم وردا في مداخلته ضعف الرؤية والإرادة الوطنية المشتركة وعدم التوافق على آلية موحدة لتحرير المناطق التي تسيطر عليها داعش وخصوصا مناطق سنجار وسهل نينوى .
وتطرق السيد رئيس مجلس ادارة شبكة تحالف الاقليات الى موضوع احصائي يتعلق بعدد النازحين في ضمن مخيمات ومناطق اقليم كوردستان ومناطق اخرى ، حيث اشار الى وجود اكثر من 350000 الف يزيدي ، 300000 الف تركماني ، 120000 الف مسيحي ، 200000 الف شبكي ، 10000 الف كاكائي ومن الارقام الملفتة التي اشار اليها السيد وليم وردا وجود 150000 الف معوق نتيجة الحروب واعمال العنف ، كما اكد وجود اكثر من 45% من النازحين هم دون سن الثامنة عشر .
وتوقف السيد وليم وردا عند موضوع اجتماعي يتعلق بحالات الزواج والانجاب وتربية الاطفال ، حيث انخفضت معدلات هذه التوجهات الاجتماعية لعدم وجود استقلالية العائلة وعزوف الازواج عن التوالد بسبب الظروف الحياتية الصعبة التي يعيشونها ، كما اضاف السيد وليم وردا ان الواقع الاقتصادي السيئ يشجع على ابتزاز النازحين واستغلالهم جنسيا .
كما توقف السيد وردا ايضا عند افاق اخرى خلفه النزوح من تغيير ديموغرافي وتركز النازحين في مناطق ذات طابع مشابه مذهبيا ودينيا ولربما عشائريا وارتفاع اسعار الدور السكنية في مناطق النزوح وزيادة السكن العشوائي وزيادة تجاوز على املاك الدولة ، الى جانب ارتفاع نسبة العاطلين في مدن استقبال النازحين ووقوع العبء الاكبر من متاعب النزوح على المراة وغيرها من الاثار التي سبق الاشارة اليها.
يشار الى ان الورشة عقدت عدة جلسات وتقسمت الى مجاميع فيما بعد بحثت فيها حجم الازمة ومقياس الاستجابة الوطنية والدولية واثارها على النازحين من المجتمعات المختلفة ، كما بحثت تلك الجلسات ايضا كيفية تاثير عمليات النزوح على العلاقات الاجتماعية وتاثيراتها الاقتصادية على الواقع في الاقليم وفي العراق على العموم ، كما تم مناقشة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتحديد علامات النجاح والفشل على صعيد الاستجابة والخطوات المطلوبة لتجاوز الازمة وتحسين الوضع .
كما بحثت الورشة الواقع السياسي وانعكاساته على اوضاع النازحين والدروس والخيارات المطلوبة لخلق حالة افضل.
هذا وقد شارك بالورشة أكثر من 30 شخصية وناشطة حقوقية بينهم عدد من الاكادميين والمسؤولين في معاهد وهيئات حقوقية وإنسانية دولية كالسيد نيل كواليام من المعهد الملكي للشؤون الدولية وكريستيان فان دين تورن من الجامعة الامريكية في العراق وبربارة ريجكس من منظمة الهجرة الدولية والسيد مروان علي من ( يونامي ) وان ويمن وريشيل نيوتن وزينب كايا من مدرسة لندن للاقتصاد وروز ماري ولي من برنامج الامم المتحدة للتنمية وباتريسيا فاجين من جامعة جورج تاون ، وكذلك السيد ايريك شوارتز مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة الذي شارك عبر السكايب .