أضواء على نشاطات مركزية المشرق في العراق •
- جلسات حوارية بشأن تداعيات هجرة المسيحيين من العراق.
- وليم وردا يتصدى لهذا النزيف البشري المتواصل .
- أسئلة كثيرة وإجابات وافية والهدف تعزيز رباطة الجأش والثبات في الوطن ..
- دعوة مخلصة الى تفكيك مظاهر الانقسامات في الوسط المسيحي العراقي .
تواصل مركزية مسيحي المشرق في العراق عقد جلسات حوارية لتعزيزالوجود الوطني المسيحي العراقي فبعد ان نظّمت جلسة حوارية أولى في بغديدا يوم 23 أيلول 2022، عقدت جلسة ثانية ولكن هذه المرة في مركز ناحية برطلة نهار يوم 24أيلول 2022 تحت شعار " الوجود المسيحي إلى أين؟ مخاطر الهجرة وأثرها على الوجود"
وتولى أدارتها الاستاذ وليم وردا مسؤول العلاقات العامة في منظمة حمورابي لحقوق الانسان ،الباحث المختص في شؤون الاقليات .
تضمن جدول الاعمال عدداً من القضايا التي تتعلق بالتحديات التي تواجه المكون المسيحي العراقي وشاركت فيها نخبة متنوعة ضمت رجال دين واكاديميين وتربويين وناشطين حقوقيين ووجهاء مجتمع وبحضور نسائي وشبابي وازن .
في بداية الجلسة عرض السيد لويس مرقوس أيوب رئيس مجلس إدارة مركزية مسيحيي المشرق في العراق ملخصاً عن المركزية العامة التي مقرها في لبنان وشركائها في كل من ( الاردن، العراق، سوريا، فلسطين، مصر )، كما توقف عند اهدافها الرامية الى ترسيخ وتعزيز الوجود المسيحي الاصيل في المشرق، ثم تطرق الى مسارات عمل المركزية والآليات التي تعتمدها في التصدي للمعضلات التي يواجهها مسيحيي المشرق نتيجة تناقص اعداددهم بسبب الهجرة التي نخرت وجودهم منذ عقود واستفحلت في العقدين الأخيرين ، مما أدى الى تراجع أعدادهم واهتزاز مقومات بقائهم بعد أن كانت المسيحية في الشرق لها حضورها الكبير والمؤثر في محيطها السكاني وجودها الجغرافي الذي نشأت وترعرت فيه مشيراً الى وطنية المسيحيين في بناء العراق ودورهم في ترسيخ مفاهيم التضامن والتعايش عبر مراحل وجودهم التاريخي منذ القرون الاولى الميلادية والى الان .
واضاف السيد ايوب ، كان المسيحيون بيضة القبان في الكثير من مفاصل الحياة الإقتصادية والثقافية والعلمية لما يمتلكونه من خبرة في كل تلك المجالات، إذ كانوا سباقين الى تلك العلوم التي كان لها الاثر البالغ في نمو وتطور العراق قديماً وحديثاً مقابل تضاؤل دورهم الان بسبب الهجرة اذ بات لمغادرتهم بلدهم أثر سلبي على الواقع العراقي العام .
من جانبه تناول مدير الجلسة الاستاذ وليم وردا مناقشة مكامن الخطر في هجرة المسيحيين من خلال طروحات وأسئلة ركًزت على جوهر المشكلة ،
1-هل المشكلة هي في الأنظمة التي تحكمنا، أم في البشر المحيطين بنا
2-هل باتت الهجرة مغذية لسيكولوجية الرحيل عن ديار الوطن العراقي.
3 - ماهي مسؤولية الدولة العراقية في تصاعد هذا النزيف البشري .
4-اين هي الخدمات الاجتماعية واين المساواة التي يمكن ان تدفع المسيحيين للتمسك السكني بوطنهم .
5- نعم الهجرة حق مكفول لكل مواطن للبحث عن حياة افضل عندما يتعرض للتهديد في حياته ، لكنها لن تكون مقبولة حين تتوفر ظروف الحياة الكريمة في وطنهم العراق.
6- التفسيرات الانتقائية لمفهوم الحماية واقتصار تطبيقها على المكونات الكبيرة فحسب .
7- سياسة العزل والتشطيب والاستخفاف التي تحول بين المواطنين العراقيين المسيحيين وبين المشاركة بصناعة القرارات السيادية .
وخلص السيد وردا الى حقيقة ان الهجرة والرحيل عن الوطن هو ضياع للهوية التاريخية المشرقية ،مشدداً على اهمية المراجعة والتوقف عند عدد من الاستحقاقات التي من شأنها ان تعيد الاعتبار للمضامين التي تحمي المسيحيين من التفكير بالهجرة .
هذا وقد افضت الافكار التي طرحها الاستاذ وليم الى عدة تشخيصات مفادها
- ان البيئة الإجتماعية باتت طاردة لوجودهم بسبب التغيير الديموغرافي لمناطقهم التاريخية، تحت ضغط الممارسات الاستفزازية ، وعدم تأقلم الشباب مع هذه الأوضاع الجديدة.
- عدم وجود ضمانات قانونية وأمنية لحماية وجودهم، وتردي الوضع الاقتصادي، وعدم وجود فرص عمل للشباب لأستحواذ الميليشيات والأحزاب الحاكمة على تلك الفرص.
- تفاقم التطرف الديني المؤدلج والمدعوم بحشود عسكرية .
- الانسدادات السياسية المتكررة وسوء الوضع الأمني وإستمرار النزاعات السياسية بين العرب والكرد على مناطق سهل نينوى وإرتفاع مستويات الجريمة المنظمة من قتل وتهجير قسري واستلاب ممتلكات ونزعات تخوينية يراد بها التعتيم على الحقائق.
- تردي المستويات التربوية والتعليمية والنقص في العديد من الإختصاصات التقنية الحديثة في الجامعات مما إضطر الكثير من ابناء المكون المسيحي للهجرة .
- الشعور المتنامي بالغربة في البلد الأم بسبب تناقص أعدادهم إلى مستويات خطيرة بسبب استمرار الهجرة.
- التهديدات التي يتعرض لها أصحاب المصالح والشركات من المسيحيين على ايدي جماعات العنف المسلح الميليشاوي.
- تقصير المؤسسات السياسية المسيحية في دعم وبقاء أبناء المكون المسيحي في العراق.
- النزوع الى لم شمل العوائل التي هاجر بعض أفرادها منذ سنين ،هذا وقد اجمع المشاركون في الجلسة الحوارية على مجموعة من المؤشرات التي تصلح ان تكون منطلقاً لمواجهة هذا النزيف البشري .
1-تكوين ضمانات سياسية ديمقراطية تحقق العدالة في المشاركة لجميع العراقيين .
2-أرساء تنمية إقتصادية تأخذ بنظر التطبيق التنمية البشرية المستدامة في مناطق تواجد المسيحيين وتحسين مستوى الخدمات لهم ولأبناء القرى المجاورة للكف عن عمليات التغيير الديموغرافي في مراكز مدنهم.
3-التصدي الحازم للتطرف الديني والطائفي وتنظيف المناهج التربوية والتعليمة من شوائب التطرف واعتماد برامج وخطط واستراتيجيات وطنية بدعم من الأمم المتحدة .
4- تعديل التشريعات القانونية الماسة بحقوق غير المسلمين ومنهم المسيحيين لتوفير بيئة اجتماعية جاذبة لبقائهم . .
5- أعادة تأهيل الطبقة الوسطى، مع أعطاء تسهيلات إستثمارية للمغتربين من المسيحيين في مناطقهم العراقية التي كانوا قد غادروها وخصوصاً مناطق سهل نينوى ودهوك .
6- توفير زمالات دراسية لأبناء المكون المسيحي .
وأجمع المشاركون في الجلسة الحوارية على ان السبيل الى وقف نزيف الهجرة يتطلب ايضاً وحدة موقف جميع الكنائس والاحزاب المسيحية في العراق على رؤية موحدة للتعريف بمخاطر الهجرة ، والتأكيد على الضمانات الوطنية والدولية المطلوبة لتعزيز الثبات في موطنهم وتفكيك كل ظواهر الانقسامات في البيئة المسيحية، وكذلك مواجهة سياسات الاحتواء والتهميش التي تعتمدها القوى السياسية المتنفذة.