:بيان استنكار
بقلق وحزن شديدين تواصل منظمة حمورابي لحقوق الانسان رصدها الاحداث الاجرامية التي تهز بغداد منذ اشهر عديدة لتجعل منها مدينة الاعراس الدموية بأستهداف الابرياء في مختلف المناطق ومنها منطقة الكرادة حيث في أغلب أحيائها، يوجد مؤسسات رسمية ونقاط تفتيش متعددة ، للاسف الشديد سبعة تفجيرات حصلت يوم امس واثنان صباح هذا اليوم.
من الواضح أن الحملة الارهابية الشنيعة بالاضافة الى استهدافها كل العراقيين من كل الاطياف الا انها تركزت باستهداف المسيحيين ومصالحهم في بغداد ، فقد تم استهداف كنيسة مار ماري الاشورية في منطقة الامين الثانية صباح هذا اليوم ، وادت الاشتباكات بين حراس الكنيسة والمهاجمين المسلحين الى اصابة اثنين من افراد الحرس الخاص بالكنيسة . كذلك تعرضت يوم امس اسواق ومتاجر للمواد الغذائية الى هجمات متنوعة بضمنهم اسواق وردة في الكرادة خارج ، وأسواق مريانا في الصناعة ، ويملكها مسيحيون فأدت الى وفاة شخصين من العاملين وجرح العديد من العمال والمتبضعين. كما تعرضت اسواق الخضار والمأكولات في منطقة الصناعة وغيرها الى تفجيرات مختلفة, وأودت بحياة العشرات من العراقيين الابرياء في العمل والشارع، بينهم اطفالا ونساء وشيوخ . هذا وقد كانت قد تعرضت قبل ايام، محال للمشروبات الروحية في مناطق قريبة يملكها ايزيديون ومسيحيون الى الاستهداف ووقوع ضحايا..
وهنا نود ان نتساءل ، بماذا يمكن تفسير هذا الانفلات الامني ونجاح العمليات الارهابية في مناطق تكثر فيها نقاط التفتيش التي يمكن القول بأنهم اكثر من عدد المارة؟! هل المهام المناطة بالاجهزة الامنية في شوارع بغداد هو فقط مضايقة المواطنين صباح ومساء (خلال ساعات الدوام وبشكل لا يطاق) بأسم توفير الامن الذي لا يتحمل مشاقه ومخاطره سوى المواطنون وخاصة الطلاب والموظفين، وحيث يتحملون الازدحام والتأخير في أعمالهم وعبء الانتظار في طوابير السير الطويلة في الشوارع من أجل أمنهم. لكن العكس يثبت نفسه طالما يتعرض المواطن في بغداد والموصل وكركوك الى تفجيرات جعلت من حياة العراقيين جحيما متواصلاً وامراً غير معقولاً، خاصة عندما تستهدف مثل اسواق وردة ، وهي محاطة بنقاط تفتيش من مختلف الجهات بالكرادة ، ووجود كاميرات مراقبة قريبة . أليس من حقنا، لا بل من واجبنا أن نتسأل، وكما ورد لنا من معلومات، كيف مرت السيارة (كيا) التي فجرت امام الاسواق ، بعد ان تسوق صاحبها من أسواق وردة وخرج مع بضاعته مبتعدا ليفجرها وهو يسير سالماً ودون اي خوف؟!!! ، ونتساءل أيضا كيف استطاع الارهابيون باستهداف المواطنين التركمان الذين كانوا قد خرجوا احتجاجا على تدهور الاوضاع الامنية في طوزخورماتو، ليوقعوا فيهم عشرات الضحايا ؟ هل كانوا يتظاهرون دون وجود غطاء امني أوحماية كافية لهم ؟!.
تستنكر منظمة حمورابي لحقوق الانسان هذه العمليات الجبانة جملة وتفصيلاً وتطالب السلطات وعلى رأسها الاجهزة الامنية، التي عليها ان تمسك بزمام المبادرة وتضبط هذا الانفلات الامني الخطير، وتعمل بحرفية وجدية في ردع الارهاب، باضطلاعها بكامل مسؤؤليتها امام التدهور الامني المستمر في العاصمة وغيرها من المناطق، وعدم التهاون باحتمال وجود اجهزة اقوى منها لتنال من امن المدن وتستهدف المدنيين العزل سواء كانوا في عملهم او في معابدهم و صلاتهم كما في بيوتهم.
الى متى يحكم على العراقيين بحياة اللاستقرار المتواصل؟ حيث لم تعد هذه الجرائم تهز بدن المسؤولين، ليتركوا الخلافات السياسية التي ابعدتهم عن معاناة الشعب العراقي، في الوقت الذي يتطلب الموقف ، ان يقفوا صفا واحدا لمواجهة الارهاب وتدميرالبلاد الى الحد الذي لا يتوانى في استهداف الأبرياء قبل غيرهم. كما نطالب السلطات المعنية بملاحقة مرتكبي هذه الجرائم ومحاسبتهم ومن ورائهم وان تصان جميع حقوق الضحايا وذويهم و ان يتم تعويضهم تعويضا عادلا. وتتقدم منظممتنا التعازي والمواساة الى ذوي الشهداء وتتمنى للجرحى الشفاء العاجل.
منظمة حمورابي لحقوق الانسان
بغداد في 25 حزيران 2013