السلام بين الحقيقة والخيال
إننا في هذا البلد من أكثر الناس إستعمالا لكلمة السلام عليكم
حيث أننا نبادر من يلاقينا بكلمة السلام عليكم فهل نحن نعنيها
نحن أبعد ما نكون عن العمل من أجل السلام والعيش بسلام
نعم إنها ممارسة عادة ليس إلا بدون تفعيل لأنها ليست نابعة
من سلام القلب الذي يمنحه الله وتغذيه المحبة الباذلة الصادقة
سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا
لذا فمن لا يعمل فيه سلام السيد المسيح لا يستطيع أن يعيش
حالة السلام الداخلي والذي يملأ قلب صاحبه بالفرح الدائم
لأن السلام إن لم يكن نابعا من القلب فهو سلام خداع ومن
لا يدرب نفسه على فعل السلام لا يستطيع أن يهب السلام لغيره
ولأهمية السلام في حياة الأنسان أعطى الرب يسوع الطوبى لفاعلي السلام جاعلا إياهم أبناء الله وهل أثمن من صير الأنسان إبنا لله
وهي الغاية التي يحيَ من أجلها ويجاهد طول عمره للوصول اليها
فما أسهل أن يصير الأنسان إبنا لله عليه فقط أن يصنع السلام
ولكن إن لم يعمل فيه سلام المسيح لن ينجح مهما جاهد أن يبلغ فعل السلام,لأن كبريائه وكرامته حسب ظنه تدفعانه الى الغضب ’ فالحقد,فالسخط ,فالثأر للكرامة فلإنتقام وإذا به وقع فريسة إبليس
لذا يجب أن سلم ذاته الى عمل الروح القدس تسليما كاملا,ويلبس
سلاح الله الكامل ويتدرع بترس الإيمان ويحمي رأسه بخوذة الخلاص
كي يستطيع أن يتغلب على خداع إبليس الذي يدفعه الى الحقد والإنتقام
بحجة الكرامة المهدورة والمجد المهان وهي حجة واهية وخداعة
لذا على المؤمن أن يسلك حسب الروح ليمتليء قلبه سلاما ويفيض سلامه على إخوته البشر دون النظر الى الدين أو العرق أو الجنس
أو اللون أو الوطن لأن كل إنسان مخلوق على صورة الله ومن يشوَه صورة الله فمصيره بحيرة النار المتقدة المعدة لإبليس وأعوانه
وقانا الله من هذا المصير وثبتَ سلامه في قلوبنا لنحيا بمحبة وفرح وإخاء وعدل ونسلك حسب وصاياه التي أولها بل أهمها أن نحبه وحده من كل قلوبنا ونحبَ أخانا الأنسان كنفسنا لنستحق الطوبى
ونصير بالحقيقة أبناء الله إنه السميع المجيب